نصائح للتغلب على فكرة الطفل المفضل على أشقائه

زهرة الخليج
2022-06-19

نصائح للتغلب على فكرة الطفل المفضل على أشقائه(زهرة الخليج)

يرفض معظم الآباء الاعتراف بكونهم يفضلون أحد أطفالهم على الآخرين، لكن الحقيقة هي أن العديد من الآباء لديهم طفل مفضل، وهذا ما أثبتته إحدى الدراسات، التي فحصت 384 عائلة لديها أكثر من طفل واحد، ووجدت أن 74% من الأمهات، و70% من الآباء أظهروا معاملة تفضيلية تجاه طفل واحد دون الآخر، بحسب موقع Verywellfamily.
لكن يتفق الجميع في أن وجود طفل مفضل ليس خيانة لبقية الأطفال الآخرين، وليس شيئاً يجب الخجل منه. ومع ذلك، من المهم خلق بيئة محبة، يشعر فيها جميع الأطفال بالرعاية والدعم والتقدير. 
يقول بروفيسور العلاقات الأسرية والاجتماعية من جامعة كاليفورنيا، أنتوني هوكيمير: "من المنطقي من الناحية النفسية تطوير علاقة أقوى مع أحد أطفالك، لاسيما مع الشخص الذي يشبهك كثيراً، لأنه ببساطة الوالدان بشر، ينجذبان لمن يؤيدهما ويشبههما". لكن، على الرغم من أن المحسوبية أو التفرقة بين الأطفال قد تسبب ضرراً دائماً، فإنها لا تجعلك أباً سيئاً، ولا تعني أنك تحب الطفل الآخر بدرجة أقل. لذا، لا تجلد نفسك إذا كان لديك طفل مفضل، لكن حافظ على تصرفاتك تحت السيطرة، وتأكد من أن أطفالك يعرفون أن لديك حبًا ودعماً لا حدود لهما لهم جميعاً.
قد يكون من غير المريح أن تعترف (حتى لنفسك) بأنك تنجذب إلى طفل واحد أكثر من البقية، لكن التظاهر بعدم حدوث ذلك لن يغير الطريقة التي تشعر بها. وعندما تنكر ما تشعر به أو تتظاهر بأنه لا يحدث، فقد تُظهر المحاباة عن غير قصد. أما إذا اعترفت (لنفسك) بما تشعر به، فيمكنك اتخاذ خطوات للتأكد من أن جميع أطفالك يشعرون بالحب والقبول من دون تحديد أحدهم على أنه المفضل. 

ويمكن التغلب على تلك المشاعر المختلطة، من خلال:
اقضِ وقتاً مع كل طفل:
لأن طفلك المفضل قد يكون متشابهاً معك في الهوايات والكلام وطريقة التفكير، قد يكون من الأسهل عليك أن تقضي وقتاً معه في اللعب أو النقاش من دون الحاجة لتخطيط أو تفكير، لأن قضاء الوقت مع طفل تكون اهتماماته مختلفة عنك قد يتطلب وقتاً ومجهوداً. مثلاً، ماذا لو كان طفلك يحب ممارسة رياضة لا تفهمها؟ أو أنه يحب مناقشة بعض القصص الخيالية أو التاريخية التي لا تفقه بها كثيراً أو لا تحبذ مناقشتها؟ في هذه الحالات، ستحتاج إلى دخول عالم طفلك، وخلق فرص استباقية لمعرفة كيفية مجاراته ومناقشته ليستمتع بوقته. حتى لو كنت لا تحب الرياضة التي يفضلها طفلك أو اللعبة، عليك أن تجتهد وتخلق فرصاً للتواصل معه وتظهر له أنك مهتم ومستعد لفعل الأشياء التي يحبها، وخطط لبعض الأفكار التي يمكنها أن تجعله سعيداً ويشعر بأهميته بالنسبة لك. واسمح له ببعض التحكم في النشاط الذي تقوم به. وحاول، أيضاً، قضاء بضع دقائق كل يوم مع كل طفل، وأظهر اهتماماً إيجابياً وحقيقياً بالوقت الذي تقضونه معاً، لضمان شعور الجميع بالحب والتقدير.

اجعل القواعد والنتائج عادلة:
طبق القواعد ذاتها على كل طفل، وحاول الحذر من أن تقدم استثناءات لطفلك المفضل أو امتيازات إضافية من دون أن تدرك ذلك. على سبيل المثال، إذا نسي طفلك المفضل القيام بعمل روتيني، فقد تقول له: "الجميع ينسى القيام بالأشياء في بعض الأحيان". لكن عندما يغفل أحد الأطفال الآخرين عمله الروتيني، قد تقول: "عليك أن تكون أكثر مسؤولية، لا أستطيع أن أذكرك بفعل الأمور الواجبة عليك دائماً"، أنت هنا لست متقصداً، أو أنك تحب طفلك المفضل أكثر من الآخر، لكنك قد لا تدرك ما فعلته. لهذا، انتبه دائماً، وتذكر أن تكون القواعد متساوية على الجميع مع مراعاة عمر الطفل، فأنت لا تطبق نفس القواعد على طفل الأربع سنوات وطفل العشر سنوات. وبالمثل، يجب أن تكون العواقب أيضاً مناسبة للعمر، مثلاً طفل الأربع سنوات قد يُوضع في غرفته لأربع دقائق، بينما لا تكون العقوبة ذاتها والوقت ذاته لطفل العشر سنوات. وتأكد من وجود أسباب منطقية وراء القواعد والعواقب التي تحددها.

امدح الجميع على حسن السلوك:
قد تجد نفسك تمدح طفلك المفضل في أغلب الأحيان. لكن من المهم الإشادة بالسلوك الجيد من جميع أطفالك. على سبيل المثال، قل: "أقدر أنك بدأت واجبك المنزلي قبل أن أضطر إلى إخبارك بذلك"، أو "شكراً لك على الانتظار بصبر حتى أنهي مكالمتي الهاتفية"، قم بمدحه على السلوك المحدد الذي تريد تعزيزه، بمعنى بدلاً من قول: "عمل جيد" أو "أنت طفل جيد"، قل: "لقد كنت لطيفاً حقاً مع ذلك الطفل في الحديقة اليوم عندما سقط، وكنت سعيدًا لرؤيتك تحاول مساعدته". وإذا كان لديك طفل يتصرف بلطف وحكمة أكثر من الآخرين، فحاول أن تجد سلوكاً جيداً للطفل الآخر يمكنك مدحه عليه، فهذا سيشعره بالرضا، ويجعله يعمل أعمالاً جيدة، وسيعرف أنك تقدر سلوكه ومنتبه لأفعاله، وسيقلل من خوفه من فكرة تفضيلك أخاً آخر.

تجنب مقارنة أطفالك الآخرين بطفلك المفضل:
في حين أنه من المفيد الثناء على سلوكيات معينة لطفلك المفضل. لكن، احذر من جعله أيقونة للمقارنات، مثلاً قول أشياء مثل: "إذا تصرفتم بنفس طريقة أخيكم، فسأمنحكم بعض الحلوى، أو كونوا مثل أخيكم الفلاني واستيقظوا مبكراً.. وأخوكم الفلاني جيد في الرياضيات كونوا مثله". والمقارنة بين أطفالك تجعلهم في مواجهة مع بعضهم بعضاً، وتخلق ديناميكية غير صحية حيث ستُتهَم باختيار الأفضل.

اشرح لماذا تنجذب إلى طفلك المفضل:
إذا كنت تنجذب حقاً إلى أحد الأطفال ولاحظ الأطفال الآخرون ذلك، فاعترف بذلك، وبين لهم حقيقة الأمر، مثلاً: "أنا وأختكم لدينا شخصيتان متشابهتان، لكن هذا لا يعني أنني أحبها أكثر، أو أنني لا أحب شخصياتكم، هذا يعني فقط أن لدينا الكثير من الأشياء المشتركة التي يمكننا فهمها والمشاركة بها".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي