كوبا تأمل ببادرة من بايدن بشأن التحويلات المالية من الخارج

أ ف ب - الأمة برس
2022-02-22

أحد المارة أمام فرع لويسترن يونيون في هافانا في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 (ا ف ب)هافانا - زادت أحوال عائلة بلين سوءا منذ رحيل ويسترن يونيون من كوبا العام 2020، وهي تأمل على غرار عدد كبير من الكوبيين على غرارها، ببادرة من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن التحويلات من الخارج والتي تعتبر أساسية لحياتهم اليومية.
وتقول ياميل بلين (52 عاما) وهي تدخن سيجارة في مطبخ منزلها في الحي التاريخي من هافانا "في السابق كان يرسل الينا المال (دولارات) عبر ويسترن يونيون وكنا نذهب نقف في الصف ونحصل على المال للتوجه لاحقا الى المتجر".

وترسل هذه الأموال عموما عائلات مقيمة في الخارج لا سيما في الولايات المتحدة حيث يقيم مليونا كوبي، إلى أقاربهم الذين بقوا في الجزيرة.

تروي ياميل قصتها الحزينة قائلة "كان لدينا مقهى وأغلقناه" بسبب الوباء. تضيف أنه "بعد الوباء كنا نريد إعادة فتحه مجددا لكن بما ان كل شيء هو بالعملة القابلة للتحويل بحرية (تعادل الدولار) بات الأمر متعذرا".

فالمنتجات التي تحتاجها لتشغيل متجرها تباع خصوصا في هذه المتاجر التي يدفع فيها بالبطاقات، من حساب يتم تغذيته بالعملة الأجنبية.

ولإيجاد العملات الأجنبية، يجب الذهاب إلى السوق السوداء حيث يبلغ سعر صرف الدولار حوالى مئة بيزو، أي أربعة أضعاف السعر الرسمي.

ظهرت بارقة أمل في الأيام الماضية حين أعلنت الحكومة الأميركية أنها تدرس المدفوعات الرقمية كحل ممكن قد يسهل إرسال الأموال من الولايات المتحدة إلى كوبا. في موازاة ذلك، أنشأ البنك المركزي في هافانا للتو شركة مدنية هي "اوربت" لإدارة التحويلات من الخارج.

- شراء الأساسيات -
في تشرين الثاني/نوفمبر، أدرجت واشنطن "فينسيمكس"، الشريك المحلي لويسترن يونيون على لائحة سوداء تصدرها وزارة الخزانة، ما يعني أنه لا يمكن ان تتعاون معها أي شركة أميركية.

فينسيمكس هي شركة مالية تسيطر عليها "غايسا"، وهي التجمع النافذ للقوات المسلحة الثورية.

اضطرت ويسترن يونيون تاليا، إلى اغلاق فروعها ال407 في البلاد.

يعتبر خبراء عدة أن أكثر من ثلثي السكان يعتمدون على هذه التحويلات التي شكلت 6% من إجمالي الناتج المحلي الكوبي بين 2005 و2020. وفي 2019، كانت المصدر الثاني للعائدات في كوبا بعد تصدير الخدمات الطبية متقدمة على السياحة.

يرى الخبير الاقتصادي الكوبي كارميلو ميسا لاغو من جامعة بيتسبرغ، أن إنشاء شركة أوربيت يلبي تماما الطلب الأميركي "باستبدال الإدارة العسكرية لشركة فينسيمكس بوكالة مدنية".

وأشار الى أرقام مجموعة هافانا الاستشارية التي يوجد مقرها في ميامي، التي تفيد انه في 2021، بلغت التحويلات بالعملة الأجنبية من الخارج 1,08 مليار دولار "في تراجع كبير جدا" مقارنة مع 2019 (-71%).

ويقول فرانسيسكو زوج يامل إن "أولئك الذين يتلقون (العملات) من الخارج يمكن ان يتدبروا أمورهم بعض الشيء، أنا تلقيت المال قبل أسبوعين" ما اتاح لي "شراء المستلزمات الأساسية من بن وأمور أخرى للعائلة" لكن هذا غير كاف لإعادة فتح المقهى.

- تنظيم الاقتصاد -
في نهاية الامر، تؤثر العقوبات الأميركية بالتأكيد على الحكومة والجيش اللذين كانا يتلقيان عمولة على التحويلات عبر ويسترن يونيون، لكنها أضعفت بشكل إضافي العائلات الكوبية المتضررة أساسا من الوباء.

يقول بافيل فيدال الخبير الاقتصادي الكوبي في جامعة خافريانا في مدينة كالي الكولومبية إن الدولة "وجدت طرقا لإعادة توجيه تحالفاتها الدولية وإدارة الميزانية وتنظيم الاقتصاد لتقليل تأثير العقوبات على الشركات والمشاريع ذات الأولوية".

يضيف أن إعادة إنشاء آلية للسماح للكوبيين بتلقي الأموال من الخارج سيؤدي الى "انفراج الوضع الهش الذي وصل اليه المواطن الكوبي العادي، ودعما للشركات الخاصة الصغيرة والمتوسطة".

فمبلغ المئة التي يرسلها شقيق ياميل لها شهريا من ميامي تيحتاج عدة أيام للوصول، فهو يمر عبر إيطاليا حيث يعيش أقارب آخرون والذين يقومون بعد ذلك بتحويل مصرفي إلى كوبا.

وهكذا تتجنب الأسرة العمولات العالية لخدمات النقل المتخصصة أو "ممررين" يسافرون حاملين المال في حقائبهم ثم يعيدون توزيعها في الجزيرة.

يقول إعلان صغير على إحدى صفحات شبكة فيسبوك العديدة المخصصة لهذا الامر، "لقاء 135 دولارا، أقدم عشرة آلاف بيزو كوبي في كوبا". وهو عرض يتضمن عمولة بنسبة 35% في حين ان ويسترن يونيون تتقاضى 5%.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي