كوبا تتنفس الصعداء بعد رفع واشنطن مجموعة من العقوبات على البلاد

أ ف ب - الأمة برس
2022-05-18

رجل يرتدي ملابس بألوان العلم الأميركي في أحد شوارع هافانا في 17 أيار/مايو 2022 (ا ف ب)هافانا - تأمل ماريا أن يلتحق بها ابنها قريبًا إلى الولايات المتحدة، في حين يتمنى نيلفر عودة الزبائن لارتياد مطعمه في هافانا، حيث يحلم الكوبيون بكسر الجليد بعد أول بادرة اتخذتها واشنطن منذ خمس سنوات لتخفيف التوتر.
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين رفع مجموعة من القيود المفروضة على كوبا ولا سيما في مجال الهجرة والتحويلات المالية والرحلات الجوية.

قالت ماريا استرادا (55 عاما) التي كانت تجلس في حديقة بالقرب من السفارة الأميركية في هافانا، ريثما يحين موعدها في القنصلية لوكالة فرانس برس "إنها أنباء سارة لجميع الكوبيين، لأولئك الذين لديهم عائلة هنا وهناك، لأنه من الصعب حقًا فصل العائلات".

قررت ماريا التي هاجرت من كوبا وتعيش في ميامي القدوم "عند الفجر" إلى السفارة فور سماعها أن من بين الإجراءات التي أعلنتها واشنطن استئناف العمل العمل ببرنامج معلّق منذ عدة سنوات، مما يسهّل إجراءات الهجرة إلى الولايات المتّحدة لأفراد من نفس العائلة.

كما وعدت الإدارة الديموقراطية بزيادة قدرة دبلوماسييها في هافانا على معالجة طلبات تأشيرات السفر إلى الولايات المتحدة، وهي خدمة استأنفتها السلطات الأميركية على نطاق ضيق في مطلع أيار/مايو بعد أربع سنوات من إيقافها بسبب هجمات صوتية مزعومة تعرّض لها موظفون دبلوماسيون في هافانا.

واوضحت ماريا "لقد عانينا كثيرًا، وانتظرنا طويلاً، وجئت للاستعلام عن كيفية الاجراءات" معربة عن "املها" في "بدء" تقارب جديد بين البلدين الجارين، على غرار ما حدث خلال ولاية باراك أوباما الثانية.

- "النور" -
قبل أيام قليلة خلت، لم يلحظ الكوبيون اختلافاً بين سياسة الجمهوري دونالد ترامب الذي عمد إلى تشديد العقوبات السارية على كوبا منذ عام 1962 وأنهى التطبيع الدبلوماسي الذي أطلقه سلفه أوباما. لكنهم تفاجئوا عندما تم الإعلان عن الإجراءات المذكورة مساء الاثنين في نشرة أخبار التلفزيون الحكومي.

قالت ميريلا موناجا (80 عامًا) "آمل أن نرى النور شيئًا فشيئًا" في نهاية النفق، مضيفة "نحن المسنون نشعر بالاختناق، ويتعين على الشباب المغادرة لأنهم لا يستطيعون تدبر أمورهم".

واعربت عن أملها في أن يؤدي "الموقف الجديد" لبايدن إلى تحسين الحياة اليومية للسكان.

تشهد كوبا التي تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ 30 عامًا بسبب الوباء والعقوبات الأميركية، موجة من الهجرة الجماعية.

يحاول العديد من الكوبيين اليائسين الذهاب إلى الولايات المتحدة عبرالمرور بأميركا الوسطى أو المخاطرة بحياتهم سالكين طريق البحر.

وتقضي الاجراءات الجديدة بإلغاء الحدّ الأقصى المفروض على التحويلات المالية إلى كوبا والبالغ حاليا ألف دولار كلّ ثلاثة أشهر، وبالتالي تلقي عدد كبير من العائلات في الجزيرة مساعدات من أقاربهم الذين استقروا في الولايات المتحدة، والسماح بإرسال أموال خارج إطار العائلة لدعم "رجال الأعمال الكوبيين المستقلين".

ويرى نيلفر سولير (51 عامًا) الذي يدير مطعم Vis-à-vis ، المقابل للسفارة الأميركية أن هذا "سيعود بالنفع على المجتمع الاقتصادي وأصحاب المشاريع الخاصة".

كما يأمل في تنشيط السياحة بهذه الطريقة، مشيراً إلى أن الأميركيين والأميركيين الكوبيين كانوا من بين أول زوار الجزيرة في عهد أوباما.

- كسر جليد؟-
واعتبر السفير الكوبي السابق كارلوس ألزوغاراي أن هذه الإجراءات تبشر بـ "كسر جليد" جديد بين كوبا والولايات المتحدة، وإن كان لا يعتقد أن "بايدن سيمضي (في تدابيره) مثل أوباما".

ويبدو عالم الاجتماع رافائيل هيرنانديز أكثر حذرًا، وقال إنه لا يعتقد أنها "بداية لكسر الجليد" بل "رد فعل طارئ وجدته الولايات المتحدة لوقف أزمة الهجرة الحالية".

واوضح أن "الهجرة غير المنضبطة مسألة تتعلق بالأمن القومي" و"الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله هو حث الحكومة الكوبية على التعاون".

ويشاطره الحذر الباحث أرتورو لوبيز-ليفي من جامعة هولي نيمز في كاليفورنيا، معتبراً أن هذه الإجراءات "لا تمثل عودة إلى تغيير النهج الذي تمثله إدارة ترامب".

واشار إلى ما دفع بايدن للتحرك هو أنه بعد التظاهرات التاريخية في تموز/يوليو 2021 ، "توقفت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الكوبية" ويبدو أن الجزيرة استعادت الهدوء.

وإذ اعتبرت Cuba Study Group، وهي مؤسسة ابحاث مقرها واشنطن، هذه السياسة الجديدة تجاه كوبا "أكثر عقلانية"، إلا انها حذرت من أن "الإجراءات الجديدة لا تلغي بأي حال من الأحوال المطالب المحقة بإطلاق سراح السجناء السياسيين ووضع حد لعداء الحكومة تجاه المجتمع المدني".

الاتحاد الأوروبي الذي "رحب" بالإجراءات الأميركية، أكد على لسان مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل على مواصلة "سياسة التزامها الحاسم" مع هافانا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي