وزير الخارجية الأميركي يزور المغرب لتعزيز شراكة أمنية إقليمية

أ ف ب - الأمة برس
2022-03-30

 

رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش (يمين) يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين (إلى اليسار) في العاصمة الرباط في 29 آذار/مارس 2022 (اف ب)

سعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تمتين الشراكة الاستراتيجية التي تجمع واشنطن بالمغرب والإمارات خلال زيارته الثلاثاء 29 مارس 2022م  إلى الرباط، حيث أجرى مباحثات مع نظيره المغربي حول قضايا ثنائية وإقليمية، في سياق متوتر بسبب استمرار الأزمة مع الجزائر المجاورة فضلا عن التوتر في الخليج.

اجتمع الوزيران نحو ثلاث ساعات، بعد أن اجتمعا الاثنين خلال لقاء تاريخي في إسرائيل مع وزراء خارجية الإمارات والبحرين ومصر، في ما اعتبرته إسرائيل رسالة قوية ضد إيران.

وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين (إلى اليسار) يلتقي بلكن الأزمة الأوكرانية كانت أيضا حاضرة في مباحثات وزيري خارجية البلدين الثلاثاء، وخصوصا تداعياتها "الكارثية" على إمدادات الحبوب. ووعد بلينكن "بالمساعدة على تقليص" التداعيات الاجتماعية-الاقتصادية للحرب، في ظل ارتفاع أسعار عدة مواد أولية وأثر ذلك "على السكان الأكثر هشاشة بشكل خاص".

تزامنت مباحثات الوزيرين مع الإعلان عن إحراز تقدم في مباحثات أخرى احتضنتها اسطنبول بين الروس والأوكرانيين. بيد أن بلينكن أبدى شكوكا حول جدية وعود روسيا بتخفيف التصعيد العسكري. وقال خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا اجتماعه مع بوريطة "هناك ما تقوله روسيا وهناك ما تفعله. وهذا الأخير هو ما نركز عليه"، داعيا موسكو إلى "إنهاء العدوان الآن".

- "ثقة كاملة" -

تعد العلاقات مع الولايات المتحدة استراتيجية بالنسبة للمغرب بالنظر إلى موقفها المؤيد له في نزاع الصحراء الغربية، في موازاة تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل في إطار اتفاق ثلاثي وُقع أواخر العام 2020.

كما كان متوقعا شغل هذا الملف حيزا هاما من مباحثات بلينكن وبوريطة، حيث جدد الوزير الأميركي موقف بلاده المؤيد للمقترح المغربي لحل النزاع من خلال منح الإقليم حكما ذاتيا تحت سيادة الرباط.

وقال إن هذا المخطط "جاد وذو مصداقية وواقعي، وهو مقاربة محتملة لتلبية تطلعات شعب الصحراء الغربية". مع الإشارة أيضا إلى دعم واشنطن لجهود المبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية ستافان دي ميستورا من أجل إعادة إطلاق "العملية السياسية للصحراء الغربية، تحت رعاية الأمم المتحدة".

من جهته قال بوريطة "لدينا ثقة كاملة في أن المواقف (الأميركية) متواصلة، وتنفيذها على أرض الواقع يخضع لاعتبارات يمكن الحديث فيها بيننا مباشرة".

وكان الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء الغربية، في أواخر عهد الرئيس ترامب، تضمن أيضا الإعلان عن افتتاح قنصلية لواشنطن بالداخلة ثاني أهم مدن الإقليم. لكن لم يعلن بعد عن أي تقدم باتجاه تفعيل ذلك.

ودعا بوريطة أيضا أوروبا إلى تتجاوز مجرد التعبير عن "دعم مسلسل" سياسي لحل النزاع، بدل أن تعبر صراحة عن دعم مخطط الحكم الذاتي الذي تعتبره الرباط الحل الوحيد للنزاع. وأشار إلى اسبانيا التي دعمت مؤخرا الموقف المغربي بعد أزمة حادة دامت قرابة عام.

في مقابل مقترح الحكم الذاتي، تؤكد جبهة بوليساريو مطالبتها بإجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة. بينما يدعو مجلس الأمن كلًا من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى استئناف المفاوضات، المتوقفة منذ 2019، "بدون شروط مسبقة" من أجل "حل سياسي عادل ودائم ومقبول".

- "تحديات وفرص" -

في وقت لاحق عصر الثلاثاء اجتمع بلينكن بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الموجود في المغرب، والذي تمرّ علاقات بلاده مع واشنطن، حليفته التقليدية، بتوترات عدة.

ورحب بن زايد بضيفه بحفاوة في مقر إقامته بقصر فخم في الرباط. بينما أكد بلينكن أن "الشراكة بين البلدين على قدر كبير من الأهمية ... تتضمن تحديات وفرصا"

وأضاف "لدينا تحديات حقيقية يجب مواجهتها معًا في المنطقة وخارجها"، وخص بالذكر "عدوان الحوثيين، بما فيه هجمات إرهابية على الإمارات والسعودية. نحن عازمون على بذل كل ما في وسعنا لمساعدتكم في الدفاع عن أنفسكم بشكل فعال ضد ذلك".

وأشار بلينكن إلى أن مباحثاته مع بن زايد سوف تشمل أيضا "خطة عمل لشراكة شاملة"، وكذا "عدوان روسيا على أوكرانيا".

وتصطف كل من الإمارات والمغرب وإسرائيل في جبهة واحدة ضد إيران معتبرة إياها مصدر تهديد. بينما تسعى الولايات المتحدة إلى إحياء المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين حول الاتفاق النووي، وهو ما ترفضه إسرائيل.

الأربعاء يختم بلينكن جولته بزيارة الجزائر التي تعيش أزمة حادة مع المغرب منذ أن قطعت علاقاتها مع الرباط في آب/أغسطس متهمة المملكة بالقيام "بأعمال عدائية". فيما أعربت الأخيرة عن أسفها للقرار و"رفض مبرراته الزائفة".

في سياق هذا التوتر، قررت الجزائر أيضا في نهاية تشرين الأول/أكتوبر عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب.

يتوقع أن يطرح بلينكن في الجزائر، التي تعد حليفا تقليديا لروسيا، موضوع إعادة تشغيل هذا الأنبوب. وهو ما سيتيح تقليص ارتهان بلدان الاتحاد الأوروبي للغاز الروسي.

لم يستبعد المحلل السياسي المغربي موساوي عجلاوي في حواره مع موقع "لو360" كون "المقاربة الأميركية ترى أن استقرار المنطقة يمر عبر التعاون بين المغرب والجزائر". وتساءل "هل سينجح (بلينكن) في إقناع النظام الجزائري بهذا التوجه؟ ذلك ما سننتظره أيضا من زيارته إلى الجزائر".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي