
نبيل ياسين
تمنيت كثيراً من الأمنيات.. حلمت كثيراً من الأحلام.
أن أصعدَ إلى أعلى نقطةٍ من العالم، وأطيرَ في الكونِ المجهول.
أن أطفو على سطحِ عُطارد،
وأركضَ على جدارِ المشتري، فأنا أحبُّ المرحَ مع الكواكب.
كثيراً ما رأيتُ ألواحاً من طفولتي مرميةً على العشبِ
أو مرميةً على الرمل.
نزهتي من العشبِ إلى الرمل محفوفةٌ بالطيورِ،
مرةً أبو الحنّاءِ ومرةً أخرى لقالقُ صغيرة،
كلما خفقت بأجنحتها تناثرتْ أحجارٌ من القمر وومضاتٌ من المريخ.
أحلمُ بأنني أتدحرجُ على حافةِ الكونِ فأرى الأرضَ مثل كرةٍ مزخرفةٍ،
لكني أتركُ الرؤيةَ لأبحثَ عن سنونو وحيدٍ يوكّر فوق أغصانِ القمر.
كم يستغرق وقوفي على حافةِ الكونِ وأنا أقرأُ نيتشه وأسمعُ بتهوفن؟
دعوني في هذا العالمِ الفوضويِّ والمرتبك
فأنا لا أريد العودةَ إلى النظام.
أريدُ فقط أن أتدحرجَ في الكونِ من حافةِ كوكبٍ لحافةِ كوكبٍ آخر.
وأثناء تدحرجي أعيدُ مشاهدةَ كلِّ اللوحاتِ المرسومةِ عن الطبيعة حتى لو كانت طبيعة صامتةً. فأنا سأجعلها تتكلم، كما تتكلم لوحة زنابق الماء لمونيه. سأختار من حوريات السحب أولئك اللواتي يمررن بي عن طريق الخطأ. سألوّن الأفقَ باللونِ الأخضر لأجعله غابةً، وراءها أرسمُ فراغاً هائلا باللونِ الأزرق حيث يلتقي البحرُ بالسماء، وحينئذ سيكون الفراغُ، الفراغ الذي ترتسم عليه، معالمُ العدم.
شاعر عراقي