رئيسة حكومة أوكرانيا السابقة تكشف خبايا تجربتها مع بوتين.. ولحظات الغزو الأولى

الحرة - الأمة برس
2022-06-08

يوليا تيموشينكو في المجلس الأعلى الأوكراني 4 شباط / فبراير 2005 (ويكيبيديا)وصفت، يوليا تيموشينكو، رئيسة الحكومة الأوكرانية السابقة، في مقابلة حصرية مع صحيفة "الغارديان"، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ "البارد والقاسي والشرير وأسود خالص"، وتحدثت عما عاشته خلال اللحظات الأولى من الهجوم الذي شنه الكرملين على بلادها.

واستبعدت تيموشينكو أن يكون الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "مجنونا" كما تشير بعض الادعاءات، وقالت إنه "يتصرف وفقا لمنطقه الخاص المظلم.. إنه منقاد بفكرة مهمة تاريخية ويود أن يخلق إمبراطورية، هذا هو هدفه الأسمى، ويأتي من رغبة داخلية وإيمان عميقين".

وقادت تيموشينكو "الثورة البرتقالية" عام 2004، تولت بعدها منصب رئاسة الوزراء مرتين، وحظيت بالمرتبة الثانية بالانتخابات الرئاسية في عامي 2010 و2014، والثالثة في عام 2019.

واجتمعت ببوتين، الذي كان رئيس الوزراء الروسي آنذاك الروسي آنذاك، وجها لوجه عدة مرات بعد أن قرر قطع إمدادات الغاز إلى أوكرانيا في عام 2009.

وعن قرب، تقول تيموشينكو إن بوتين "كان حذرا دوما" فيما كان يقوله، وكان دوما يشك في أنه يتم تسجيل حديثه، مضيفة "إنه من مدرسة الكي جي بي"، مؤكدة أنه قبل الغزو الروسي لبلادها كان الرئيس الروسي مؤمنا "أنه لم تكن هناك أمة اسمها أوكرانيا، ولا شعبا أوكرانيا".

وتوقعت تيموشينكو أن طموحات بوتين لن تقتصر فقط على الاستحواذ على أوكرانيا والإطاحة بحكومة كييف المدعومة غربيا ومن حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن أهدافه الجغرافية تشمل السيطرة على بيلاروسيا وجورجيا ومولدوفا أيضا، والسيطرة على شرقي أوروبا ووسطها، لتضاف دول البلطيق إلى القائمة، بالشكل ذاته الذي عمدت إليه موسكو خلال الحقبة السوفيتية.

كواليس كييف
وقالت رئيسة الوزراء السابقة في مقابلتها إن الأضغان والأحقاد السياسية بينها وبين رجال السياسة في بلادها تلاشت بعد أن أعلنت روسيا شن هجوم على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وأنها توجهت مع ممثلي المعارضة للقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي كان منافسها في الانتخابات الرئاسية عام 2019.

وقالت لـ "الغارديان": "تعانقنا وتصافحنا، الجميع كانوا مصدومين وشاحبين وخائفين، لم يخطط أي منا لمغادرة كييف.. الجميع أدرك أنه يجب علينا أن نصمد .. واتفقنا على دعم رئيسنا وجيشنا والعمل من أجل تحقيق النصر"، مضيفة أن قرار زيلينسكي بالبقاء في العاصمة و"تجاوز مخاوفه" كان أمرا ضروريا.

وعندما ضربت غارة روسية مقر حزب "حزب كل الأوكرانيين" (Batkivshchyna) في كييف الذي تقوده تيموشينكو، ذكرت أنها احتمت في قبو المبنى الذي استهدفته صواريخ عدة، وعندما طرح عليها سؤال فيما لو كانت مستعدة لقتل جنود روس، أجابت "أجل لدي أسلحة شرعية، الكرملين وضعني على قائمة القتل وفقا للمصادر، لذا نحن مستعدون".

وذكرت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة أن الحكومة الروسية لطالما اعتبرتها عدوا بسبب دعمها لعضوية بلادها في الاتحاد الأوروبي و"الناتو".

وفي انتخابات عام 2010، نافست تيموشينكو، فيكتور يانوكوفيتش، الذي كان يحظى بدعم موسكو، وألقت باللوم في خسارتها بالانتخابات على حليف "الثورة البرتقالية" في الماضي والرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يوشتشينكو.

يوليا تيموشينكو وفلاديمير بوتين (19 آذار / مارس 2005) - ذكر بوتين العمل مع تيموشينكو مريح جداً وأشاد أيضا بخبرتها السياسية في نوفمبر 2009 (ويكيبيديا)

وتسبب يانوكوفيتش، بسجن تيموشينكو في قضية اعتبرت مدفوعة سياسيا، وقالت في مقابلتها: "بوتين ويوشتشينكو سجناني، يانوكوفيتش لم يكن متمكنا من أن يكون لاعبا مستقلا، بل كان دمية في يد بوتين".

وعندما خرجت من السجن في عام 2014، هرب يانوكوفيتش إلى موسكو بعد اندلاع مظاهرات منددة بالفساد، وبعد أسابيع قام بوتين بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية وأشعل ثورة الانفصاليين الموالين لموسكو شرقي أوكرانيا.

موقفها من الغرب وسط النزاع
ورحبت تيموشينكو بـ "الوحدة غير المعقولة" لـ "التحالف المضاد لبوتين"، بالأخص الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وبولندا.

وردا على التصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، والذي اقترع "عدم إهانة" الرئيس الروسي، وهي جملة ترجمها الأوكرانيون أنها دعوة للتنازل عن بعض أراضيهم مقابل التوصل إلى اتفاق مع موسكو، أكدت تيموشينكو أنه لا يجب نبذ فرنسا وألمانيا، اللتين تعرضتا لانتقادات حول التباطؤ في تزويد كييف بالأسلحة، مشيرة إلى أن أوروبا تصارع أسوأ أزمة أمنية منذ عقود.

لكن، ومن دون أن تحدد الدول المقصودة بكلامها، قالت رئيس الوزراء الأوكرانية السابقة إنه يتوجب على شركاء بلادها الدوليين أن يدركوا أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب تتمثل في القضاء على القوات الروسية في ساحة المعركة، وأنه يجب "ألا يصبحوا متآمرين مع الأشرار".

وأكدت أنه "لا يوجد هناك ما يسمى اتفاق سلام مع بوتين، لأنه لا يترتب على السلم، بل سيقود لحرب جديدة بعد سنوات لاحقة".

وشددت على أن لدى العالم الحديث فرصة فريدة لوقف روسيا ومنعها من نشر "الحروب والفساد والرشاوى والمعلومات المضلل وسلب الحريات".

وذكرت أن روسيا تخلت عن "تمثيلها" بأنها ستستهدف البنى التحتية العسكرية، مستدلة على القتلى المدنيين في مدن مثل بوتشا وإربين، بالإضافة إلى مناطق أخرى كان "متعمدا وقاسيا"، وأن الجنود الروس اتبعوا إرشادات موسكو.

وقالت: "إنه جزء لا يتجزأ من مجزرته بحق الشعب الأوكراني.. ما حدث في ماريوبول كان أسوأ من بوتشا وإربين وهوستوميل، أنا موقنة بأننا سنتمكن من استعادة ماريوبول وكشف حجم عمليات القتل المروّعة هناك، إنها مأساة، كارثة إنسانية بشكل لا يخطر على بال".

واختتمت حديثها مع "ذا غارديان" بقولها: "هذه معركة عظيمة (للدفاع عن) حرياتنا وأراضينا، وهي فرصة تاريخية للعالم الحر لقتل هذا الشر".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي