فارق العمر بين الرجل والمرأة.. هل الأمر مهم حقًا؟

الرجل - الأمة برس
2022-04-08

رجل وامرأة تعبيرية عن فارق العمر بين الرجل والمرأة ليكون الزواج ناجح (الرجل)

 

 من أهم الأشياء التي يختلف حولها الناس في أمور الزواج، فارق العمر بين الرجل والمرأة، الذي يؤدي إلى علاقة مثالية بين الزوجين، البعض يرى أن فارق العمر بين الرجل والمرأة يجب أن يكون كبيرًا لصالح الأول لعوامل سنستعرضها في السطور التالية، بينما يرى البعض أن التوازن بحد ذاته واقتراب الأعمار يحقق الزواج الأفضل.

إليك كل ما تريد معرفته عن مسألة فارق العمر بين الرجل والمرأة وتأثيره في إقامة علاقة زوجية ناجحة داخل المنزل، وإقامة مجتمع جيد وتعزيز مفاهيم التربية.

ما هو فارق العمر المناسب بين الزوجين ليكون الزواج ناجحًا؟

بشكل عام يفضل أن يكون الرجل أكبر من المرأة، بفارق متوسط لا يتخطى 5 أعوام، ولكن كل حالة لها خصائصها التي تميزها، ففي بعض الحالات لا تكفي الأعوام الخمسة لإحداث النضج الكافي.

فارق السن لصالح الرجل يؤدي إلى احترام الزوجة له بداية بدافع السن، يكون الرجل أمامها قد اكتسب من الخبرات ما يجعل وجهة نظره أعمق وأكثر شمولًا، وأيضًا لا يكون الفارق بينهما مدعاة للإحساس بفوارق الأجيال، هو من نفس جيلها إلا أنه أكبر قليلًا بشكل ملحوظ، هذا يجعله ناضجًا بما يكفي لاحتوائها واستيعاب كل تغيراتها، ملمًا بما هو ضروري في الحياة العملية والشخصية لزوجته، والأهم أنه ليس "دقة قديمة" كما يقول البعض في عينها.

 

الطرح العام حول أن المرأة تكتسب نضجًا أكثر من الرجل بعمر أصغر ليس صحيحًا على طول الخط، لكن المؤكد أن الطرف الذي يُطلب أن يكون أكثر نضجًا في تلك العلاقة هو الرجل.

فرق السن بين الزوجين شرعًا

شرعًا من ناحية الإباحة والتحريم، لا يوجد سن يربط مسألة فارق العمر بين الرجل والمرأة، وقد كانت السيدة خديجة بنت خويلد تكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوجا بخمسة عشر عامًا، ومن ثم فلا مانع من الزواج في أي سن ما دام الزوج والزوجة يطيقان النكاح.

الإمام ابن باز رحمه الله يرى أن الفارق السني لا يضر بأي حال من الأحوال إذ قال في فتوى سابقة له: "إذا جاء الزوج الصالح ولو أنه ابن أربعين وهي أم عشرين أو خمسة عشر الأصل سهل لا شيء في هذا، سواء كانت فوقه أو هو فوقها في السن، المهم أن يكونا صالحين، يكون الزوج صالحًا، والزوجة صالحة، ولا يضر ارتفاع السن بينهما، فينبغي أن يلاحظ هذا، وأن يعرف العاقل هذا الشيء حتى يقنع بنته وأخته بهذا الشيء".

إيجابيات وسلبيات فارق العمر بين الزوجين

رجل وزوجته تعبيرية عن إيجابيات وسلبيات فارق العمر بين الرجل والمرأة

دعونا نتحدث الآن عن إيجابيات وسلبيات فارق العمر بين الرجل والمرأة، من نواحٍ مختلفة، بعد أن أقررنا رأي الشرع في أنه لا مشكلة في الزواج بأي عمر بين الرجل والمرأة ما دام أطاق الطرفان النكاح وارتضى ولاة الأمر ما بينهما من عقدة النكاح وأمور الدين والاتفاقات المختلفة. 

كما قلنا، الفارق السني المعقول لصالح الرجل بما لا يتخطى الأعوام الخمسة يجعله بداية في ذهن الرجل أكثر نضجًا ومن ثم تكون طاعته أسهل إذ ترى فيه المرأة الشخص الأكثر عمقًا وإلماما بوجهات النظر المختلفة وأمور الدين والدنيا.

 

لكن هذا لا يعني أن يركن الرجل إلى فارق السن ويبدأ في الإضرار بالمرأة وممارسة سلوكيات صبيانية تحت دعوى أنه أكبر منها سنًا، هنا تنتفي تلك الاستنتاجات تمامًا، ولكننا نتحدث فقط عن مؤشرات تلمع في ذهن المرأة وتؤدي إلى احترامها البديهي للرجل بسبب فارق العمر.

فارق العمر المناسب بين الزوجين علميًا

ماذا عن فارق السن المناسب بين الازواج من الناحية العلمية؟ بالتأكيد هناك رأي للعلم حول هذا الأمر من الناحية العقلية والفسيولوجية.

ولكن ما يثير الحيرة أن العلم لم يحسم مسألة فرق السن المناسب بين الزوجين، فلا يوجد بشكل عام منهج يمكن أن يسير عليه العلم بشكل منضبط وفق هذا السؤال، ولكن إجابة هذا السؤال قد تأخذنا إلى بعض التصنيفات التاريخية التي أقرها العلم.

فإذا كنا نتحدث عن "إبقاء النوع" وضمان بقاء الذرية كفكرة أساسية، فإن بعض الشعوب التقليدية في فنلندا في عصر ما قبل الصناعة على سبيل المثال ترى أن فارق العمر بين الرجل والمرأة المثالي في الزواج هو أن يكبر الرجل زوجته بـ 15 عامًا.

بينما قال أخصائي الخلافات الزوجية ديفيد فيلشفورت في تصريحات سابقة لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إن هذا الأمر لا يمكن أن نجيب عليه بمعزل عن اختلاف الأسئلة التي كان يسألها الأب للشخص الذي يريد الزواج من ابنته، فبينما تتركز الأسئلة الآن حول ما مستواك الاجتماعي؟ وهل ستحبها أم لا؟ كان هناك سؤال واحد فقط من 100 عام هو: هل ستتمكن من الإنفاق عليها بشكل جيد؟.

في ضوء ذلك كانت الإجابة يحسمها مقدار الثروة، ولم تكن مسألة السن ذات أهمية كبيرة في تحديد فارق العمر بين الرجل والمرأة في الزواج.

لكن تبقى الناحية الجسمانية والجنسية، يفضل أن يكونا في عمر متقارب ويكون الرجل أكبر كما قلنا بزهاء 5 أعوام، لأن المرأة تصل إلى سن اليأس باكرًا أكثر من الرجل، وكذلك تكون هناك بعض الكلمات التي تحتاج إلى تفاهم في الحياة اليومية والعلاقة الحميمة وما شابه ذلك، حتى لا تشعر المرأة بأنها هي الطرف الشاب الوحيد في العلاقة، وأيضًا لا تشعر أنها محل للتجريب بالنسبة لشاب أصغر منها فقط.

أيضًا من الناحية النفسية ستشعر المرأة بكل تأكيد بالتآلف والأنس مع شخص في مرحلة عمرية قريبة منها ولا تحتاج أن تنتقي من بين أفكارها ومصطلحاتها ما يناسب مرحلة عمرية أكبر منها، وهذا يجعلها أكثر استراحة في حياتها وفي أمورها المنزلية، وكذلك في علاقتها الحميمة وفي كل ما يتعلق بأمور الزواج.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي