مظفر النواب: الوجع الممتد

2022-05-24

جدارية تمثّل للشاعر العراقي مظفر النواب في العاصمة العراقية بغداد في 26 نيسان/ابريل 2022 (ا ف ب)

نبيل ياسين

مظفر النواب وجع عراقي عميق. ميزة هذا الوجع العراقي إنه امتد في الوجع العربي العميق. تردد صداه في عدة أجيال. التقينا في أماكن متعدد آخرها في لندن قبل سنوات. ليس مرهفا في مشيته فحسب، وإنما في صوته أيضا وفي صمته المعتاد. ليس مهما أن يكون شعره الشعبي الذي أسس مدرسة جديدة منذ الستينيات قد طغى على فصحاه ووترياته، فهو يقدم وجعا في كلا الحالتين، وما الشاعر إلا وجع يتكلم.

سياسيا كان هجاؤه لسان حال ملايين العرب ومنهم من (يقدس) شتائمه لأنها التعبير الأخير عن المأساة، التي لا يمكن التعبير عنها إلا بألفاظ جارحة وغير مألوفة في المتن الخطابي العربي الحديث، قصته بسيطة وشائعة ومتكررة: سلطة غاشمة ومواطن مشرد، ضحية وجلاد، شرطي وشاعر، كلمة وقضبان السجن وطن مصادر ومنفى بديل. ذلك هو مظفرالنواب وذلك هو ما ينتظره مواطن يجد نفسه في كلمات الشاعر ونواحه ووجعه. هكذا وجد مظفر نفسه كلمة ترددها ألسن المواطنين من العرب الذين وجدوا تعبيرهم الدفين في تعبيره.

كاتب عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي