"معرض الرباط للنشر والكتاب": التظاهرة ذاتها

2022-05-29

بعد إلغائه العام الماضي بسبب انتشار فيروس "كوفيد – 19" الذي عطّل معظم الأنشطة الثقافية في البلاد، تنطلق الخميس المقبل فعاليات الدورة السابعة والعشرون من "المعرض الدولي للنشر والكتاب" في العاصمة المغربية، التي تتواصل حتى الثاني عشر من حزيران/يونيو 2022.

التوقّف الإجباري نحو سنتين لم يدفع المنظّمين إلى إعادة النظر في العديد من الانتقادات التي وُجهت لتظاهرة تأسّست عام 1994، حيث أشار العديد من الكتّاب والصحافيين إلى تكرار الأسماء ذاتها طول السنوات الماضي، في استضافات لم تستقطب الجمهور الذي عزف عن متابعاتها.

كذلك سُجّلت ملاحظات عديدة حول فوضى اختيار المواضيع المطروحة للنقاش في برنامج ثقافي يتقصّد معدّوه إبراز الأسماء المشاركة أكثر من الظواهر والقضايا، وأصبح حضور بعض المؤسسات الثقافية المغربية والعربية التي لا صلة لها مباشرة بإصدار الكتاب وصناعته موضع اهتمام المنظّمين أكثر من مشاركة دور النشر.

لكن الدورة الحالية تختلف عن سابقاتها في مكان استضافتها الذي انتقل من الدار البيضاء إلى الرباط،  بسبب تحويل الفضاء الذي دأب على احتضان التظاهُرة في المدينة الأولى إلى مستشفى ميداني مُخصّص للمصابين بفيروس كورونا، إضافة إلى أن الرباط ستكون "عاصمةً للثقافة الأفريقية" و"عاصمةً للثقافة الإسلامية" خلال 2022، ما يعني إدخال معرض الكتاب ضمن الفعاليات والتظاهرات الثقافية التي ستُقام في إطار التظاهُرتَين.

انتقال موقع المعرض إلى دورة واحدة، حيث سيعود إلى موقعه السابق في الدورة المقبلة، إلا أن ذلك لم يمنع عدداً من المثقفين المغاربة من اقتراح انعقاده في مدن أخرى بهدف توزيع المكتسبات الثقافية بعدالة فيما بينها، وعدم احتكار الدار البيضاء، المدينة الأكبر سكّاناً، والعاصمة الاقتصادية للمغرب، تنظيمه.

وطرح كتّاب آخرون مسألة إشراك الفاعلين الحقيقيين في صناعة النشر المغربية، بالتخطيط والتنظيم للحدث الذي يعنيهم بالدرجة بالأولى، وعدم إقصائهم كما يجري كلّ عام لأجل تصوّرات وزارة الشباب والثقافة والتواصل والنخب المرتبطة بها.

الأدب الأفريقي الذي يحلّ ضيف المعرض، بدا موضع اهتمام العديد من المثقفين الذي عبّروا عن أمنياتهم بحضور حقيقي لثقافة القارة السمراء التي لا تزال الروابط بينها وبين الثقافة العربية لا ترقى إلى تفاعلهما الحضاري الممتدّ لمئات السنين.

يُذكر أنه يشارك في الدورة الحالية أكثر من سبعمئة دار نشر تمثّل نحو خمسة وخمسين بلداً، إلى جانب مشاركة كثيفة للمراكز الثقافية الأوروبية في المغرب، وأُعلن برنامج ثقافي يشارك فيه حوالى ثلاثمئة وثمانين ضيفاً.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي