شيرين فلسطين

2022-05-21

فتاة تحمل صورة شيرين أبو عاقلة (أ ف ب)

سليم النفار

ثمة أسماء تُحيلكَ بلا تردّد إلى رديفها الأجمل، الأكثر سعةً، وبما يليقُ بها وبالرديف. ثمة قاماتٌ باسقة في هذا الفضاء المُلتهب، لا تنحني، لا تموت مهما عصف الموت بها. شيرين أبو عاقلة، الفتاة المقدسية الإعلامية المتميزة، منذ بداياتها كانت ممتلئة بالحبِّ لمهنتها، لوطنها الضحية الذي يُعاني ويلات المُحتل العنصري.

من أجل ذلك لم تتردّد بالذهاب إلى أيِّ موقع اشتباك مع العدو، تذهب مُدججةً بيقينها إلى فضح وتعرية المحتل، إلى كشف صورته القميئة، تلك الصورة التي ما زال الغرب الأعمى ينافح عنها، ويدعم وكلاءه من العربان الساقطة لتجميلها بالعلاقات الذيلية. سقطت اليوم صورة المُحتل بلا تردد أمام عين الحقيقة، التي تنقلها شيرين، ولكن بكل أسف سقطت صورته بدم شيرين، لم يحتمل رؤية الفدائية التي تفضحه وتُعريه، فاختار إسكات صوتها وتغييب صورتها، ولكن هيهات أيها المُحتل.

رحيل شيرين كان خبراً فاجعاً، ولكن هنيئاً لشيرين الاسم الحركي لفلسطين، فإنَّ الحبَّ الذي حملته في ضلوعها لوطنها وأهله، يُردُّ اليوم إليها بهذا الغضب الكبير على المحتل، بهذا الحبِّ الكبير لها، والحزن الكبير عليها.

لقد اغرورقت عيوننا بالدمع ونحن نرى الشعب الفلسطيني موحداً، في حزنه عليها، وفي تصميمه على جنازة تليق بالفدائية الشجاعة، المُحبة لأهل بلادها. لقد فعل رحيل شيرين ما لم يفعله الساسة في دهاليز حواراتهم ونقاشاتهم العقيمة، لأنَّ الشعب بفطرته يدرك مواطن الصدق، ودائماً يقدر مُحبيه، المدافعين الحقيقيين عنه وعن أحلامه.

شيرين لا تنتمي لآل أبوعاقلة بقدر ما تنتمي لبلدها وأهل بلدها جميعاً، ويليق بها أن تكون شيرين فلسطين، فلسطين التي شهدت مولدها طفولة وشباباً وعراكاً مع الحياة التي دائماً حلمت بها وعملت من أجلها.

وداعاً شيرين أيتها الشهيدة والشاهدة، فإنك أجمل القصائد التي لا تنسى، وأجمل القلائد التي يجب أن تبقى على صدورنا.

كاتب فلسطيني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي