لوتان: هل تغير معركة إيزيوم مسار الحرب في أوكرانيا؟

2022-05-22

حسب المجلة السويسرية فعلى خريطة مواقع الجيش الروسي وتقدمه، يلاحظ أنه قام باختراق على شكل شريط في الأراضي الأوكرانية (أ ف ب)

قالت صحيفة لوتان (Le Temps) السويسرية إن الأوكرانيين يحاصرون بلدة إيزيوم الصغيرة التي احتلتها القوات الروسية، وذلك في هجوم مضاد يمكن أن يشكل نقطة تحول في الحرب في أوكرانيا ويعرقل خطط الكرملين، لأن هذه المنطقة التي قصفت لعدة أيام هي حجر الزاوية في الغزو الروسي لإقليم دونباس.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير لبوريس مابيار- أن الهدوء الظاهر في هذه البلدة الصغيرة التي تقع جنوب إقليم خاركيف، يخفي وراء الحملة الزراعية وانشغال الفلاحين بتعويض الوقت الضائع بسبب الحرب، عملية عسكرية حاسمة تختمر هناك، لأن هذه البلدة ، تعد واحدة من مركزين مهمين للخدمات اللوجستية للهجوم المضاد الوشيك لفتح دونباس واستعادة إيزيوم، تلك البلدة التي تحمل أهمية استراتيجية كبيرة في المشروع الروسي لغزو ذلك الإفليم.

ومنذ فشل هجومه على كييف، أعلن الكرملين –حسب الكاتب- أنه يريد التركيز على دونباس كهدف عسكري رئيسي مع الدفاع عن المواقع التي تم احتلالها في جنوب البلاد في خيرسون وحول بحر آزوف، إلا أن الجيش الروسي ما زال متعثرا في شمال وشرق دونيتسك حيث تجمعت القوات الأوكرانية منذ عام 2014 خلف خطوط محصّنة وملغومة، يكاد يكون من المستحيل إخراجهم منها، كما تريد هيئة الأركان العامة الروسية.

نهاية حلم بوتين

وبحسب المجلة السويسرية فعلى خريطة مواقع الجيش الروسي وتقدمه، يلاحظ أنه قام باختراق على شكل شريط في الأراضي الأوكرانية، وهو يحاول توسيعه جنوبا ليصله بالأراضي التي يحتلها على شواطئ بحر آزوف، مشكلا بذلك حزاما حول إقليم دونباس.

غير أن الأوكرانيين توقعوا هذه الحركة وأوقفوها، يقول فلاديمير رومان، الذي يرأس الدائرة الانتخابية الكبيرة في جنوب إقليم خاركيف، وهو عقيد سابق ومسؤول بحكم الواقع عن الإدارة العسكرية في المنطقة بسبب حالة الطوارئ، إن "المواقع الروسية لم تتغير منذ خمسة أسابيع.. فقدنا بعض الأرضي من قبل، لكننا كنا ننتظرهم حيث نحن أقوياء هنا".

ويرى فلاديمير رومان أن الاستعدادات لهجوم مضاد جارية بأقصى سرعة، وأنه سيحدث قريبا، موضحا "أوقفنا الروس ومنعناهم من الاستيلاء على دونباس بالكامل. أجبرناهم بمدفعيتنا على حشد عدد من قواتهم حول إيزيوم مما خفف عن مقاتلينا في جبهة سيفيرودونتسك، وإذا أخذنا إيزيوم، فإننا بذلك ندفن حلم بوتين في تحقيق الحد الأدنى من أهدافه".

إيزيوم.. المدينة الضحية

ونبه فلاديمير رومان إلى أن هيئة الأركان العامة الروسية توقعت هذه المعركة، موضحا "دائرتي الانتخابية تعرضت لـ 24 ضربة صاروخية بالستية تستهدف البنية التحتية اللوجستية، سقط جراءها قتيل وعشرات الجرحى، مما يدل على أن هيئة الأركان العامة الروسية توقعت خططنا".

من ناحيته يقول فيتالي أورلوف، أحد ملاك الأرض في المنطقة وهو مقرب من السلطات، إن "دفاعنا المضاد للطائرات كان فعالا للغاية. تم حماية معظم الأهداف وتم إصلاح الأضرار التي لحقت بتلك التي أصيبت بالفعل كخط السكة الحديدية".

وبحسب جندي فضل عدم ذكر اسمه، "لا يفصلنا عن شن الهجوم سوى أيام. ستكون المعركة طويلة لأن الروس حشدوا أكبر عدد ممكن من الرجال والبنادق. لكن بعد استعادة الأراضي باتجاه خاركيف، أصبحنا قادرين على الهجوم على ثلاث جبهات، من الشمال والغرب والجنوب الشرقي.. كان من الممكن تسوية بلدة إيزيوم الصغيرة بالأرض مثل ماريوبول، وهو أمر رهيب، ولكن ربما هذه نقطة تحول في الحرب".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي