كيف تتعامل مع الزوجة شديدة التوتر؟  

أ ف ب - الأمة برس
2022-08-04

 

موقع الرجل

بالطبع التعايش مع القلق مسألة غاية في الصعوبة، وذلك بالنظر إلى أن التوتر الشديد أصبح واحدًا من الأمور العادية في العصر الحالي بسبب ضغوطات الحياة التي لا تنتهي. وفي الحياة الزوجية قد تكون الزوجة شديدة التوتر، وهو ما قد يضع العراقيل أمام نجاح تلك الحياة، ويصبح لزاما على الطرف الآخر أن يتكيف مع هذا الوضع أو يبادر بحله.

تأثير توتر الزوجة على العلاقات الزوجية

بديهيا وطبيعيا أن يكون للنزاعات المستمرة تأثير شديد على الزوجين وحياتهما معا، بل إنها قد تؤدي في النهاية إلى فشل العلاقة الزوجية، حيث إن تلك الخلافات تقوض فرص العيش في هدوء وسلام بينهما نتيجة تراكم البغض بين الزوجين.

وقد وصف الله تعالى العلاقة بين الزوجين بـ"الميثاق الغليظ"،  لكن تلك العلاقة القائمة على المودة والرحمة قد تتعرض لخطر الانهيار في أي وقت بسبب الزوجة المتوترة دائما.

 ومع استمرار الخلافات بين الشريكين وما ينتج عنها من غل وحقد في نفوس الطرفين، ستصبح الحياة بينهما مستحيلة بأي حال من الأحوال، ويصبح الانفصال هو المصير الحتمي لتلك العلاقة.

 

فيما يلي بعض الإرشادات التي قد تفيد في التعامل مع الزوجة القلقة:

1- عدم أخذ توترها على محمل شخصي

قد يشعر الزوج بسهولة وكأنه يمشي على "قشر البيض"- إن جاز التعبير- عندما تعود زوجته المرهقة إلى المنزل من العمل.

وفي بعض النواحي، من الطبيعي أن يغضب أو يشعر بالأذى عندما تنفجر في وجهه بسبب مشكلة متعلقة بالعمل. لكن من الممكن أن يمتص الزوج غضب زوجته بكل سهولة من خلال منحها هدية صغيرة، وأيضًا من خلال النظر إلى الماضي في كيفية رد فعلها في ذلك الوقت والتركيز على ما حدث في حياتهما  معًا.

 يساعد ذلك على إبقاء قلب الزوج مفتوحًا ويسمح له بالاستمتاع بالحياة الزوجية دون أي مشكلات.

 

2- مساعدة الزوجة على تحديد المشكلة الأعمق

يجب أن يحاول الزوج  قدر الإمكان مساعدة الزوجة شديد التوتر على إيجاد حلول لأي مشكلة أو أزمة قد تواجهها سواء داخل المنزل، أو حتى في العمل، أو حتى أية مشكلة شخصية تتعلق بحياتها، لما لذلك من أثر نفسي إيجابي لدى الزوجة التي  ستشعر حتمًا أنها لا تعيش بمفردها في الحياة، وأن هناك من يبادلها الشعور بالود، والاهتمام بأدق تفاصيلها الحياتية.

3- التعاطف مع القضية الحقيقية

بمجرد مساعدة الزوجة شديدة التوتر في تحديد المشكلة الحقيقية، يجب أن يُظهر الزوج  بعض التعاطف مع إحباطها وجرحها. ويجب التذكر دائما أن التعاطف هو شعور سيئ لشخص ما. لكن يجب أن يضع الزوج نفسه مكان الزوجة التي تصاب بالتوتر،  وأن يتفقد دائمًا موضع عينيها، وأن يشعر بألمها، ومن هنا سيجيد الزوج حتما فن التعامل مع الزوجة في كل المواقف، ومن ثم تجاوز المشكلات المحتملة وحماية الحياة الزوجية من أية مخاطر.

4- إخطارها بدعمها والثقة بقدراتها

مما لا شك فيه أن الضغط في مكان العمل يمكن أن يؤدي إلى مخاوف ومسائل أعمق، لا سيما بشأن المستقبل الذي نريد أن نقدمه لأزواجنا وعائلاتنا.

ربما تفكر الزوجة دائما في إجابة على الأسئلة التالية: هل سنكون بخير إذا تركت وظيفتي؟ هل لدينا ما يكفي من المدخرات حتى أجد شيئًا آخر؟ ماذا لو لم أجد شيئًا آخر؟ تلك أسئلة مقلقة بالفعل، ولا ينبغي لنا أن نتظاهر بأنها ليست كذلك 

وهنا يبرز دور الزوج المستنير الذكي في احتواء حالة الأرق التي تسيطر على زوجته، والتي قد تكون سببا رئيسا في ظهور نموذج الزوجة شديد التوتر.

 

كيف أجعل زوجتي تثق بنفسها؟

1- إظهار الالتزام

قد يتشكك كلا الطرفين في التزامهما بالعلاقة ويتساءلان عما إذا كانت العلاقة لا تزال مناسبة لهما أو حتى يمكن إنقاذها.

أفعال التعاطف - مشاركة الألم والإحباط والغضب، وإظهار الندم، وكذلك إفساح المجال للاعتراف والتحقق من جرح المشاعر - يمكن أن تساعد الزوجة على استعادة ثقتها بنفسه. 

وبناءً على ذلك، فإن تحديد ما يطلبه الطرفان من العلاقة يمكن أن يساعد في إعطاء الشركاء الفهم بأن المضي في العلاقة يأتي بتوقعات واضحة وافق كل شخص، في المضي قدمًا، على الوفاء بها.

 

2- الالتزام بإنجاح العلاقة

يجب أن يتجنب الزوج استخدام الكلمات التي يمكن أن تثير الخلاف (على سبيل المثال، دائمًا، ويجب، وأبدًا) في وصف ما يراه أو يتوقعه أو يريده من زوجته.

بدلاً من ذلك، على الزوج دائما أن يسهل المحادثة المفتوحة.على سبيل المثال، من الأفضل أن يستخدم الزوج عبارة "أريد أن أشعر بأنني من أولوياتك في حياتك" بدلًا من "أنت لا تضعيني في المقام الأول أبدًا".

3- إعادة بناء الثقة

يجب على الزوج أن يحدد أهدافا معينة وجداول زمنية واقعية لإعادة زوجته إلى المسار الصحيح. وما لا يقبل الجدل هو أن إعادة بناء الثقة تستغرق وقتًا وتتطلب ما يلي:

 

التسامح. اتخذ قرارًا واعدا بأن تحب من خلال محاولة التخلي عن الماضي. في حين أن تحقيق هذا الهدف بالكامل قد يستغرق بعض الوقت، فإن الالتزام به هو المفتاح.

الانفتاح على التطور الذاتي والتحسين. لا يمكنك إصلاح الثقة المنكسرة لدى زوجتك عبر التسامح معها في المواقف ونسيان ما قد فعل في الماضي. بل يجب تحديد الأسباب الكامنة وراء المشكلات التي قام بها، والعمل عليها من قبل كلا الزوجين حتى تظل المشكلات كامنة 

تشجيعها الدائم. من الأهمية بمكان أيضا ألا يتباطأ الزوج في تشجيع زوجته على النجاح، ودعمها عند الحاجة أو الإخفاق في أي جانب من جوانب الحياة، وذلك من منطلق أن نجاح الزوجة لا ينعكس عليها فحسب، ولكنه انعكاس لنجاح الأسرة برمتها، حيث أن الزوجة هي "عنوان الأسرة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي