أزمة أوكرانيا يمكن أن تهمش الاتفاق النووي الإيراني

د ب أ- الأمة برس
2022-03-15

بالنسبة للعلاقات بين روسيا وإيران، يرى تاكيه أنها كانت دائما تحالف مصالح، ولم يكن تحالفا قائما على أساس القيم المشتركة (أ ف ب)

واشنطن: يرى الباحث الإيراني الأمريكي راي تاكيه أنه رغم أنه من المعروف أن إيران أيدت رسميا غزو روسيا لأوكرانيا ، تشير التعقيدات الجديدة في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني إلى وجود خلافات بين موسكو وطهران.

وقد توقفت المحادثات، ولكن سبب ذلك غير واضح تماما.

وأوضح كبار المفاوضين من فرنسا، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة أن العقبة الرئيسية تتمثل في مطلب روسيا بعدم خضوع تجارتها مع إيران للعقوبات الجديدة المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. لكن المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أن سبب تأخر المحادثات هو عدم استعداد الولايات المتحدة لرفع العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وقال على شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، في تغريدة في العاشر من الشهر الجاري أن" مستقبل محادثات التوصل لاتفاق في فيينا لا يزال غير واضح بسبب تأخر واشنطن في اتخاذ قرار سياسي".

ويقول راي تاكيه، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية وأحد كبار الزملاء بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إن من الممكن أن تكون روسيا هي السبب الرئيسي للتأخير، وأن المسؤولين الإيرانيين ليسوا على استعداد لإلقاء اللوم عليها علانية. وإذا كانت هذه هي الحقيقة، فإن من المحتمل أن تتجاهل إيران في نهاية الأمر مطالب روسيا، وتصل إلى اتفاق مع الأطراف الأخرى في محادثات الاتفاق النووي بهدف تخفيف العقوبات والحصول على الإيرادات التي هي في أمس الحاجة إليها.

وقد توجه وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبداللهيان إلى موسكو صباح اليوم الثلاثاء، في زيارة تهدف" "للتشاور حول القضايا الإقليمية ومفاوضات فيينا" بشأن الملف النووي الإيراني، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

وأضاف تاكيه في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية أنه ليس من المحتمل أن تحول المطالب الروسية دون التوصل لاتفاق، على الرغم من أنه من الممكن أن تتسبب في تأخيره. ووفقا للاتفاق النووي الأول الذي تم التوصل إليه في عام 2015، كانت روسيا تتلقى اليورانيوم المخصب الزائد من إيران وتوفر الوقود النووي لمحطة بوشهر الإيرانية. وكان من المقرر إحياء مثل هذا الدور في أي اتفاق نووي جديد.

وفي حقيقة الأمر، أوضح الغزو الروسي لأوكرانيا الانقسامات داخل إيران. فقد اعتبر المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي أن الولايات المتحدة هي المسؤولة تماما عن العدوان الروسي. وقال في كلمة له عبر التليفزيون إن" الولايات المتحدة، بتدخلها في الشؤون الأوكرانية، وخلق ثورات ملونة، والاطاحة بحكومة وتنصيب غيرها في السلطة، دفعت أوكرانيا إلى هذا الوضع". وكتبت صحيفة كيهان الإيرانية اليمينية مؤخرا أن" أوكرانيا قفزت في بئر بسبب ثقتها في الحبل الأمريكي التالف".

ويقول تاكيه، الحاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة أكسفورد، أن هناك شخصيات سياسية إيرانية أكثر اعتدالا تم تهميشها بسبب قبضة المحافظين على السلطة، لها رأي مختلف. فقد كتب البرلماني السابق على مطهري على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي بعد الغزو الروسي أنه" يتعين على إيران أن تظهر استقلالها بإدانة هجوم روسيا على أوكرانيا". ويرى السياسيون الإيرانيون ذوو الاتجاه الإصلاحي أن إيران لا تحقق الكثير من وراء نسج نظريات المؤامرة من أجل إقرار الغزو الروسي.

وبالنسبة للعلاقات بين روسيا وإيران، يرى تاكيه أنها كانت دائما تحالف مصالح، ولم يكن تحالفا قائما على أساس القيم المشتركة؛ فقد تعاون البلدان في الحرب في سوريا، ولكن طوال عقد المفاوضات النووية، كانت روسيا تدعم العقوبات الغربية على إيران ومختلف قرارات مجلس الأمن التي تمنع طهران من تطوير أسلحة نووية. وكان المسؤولون الروس يبلغون نظراءهم الإيرانيين على الدوام بأنه يتعين عليهم عدم الاعتماد على حق النقض الذي تتمتع به روسيا في مجلس الأمن، وأنه يتعين عليهم التوافق مع الدول التي تقود المحادثات- أي مجموعة 5 + 1، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا.

ويختتم كاتيه تقريره بالقول إن روسيا كانت في الواقع إحدى الدول التي استفادت من العقوبات التي تم فرضها على إيران، لأنها فتحت أسواقا إضافية أمام النفط الروسي.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي