الجائحة عززت انعدام المساواة والبطالة لدى النساء في البيرو

أ ف ب - الأمة برس
2022-03-08

يولاندا شامبي تجرّ عربة فيها وجبات فطور تبيعها في بونو بالبيرو في 22 شباط/فبراير 2022 (ا ف ب)ليما ( البيرو) - عززت جائحة كوفيد-19 عدم المساواة الذي تعاني منه النساء في أميركا اللاتينية وتحديداً في البيرو، إذ اضطرّت يولاندا إلى إغلاق متجرها لبيع الملابس التقليدية الواقع على تخوم بحيرة تيتيكاكا، وأُرغمت سيلفيا على القبول بخفض أجرها لتجد وظيفة في ليما.
وقالت يولاندا شامبي (45 عاماً)، وهي تاجرة كانت تبيع ملابس تقليدية خاصة بسكان جبال الأنديس وتؤجرها في متجر يقع على ضفاف بحيرة تيتيكاكا في مدينة بونو (جنوب) "لم نعد نكسب أي مردود مالي" بعدما وصلت الجائحة في آذار/مارس 2020.

وفي ظل عدم قدرتها على دفع إيجار منزلها حيث تصنّع الملابس والانخفاض الكبير في عدد السيّاح، لم يكن أمام يولاندا خيار سوى إقفال متجرها والانتقال مع أطفالها الأربعة إلى منزل أهلها في الريف.

ودفعت بلدان عدة من أميركا اللاتينية إعانات بطالة بين عامي 2020 و2021، لكنّ الغالبية الكبرى من الأجراء في البيرو غير نظاميين (70 في المئة)، ما قلّص عدد المستفيدين من التعويضات، خصوصاً وأنّ الفئات الأكثر فقراً لا تملك حسابات مصرفية.

وللسنة الثانية، أُلغيت بسبب الجائحة في 2 شباط/فبراير الاحتفالات بعيد دخول المسيح إلى الهيكل الذي اعتادت يولاند خلاله بيع الملابس أو تأجيرها.

وقالت يولاند آسفةً "لا يزال عملي متوقفاً ولم يعد لديّ أي دخل". وتبيع حالياً بمساعدة أطفالها، وجبات إفطار على تقاطع طرق يبعد ثلاثين كيلومتراً عن ضفاف بحيرة تيتيكاكا.

- وضع وظيفي أكثر سوءاً -
وأكدت منظمة العمل الدولية في تقرير نُشر في شباط/فبراير، أنّ الوضع الوظيفي للنساء في أميركا اللاتينية والبلدان الواقعة في منطقة البحر الكاريبي بعد عامين على الجائحة "مقارنةً بالرجال هو أكثر سوءًا مما كان عليه عام 2019".

وتتخطّى نسب البطالة لدى النساء في هذه المنطقة الـ12 في المئة منذ عام 2020، مقابل معدل عام يبلغ 9,7 في المئة.

وقال مدير مكتب منظمة العمل الدولية في دول الأنديس إيطالو كاردونا لوكالة فرانس برس إنّ "أميركا اللاتينية أحرزت تقدماً (...) في ردم الهوة" بين الرجال والنساء، لكنّ "الجائحة أعادت المؤشرات إلى مستويات كانت تُسجّل قبل عشر سنوات".

يولاندا شامي في مشغلها لتصنيع الملابس التقليدية في بونو بالبيرو في 22 شباط/فبراير 2022 (ا ف ب)

واعتبر أنّ الجائحة طالت قطاعات عدّة عادةً ما توظّف نساء، كتلك التي توفّر خدمات الضيافة، والسياحة، والفنادق والتجارة غير الرسمية.

ولم يكن أمام ملايين النساء في أميركا اللاتينية خيار إلّا تكريس أنفسهنّ لـ"رعاية أسرهنّ غير مدفوعة الأجر"، وخصوصاً في البيرو التي سجّلت أعلى معدل وفيات بكوفيد-19 في العالم.

وأكّد كاردونا أنّ عودة النساء حالياً "إلى سوق العمل أبطأ بكثير من عودة الرجال".

وهذه حال دايسي فالكون (34 عاماً) التي كانت تعمل كمساعدة إدارية في أحد مصانع ليما. وبعد إغلاقه جراء الجائحة أصاب كوفيد-19 أفراد عائلتها "الواحد تلو الآخر".

وقالت فالكون التي لا تزال عاطلة عن العمل "اضطررت للاعتناء بكل فرد من عائلتي خلال الفترة الممتدة بين آذار/مارس وآب/أغسطس (2021)".

وأشارت منظمة العمل الدولية إلى أنّ 24 مليون امرأة فقدن وظائفهن جراء الجائحة في أميركا اللاتينية، ولا تزال أكثر من أربعة ملايين امرأة عاطلة عن العمل. وفقد عدد مماثل من الرجال وظائفهم في المنطقة لكنّ نصف مليون رجل فقط لا يزال عاطلاً عن العمل في الوقت الحالي.

- تسليم بالواقع -
وأوضحت سيلفيا مونيوز (65 عاماً) من منزلها المتواضع في فيا ماريا ديل تريونفو، وهي من ضواحي ليما التي يقطنها أكثرية من العمال، أنّ الجائحة أصبحت بالنسبة إليها مرادفاً للأجور المنخفضة.

ومنذ فترة وجيزة، استأنفت المرأة الستينية التي يتعيّن عليها إعالة زوجها المريض عملها كعاملة منزلية لأربعة أيام في الأسبوع، لكنّ راتبها انخفض بنسبة ثلاثين في المئة، وأصبحت تتقاضى 17,5 دولاراً بعدما كانت تكسب 25 دولاراً في اليوم.

وقالت مونيوز في كلمات تنطوي على تسليم بالواقع "عليّ القبول بالأمر، فربما هنالك من يتقاضى أدنى من راتبي بكثير".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي