فتح قلبه في حوار شامل للعربي الامريكي اليوم

أمين علي مدير مكتب الصفاء للخدمات الضريبية والمحاسبة : العلم والمعرفة السبيل الوحيد لتعزيز قدرات أبناء الجالية

مجلة العربي الامريكي اليوم - الأمة برس
2022-02-10

أوجه رسالة الى الآباء والامهات بضرورة توعية أبنائهم وتعزيز القيم الاخلاقية والدينية فيهم
جاليتنا العربية في توسع مستمر من حيث العدد والرقعة الجغرافية والنجاحات
الأمر يحتاج الى عام وأكثر من عام حتى تعود الحياة الاقصادية العالمية لنشاطها المعهود
الحديث عن الواقع الضريبي للبلاد مجرد مادة خصبة توظف في مواسم الانتخابات
لغرض إستقطاب الجماهير للتصويت لهذا الحزب أو ذاك


شأنه شأن الكثير من المهاجرين من أصول عربية حزم َ أمين علي أمتعته متأبطا ً أحلامه في بواكير صباه ملتحقا ً بركب المهاجرين العابرين المحيطات أملا ً بالوصول الى أرض الأحلام الولايات المتحدة الامريكية وكان له ذلك في بداية تسعينيات القرن المنصرم ليبدأ رحلته الإغترابية مراهنا ً على طموحه وحماسه ورغبته في تحقيق حلمه يدير الاستاذ أمين علي مكتب خدمات الصفاء حيث يقدم خدماته في مجال العمل الضريبي والمحاسبي الى جانب معاملات الهجرة ولديه كادر عمل يتحدث العربية والانجليزية ، العربي الأمريكي اليوم زارت إبن الجالية اليمنية والعربية الأستاذ أمين علي فكان معه هذا الحوار : -


حاورته إستبرق عزاوي

بدايات تشّكل الحلم

# : من هو أمين علي ؟
هو إنسان بسيط يتبنى حزمة من القيم والعزيمة مثلت له الوقود الذي يمده بالطاقة الايجابية التي ترجمت من خلال الدراسة والعمل والانخراط في مجتمع الجالية بشكل إيجابي ، ولدت في العام 1975 في مدينة جبن التي تقع في وسط اليمن ، وتلقيت تعليمي الابتدائي والمتوسط وسنتين من التعليم الثانوي الفرع العلمي ، هناك وكأقراني من أبناء المدينة الذين كانوا يدرسون معنا في المدارس نمت في داخلنا أحلام وطموحات منذ الطفولة ، وقد بدأت ُ بتحقيقها بالفعل حينما غادرت ُ وطني الام وكان عمري آنذاك 16 أو 17 عاما ً .

#  قبل أن نتجول في محطات الاغتراب التي طُفت َبها ، مالذي بقي عالقا ً في ذهنك من المكان الاول الذي ترعرت َ فيه ؟
لازالت صور الماضي البعيد عالقة في ذهني والمتمثلة في فترة النشأة والترعرع في مرابع الطفولة حيث بساطة الحياة وكبر الاحلام ، وبراءة الأطفال التي تتجسد في مختلف الانشطة التي كنا نتفاعل من خلالها مع أصدقائنا ، حينما كنا نلعب في فضاءات المدينة الخضراء كرة القدم ، وبعض الألعاب ،هذه المشاهد لا تزال عالقة في ذهني الى جانب الصور المرتبطة في مدارسنا الابتدائية ، والمتوسطة ، والثانوية في بدايتها ، ولازلت أذكر العديد من الأصدقاء ، علما ً أن الكثير منهم قد فضل ركب موجة الهجرة ليبدأ حياة ً جديدة فمنهم من عمل في الشركات وأكمل تعليمه بالوقت ذاته والكثير منهم فضل القدوم الى أمريكا .

# هل كان اليمن آنذاك موحدا ً في تلك الفترات المبكرة التي تحدثت َ عنها ؟
كلا ، كان اليمن الشمالي واليمن الجنوبي ، وكانت جبن وهي مدينة تقع في وسط اليمن تابعة لليمن الشمالي ، ولكن حينما تحققت الوحدة عام 1990 فأصحبت تابعة لمحافظة الضالع .

محطات الاغتراب وتطوير الذات

# متى هاجرت الى الولايات المتحدة الأمريكية ؟
في الثاني والعشرين من شهر كانون الاول ديسمبر من العام 1992 . ويشكل هذا التاريخ بالنسبة لي مرحلة مفصلية تعاملت معها بدقة وتفان لإستيعاب مفرداتها الجديدة التي فرضت علي َ إستحقاقات من نوع جديد .

# : كيف تعاملت َ مع واقع الإغتراب ولاسيما أنك وصلت لأمريكا وأنت في عمر اليافع ؟
لم تحدث لي صدمة ولم أستغرب كثيرا ً لأنني كنت قد قرأت عن أمريكا وتاريخها ونظامها وحضارتها العظيمة وتطورها الكبير في مختلف القطاعات ، الى جانب إطلاعنا على جغرافيتها وتنوعها المناخي والثقافي حيث القراءة أتاحت لنا معرفة هذه المعلومات وذلك ترك لدينا إنطباعا عنها ،اضافة الى ذلك وجود المئات من ابناء مدينتي مغتربيى في أمريكا لعدة أجيال متعاقبة وحى اليوم .

# : هل كان ثمة أحد من الأهل والاقرباء أو الاصدقاء سبقوكم الى أمريكا ؟
نعم كان الوالد قد سبقنا في الهجرة الى الولايات المتحدة حيث كان يقيم في كاليفورنيا ، وكان لديه متجرا ً ولا يزال يعمل فيه ، الى جانب وجود أقاربي من أبناء عمي وذلك ساهم في تقليل العقبات أمامي .



# ماذا عن دراستك في الولايات المتحدة ؟
حين وصلت ُ الى الولايات المتحدة كان علي َّ أن أكمل دراستي الثانوية العامة وقد اكملتها بعدها ، دخلت الكلية في كاليفورنيا حيث أخذت ُ دروسا ً ودورات تقوية اللغة الانجليزية لمدة 6 شهور ، في أدارة الأعمال بعد ذلك درست علوم الكومبيوتر .

#  بين هندسة وعلوم الحاسوب وإدارة الأعمال كيف وصلت الى عالم الضرائب والأرقام ؟
حينما درست ُ إدارة الأعمال في المرحلة الاولى وحاولت ممارسة علم الادارة من خلال المتجر الذي كان أبي يمتلكه ومازال فكانت فرصة عملية لترجمة ما تعلمته من مهارات الادارة ، بعدها بدأت مرحلة جديدة وهي إنتقالي الى ولاية ميشيغان حيث درست ُ علوم الحاسوب والبرمجة ، وحينذاك كنت أعمل وأدرس في ذات الوقت ، وقد إكتسبت ُ الكثير من الخبرة ، بعدها قررت ُ السفر مجددا ً الى اليمن وكان ذلك في العام 2006 وحين عدت ُ الى ميشيغان فكرت ُ بتأسيس مشروع تجاري وهو عبارة عن متجر للسمانة العربية في هامترامك ، وبالفعل ظل المشروع فعالا ً لفترة من الزمن بعدها أنهيت ُ العمل فيه وأتجهت ُ لولاية نيويورك – في بافلو حيث إنخرطت بالعمل في ميدان الضرائب والهجرة وقد كنت أرافق العديد من أصحاب المعاملات لتقديم خدمة الترجمة في الدوائر الرسمية الى جانب القيام بالاتصال بدوائر رسمية أخرى كمصلحة الضرائب وغيرها . وحينما تأملت ُ المشهد وجدت ُ أن جاليتنا العربية في توسع مستمر من حيث العدد والرقعة الجغرافية ، ففكرت بتأسيس مكتب لتقديم هذا النوع من الخدمات في ولاية ميشيغان 

#  كيف وجدت العمل الضريبي والمحاسبي علما أن الناس تتحسس من مصلحة الضرائب ؟
في الواقع وجدته سهلا ً وصعبا ً بنفس الوقت ، صعوبته تكمن في ضمان وجود الدقة العالية للمعلومات والبيانات لدى الشخص أو الشركات فيما يتعلق بالوضع الضريبي لهم ، وسهولته تكمن في آلية عمله فمع الوقت يكتسب المرء الخبرة والمعرفة الكافية للتعامل مع لغة الارقام . ولابد أن يكون للشخص الذي ينوي العمل في هذا المضمار الخلفية المعلوماتية التي تؤهله للتدريب والعمل ولابد أن يكون الشخص الذي في هذا الفضاء مستمعا ً جيدا ً للناس وطروحاتهم وقد تشكلت لدي الخبرة مع مرور الوقت ، وأكرر تأكيدي على ضرورة الدقة في إدخال المعلومات الضريبية للاشخاص والمؤسسات والشركات كي لا تكون هناك عواقب قانونية عكسية .

#  كيف ترى الجدل الذي يدور بين الفترة والأخرى بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مواسم الانتخابات حول الواقع الضريبي في البلاد والخلاف حول نسب الضرائب المفروضة على الفقراء والاغنياء بين الحزبين ؟
أرى ان الحديث عن الواقع الضريبي للبلاد مجرد مادة خصبة توظف في مواسم الانتخابات لغرض إستقطاب الجماهير للتصويت لهذا الحزب أو ذاك ، أما الحديث عن نسب الضرائب المفروضة على الفقراء والاغنياء فهي عناوين لمادة إنتخابية بإمتياز بين المتنافسين وفي نهاية الامر نحن نعيش في بلد رأسمالي وتبقى السياسات الضريبية رهن هيئات متخصصة ترسم تلك السياسات وفق معايير معينة .

#  هل تعتقد أن السياسة الضريبية في عهد إدارة الرئيس بايدن هي سياسة عادلة ؟
كل حزب لديه أجندة تتعلق بالسياسات المختلفة للبلد ومنها السياسة الضريبية ولا يمكنني أن أقول أن السياسة الضريبية لهذه للأدارة الحالية عادلة أو غير عادلة لان كل جهة تدفع الضرائب الامر بعين مختلفة عن الجهة الاخرى ويبقى ثمة إختلاف بين الادارتين الجمهورية والديمقراطية .

# من المعروف أن فيروس كورونا مايزال يلقي بظلاله على الواقع الاقتصادي من حيث التضخم وغلاء المعيشية هل تعتقد أن نسب الضرائب تأثرت بهذا الواقع أو أن تداعيات الفايروس أثرت بالدرجة الاساس ؟
من المؤكد أن العالم وقع تحت تأثير تفشي جائحة فايروس كورونا الامر الذي ترتب عليه إغلاقات متكررة للحياة العامة مما أثر سلبا على واقع الاقتصاد العالمي وقد تمثل ذلك في تقلص معدلات الانتاج والتجارة العامة ولا أعتقد ثمة سبب آخر للتضخم والغلاء حيث لا دخل للسياسة الضريبية على هذا الانكماش العالمي الاقتصادي .

# متى ستتعافى الاسواق العالمية بإعتقادك ؟
أعتقد أن الأمر يحتاج الى عام وأكثر من عام حتى تعود الحياة الاقصادية العالمية لنشاطها المعهود ، من حيث حركة التجارة العالمية ، وسوق البورصات ، الامر الذي سينعكس إيجابا على معدلات التضخم والغلاء التي بات يعاني منها المواطن في كل بلدان العالم .


# ذكرت َ في معرض حديثك عن الجالية بأنها في إتساع كيف ترى إنخراطها في العمل السياسي ؟
بدأت الجالية العربية في السنوات الاخيرة بحراك إيجابي أثمر عن نتائج جيدة جدا ً في الانتخابات الاخيرة حيث بات تمثيل الجالية في الهياكل الحكومية التشريعية والتنفيذية أكبر مما كان عليه وأعتقد أنه مع مرور الوقت سيتسع هذا التمثيل وأعتقد أن المستقبل سوف يفصح عن طاقات من الجالية العربية كفوءة ومتعلمة ويمكنها تمثل الجالية بشكل جيد كما ويمكن أن تستقطب الامريكيين في حال إمتلاكها برامج ناجحة شاملة مفيد لمختلف شرائح المجتمع لأن ثمة فئة من الناخبين يبحثون عن البرامج الانتخابية وليس عن خلفية المرشح العرقية والدينية .

#  كمهاجر منذ مطلع العقد التسعيني من القرن المنصرم ماهي العبر والدروس التي إستنتجتها وبماذا تنصح شباب الجالية ؟
تيقنت ُ من خلال هذه الرحلة الزمنية مع عالم الاغتراب بأن لا شيئ مستحيل لتحقيق الحلم والطموح المشروع مع توفر الارادة والمعرفة والعلم والسعي الحثيث لتطوير الذات وأحث شباب جاليتنا على العلم والمعرفة بالدرجة الاساس والجدية في التعامل مع الفرص المتاحة والعمل بإستمرار على تطوير أنفسهم وتعزيز مستوى ثقافتهم وتوعيتهم ، وعدم النظر الى الوراء فيما مضى من حياتهم بل الانطلاق نحو الامام بخطى ثابتة ومسؤولية وأمل متوهج وإيمان وتلك عوامل تخلق من الطاقة الايجابية ما يجعل المرء مهيأ لخوض التجربة ، وهنا أريد أوجه رسالة الى الآباء والامهات بضرورة توعية أبنائهم ووضعهم على السكة السليمة وتعزيز القيم الاخلاقية والدينية وزرع التفاؤل بقدوم مستقبل مشرق كي لا يقع الشباب الصغار ضحية لانحرافات سلوكية تثنيهم عن تحقيق طموحاتهم المشروعة والاهالي شركاء أساسيون في تأهيل الشباب كي يكونوا خير سفراء لهم .

 

عن مجلة العربي الامريكي اليوم :

www.arabamericantoday.net







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي