تغيير سريع ومتواصل : جيل جديد من الـ"إن.إف.تي" يتمدد في عالم جنون مضمون

وكالات - الأمة برس
2022-05-24

عالم سيتجاوز هواة الجمع قريبا (مواقع اليكترونية)نيويورك - من رسم "بورد إيبس" الذي يصوّر قردة، إلى نسخة عن أول تغريدة في تاريخ تويتر مرورا برسم تحريكي يظهر دونالد ترامب عاريا على العشب، بيعت بعض المنتجات الرقمية بتكنولوجيا "إن.إف.تي" بملايين من الدولارات منذ مطلع 2021، على مرأى من الرأي العام الذي أبدى مشاعر متضاربة جمعت بين الدهشة والتشكيك.

وفتحت "إن.إف.تي" NFT، أي الرموز غير قابلة للاستبدال وهي منتجات رقمية فريدة وغير قابلة للتزوير، سوقا جديدة لهواة الجمع تُقدّر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. لكن هذه السلع الرقمية "لا تزال بدائية جدا حتى اللحظة"، وفق ساندي خاوند مؤسسة شركة "كريدينزا" الناشئة، إذ أنها "لا تتمتع بأي خصائص أو منافع" خارج عالم الفنون.

ويقول خوان أوتيرو المدير العام لموقع "ترافالا" الإلكتروني للسفر إن أكثرية هذه القطع "هي لقردة أو أمور من هذا النوع لا تفيد بشيء"، في إشارة إلى رسم "بورد إيبس". أما شبكة مقاهي "ستاربكس" التي ستطلق منتجاتها الخاصة بتكنولوجيا "إن.إف.تي"، فترى أن هذا العالم الجديد يقدم "أصولا قابلة للبرمجة يمكن أن تشكل أيضا بوابة عبور".

وسيفتح امتلاك رمز غير قابل للاستبدال بألوان مجموعة المقاهي العملاقة، الباب للحصول على "امتيازات فريدة"، كما سيتيح تشكّل "مجتمع"، وهي رؤية جديدة لبرنامج وفاء الزبائن يستند على تقنية سلسلة الكتل بلوكتشين. وتتيح هذه التكنولوجيا المستخدمة في تشفير العملات الرقمية والـ"إن.إف.تي" استخدام النموذج عينه في تطبيقات مختلفة.

ومن الناحية المؤسساتية أطلقت جمهورية سان مارينو الصغيرة في قلب إيطاليا في يوليو الماضي جواز سفر مناعيا للملقحين ضد فايروس كورونا يعتمد على تكنولوجيا "إن.إف.تي". وفيما صّممت الشهادة الرقمية الأوروبية الخاصة بمكافحة كوفيد - 19 لاستخدامها في الاتحاد الأوروبي، فإن جواز السفر هذا مصمم لاستخدامه في كل مكان، من دون الحاجة إلى الاستعانة بتطبيق محمول خاص.

وتقول ساندي خاوند إن تكنولوجيا "إن.إف.تي" والبلوكتشين "متاحان في عوالم مختلفة، سواء كنتم ذاهبين لمشاهدة مباراة كرة سلة ضمن دوري 'إن.بي.أي' أو إلى قاعة حفلات في الميتافيرس"، في إشارة إلى العالم الرقمي الذي يتيح التمتع بتجارب افتراضية باستخدام تقنيات الواقع المعزز، كما في ألعاب الفيديو "روبلوكس" و"ماينكرافت".

وتضرب جين ماكميلن من شركة "إنسنديو" التسويقية مثالا فرقة "كينغز أوف ليون" للروك المستقل. ففي إطار نسختها بتكنولوجيا "إن.إف.تي" من ألبومها "ون يو سي يورسلف" قدمت الفرقة تسع "تذاكر ذهبية" تتيح للفائز بكل منها الحصول على أربعة مقاعد في الصف الأول خلال كل جولاتها المستقبلية.

التكنولوجيا المستخدمة في تشفير العملات الرقمية والـ"إن.إف.تي" تتيح استخدام النموذج عينه في تطبيقات مختلفة.

 

وتوضح جن ماكميلن "إذا كنتم علامة تجارية، فكروا بالتجارب الأكثر إثارة للاهتمام، وبسبل النفاذ الأكثر حصرية، أو بأمر يكون انتشاره على الإنترنت مؤكداً، وغلّفوا ذلك في إطار 'إن.إف.تي' يتيح نفاذا كاملا. سيكون ذلك جنونا مضمونا بفضل الطابع النادر" لمثل هذه المنتجات. ومن بين الأمثلة على ذلك ما فعلته منصة “ترافالا” للحجوزات السياحية التي تضم أكثر من 300 ألف مستخدم نشط شهريا.

ففي يناير الماضي أطلق الموقع الذي يتيح أصلا الدفع بالعملات المشفرة برنامجا لمكافأة وفاء الزبائن يحمل عنوان "ترافل تايغر". وفي الظاهر وزع الموقع ألف "إن.إف.تي" على زبائن موجودين أصلا على المنصة هي عبارة عن رسم رقمي لنمر بما يشبه رسم القردة "بورد إيبس".

لكن هذه المنتجات الرقمية تتيح جملة من الامتيازات، من الدخول إلى أحداث حصرية في العالم الحقيقي أو على الميتافيرس، وصولا إلى تخفيضات أو نقاط ضمن برنامج الوفاء.

ومع برنامج "ترافل تايغر" لا تطمح "ترافالا" إلى تحقيق إيرادات بل إلى كسب وفاء الزبائن. ويقول خوان أوتيرو إن "الهدف يكمن في الحفاظ على هؤلاء المستخدمين ودفعهم للاستمرار في استخدام المنصة".

ورغم الاهتمام الذي تولده هذه المنتجات الرقمية "سيتعين بلا شك الانتظار لسنتين أو ثلاث" قبل أن تصل "إن.إف.تي" إلى "الجمهور العريض والشركات التقليدية"، وفق المشارك في تأسيس "ترافالا". لكن "الموجة المقبلة عند حصولها" ستكون "غير مسبوقة على ما أظن" وفق أوتيرو.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي