كييف تعد ببذل أقصى الجهود للدفاع عن دونباس في مواجهة تصاعد الهجوم الروسي

أ ف ب-الامة برس
2022-05-28

 سيدة أوكرانية تعد الطعام في الشارع أمام منزلها الذي قصف في مدينة موشوم الصغيرة بالقرب من كييف في 27 أيار/مايو 2022 (أ ف ب)

كييف: يشتدّ القتال في إقليم دونباس في شمال أوكرانيا، حيث أكدت موسكو أنّ الانفصاليين الموالين لها سيطروا على بلدة ليمان الاستراتيجيّة والتي تشكّل معبراً نحو مدينتَي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين.

وقالت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان "عقب العمليات المشتركة لوحدات ميليشيا جمهورية دونيتسك الشعبية والقوات المسلحة الروسية، حررت بلدة ليمان تماما من القوميين الأوكرانيين" مؤكدة ما اعلنه الانفصاليون الموالون لموسكو الجمعة.

ولم يعلّق الجيش الأوكرانيّ على ذلك.

وكانت قوات الدفاع عن أراضي "جمهورية" دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا (شرق) والمعلنة من جانب واحد، كتبت على تطبيق "تلغرام" أنها "سيطرت بشكل تام" على بلدة ليمان "بدعم" من الجيش الروسي.

وتعهدت كييف بذل جهودها القصوى للدفاع عن دونباس حيث صعد الجيش الروسي هجومه ما دفع القوات الأوكرانية إلى التفكير في انسحاب استراتيجي من بعض خطوط الجبهة في هذه المنطقة الواقعة في شرق البلاد، لتجنب محاصرتها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو الجمعة إن "الوضع في دونباس صعب جدا"، مؤكدا "نحن نحمي أرضنا ونفعل كل شيء لتعزيز" الدفاع عن هذه المنطقة.

واضاف زيلينسكي "إذا كان المحتلون يعتقدون أن ليمان وسيفيرودونيتسك ستصبحان لهم فهم مخطئون. دونباس ستكون أوكرانية".

ونقلت وكالة الأنباء الروسيّة ريا نوفوستي عن مسؤول في شرطة "جمهورية" لوغانسك الانفصالية الموالية لروسيا قوله الجمعة إن "مدينة سيفيرودونتسك محاصرة حاليا" والقوات الأوكرانية عالقة هناك.

لكن حاكم لوغانسك سيرغي غايداي نفى ذلك وقال إنه من الخطأ القول إن المنطقة ستقع تحت السيطرة "الكاملة للعدو" الروسي خلال "يوم أو يومين أو ثلاثة أيام". وتابع أنهم "لن يستولوا عليها على الأرجح"، لكن "لتجنب محاصرتها يمكن أن يصدر أمر بانسحاب لقواتنا".

 وأضاف أنّ "القصف مستمرّ...الجيش الروسي ببساطة يدمّر المدينة"، وقد تكبّدت القوات الروسيّة "خسائر فادحة"، بحسب قوله، في ضواحي سيفيرودونتسك.

- استعراض قوة-

وفي وقت تصعّد روسيا هجومها في أوكرانيا أعلن الجيش الروسي السبت أنه نفذ بنجاح تجربة جديدة لصاروخ كروز فرط صوتي من طراز "زيركون".  وأفادت وزارة الدفاع في بيان أن الصاروخ أطلق من فرقاطة الأدميرال غورشكوف في بحر بارنتس في اتجاه هدف في مياه البحر الأبيض في المنطقة القطبية الشمالية.

وأشار البيان إلى أن عملية الإطلاق جرت في إطار "تجارب أسلحة جديدة" روسية. وأطلق أول صاروخ "زيركون" في تشرين الأول/أكتوبر 2020.

وبعد الهجوم غير المجدي على كييف وخاركيف (شمال شرق) في بداية الحرب التي شنتها روسيا في 24 شباط/فبراير، تركزت القوات الروسية في شرق أوكرانيا بهدف معلن هو السيطرة على حوض دونباس الغني بالمناجم والخاضع جزئيا منذ 2014 لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو.

- انقسام ارثوذكسي تاريخي -

 

   بقايا صاروخ في مدينة ليسيتشانسك بمنطقة دونباس شرق أوكرانيا في 26 أيار/مايو 2022 (أ ف ب) 

على الصعيد الديني، قطعت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لموسكو الجسور مع السلطات الروحية الروسية التي تدعم الرئيس فلاديمير بوتين في خطوة تاريخية.

وفي نهاية مجمع، أعلن "الاستقلال التام للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية وحكمها الذاتي" كما ورد في بيان أكد أن علاقات الكنيسة الأوكرانية بقيادتها في موسكو كانت "معقدة أو غائبة بشكل شبه تام" منذ بداية النزاع.

وهو ثاني انقسام في الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا خلال سنوات قليلة. فقد انفصل جزء من الكنيسة الأوكرانية، ممثلة ببطريركية كييف، عن موسكو في 2019 بسبب تدخل الكرملين في البلاد.

وأوكرانيا مركز أساسي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية وتضم بعض أهم أديرتها.

- "إبادة جماعية" في دونباس -

في رسالته اليومية بالفيديو، اتهم زيلينسكي مساء الخميس موسكو بارتكاب "إبادة جماعية" في دونباس، مؤكدا أن القوات الروسية تقوم "بعمليات ترحيل" و"قتل جماعي للمدنيين". واستخدم الرئيس الأميركي جو بايدن العبارة نفسها.

وكانت موسكو قد بررت غزوها لأوكرانيا بـ "إبادة جماعية" ينفذها الأوكرانيون ضد سكان دونباس الناطقين بالروسية.

وفي لاهاي (هولندا) دعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، روسيا إلى التعاون في التحقيق الذي فتحه بعد أربعة أيام من بدء الغزو الروسي، في جرائم حرب وجرائم مفترضة ضد الإنسانية يعتقد أنها ارتكبت في أوكرانيا.

وروسيا وأوكرانيا ليستا عضوين في المحكمة الجنائية الدولية لكن كييف قبلت اختصاص المحكمة.

وتستمر الحرب في بقية أنحاء أوكرانيا.

فقد كتبت قيادة الجنوب في الجيش الأوكراني على فيسبوك السبت أن روسيا حشدت ثلاثين دبابة من طراز "تي-62" وآليات مدرعة أخرى ومنظومات صواريخ غراد في منطقة خيرسون (جنوب) التي تقصفها مروحيات.

وأعلنت وكالة الأنباء الروسيّة "تاس" السبت نقلاً عن هيئة إدارة الموانئ الموالية لروسيا دخول أول سفينة شحن إلى ميناء ماريوبول  في جنوب شرق أوكرانيا. وتعرّضت المدينة الاستراتيجيّة للقصف لثلاثة أشهر قبل أن تسيطر عليها القوات الروسيّة نهائياً الأسبوع الماضي.

وعلّقت البحريّة الأوكرانيّة على فيسبوك واصفة الإعلان بأنّه "تلاعب" لأنّ مجموعات السفن الروسيّة "تواصل منع الملاحة المدنيّة في مياه البحر الأسود و بحر آزوف، متجاهلة قوانين الملاحة الدوليّة".

- كييف تريد قاذفات صواريخ أميركية -

في هذا الوضع، طالبت كييف الجمعة مجددا الغربيين بمزيد من الأسلحة.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إن "بعض الشركاء يتجنبون تقديم الأسلحة اللازمة خوفا من التصعيد"، مشيرا إلى أن "روسيا تستخدم أثقل الأسلحة غير النووية وتحرق الناس أحياء".

وأضاف "قد يكون حان الوقت (...) لتسليمنا" قاذفات صواريخ متعددة من طراز "إم إل آر اس".

ولم يؤكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي وجود خطة من هذا النوع تحدثت عنها الصحف الأميركية. وقال "نبقى ملتزمين مساعدتهم على الفوز في ساحة المعركة".

- حصار-

بينما تبدو أوكرانيا غير قادرة حاليا على تصدير حبوبها بسبب الحصار المفروض على موانئها، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع مستشار النمسا كارل نيهامر الجمعة تحميل روسيا مسؤولية الأزمة الغذائية في العالم.

وكان الرئيس الروسي قد عرض الخميس المساعدة في "تخطي الأزمة الغذائية" شرط الرفع المسبق للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، ما عرضه لاتهامات بممارسة الابتزاز.

وفي محاولة للالتفاف على الحصار، أقامت ألمانيا "جسرا للسكك الحديد" مع أوكرانيا لمساعدة كييف على تصدير حبوبها، عبر قطارات لنقل القمح الأوكراني إلى أوروبا الغربية، وفق قول القائد الجديد للقوات الأميركية في أوروبا الجنرال كريس كافولي.

وفي هذا السياق، سيشارك زيلينسكي عبر الفيديو في اجتماع للاتحاد الاوروبي في بروكسل، يفترض أن تُطرح فيه مجددا خطة حظر النفط الروسي التي لا تزال المجر تعرقل إقرارها.

وقال وزير المال الروسي أنطون سيلوانوف في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة إن روسيا ستجني هذا العام ألف مليار روبل إضافية (13,7 مليار يورو) من صادراتها من المحروقات التي ترتفع أسعارها، موضحا أن جزءا منها سيخصص لمواصلة الهجوم في أوكرانيا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي