أمم إفريقيا: الكبير يدفع ثمن خروج تونس قبل موقعتين حاسمتين مؤهلتين للمونديال

ا ف ب - الأمة برس
2022-01-31

مدرب تونس منذر الكبير في مؤتمر صحافي عشية مواجهة غامبيا في دور المجموعات لكأس الامم الافريقية في 19 كانون الثاني/يناير 2022.(ا ف ب)

دفع المدرب منذر الكبير ثمن خروج منتخب بلاده تونس من الدور ربع النهائي للنسخة الـ33 لكأس الأمم الإفريقية في كرة القدم، وذلك قبل أقل من شهرين من موقعتين حاسمتين ضد مالي في الملحق القاري المؤهل إلى مونديال قطر 2022.

لم يشفع للكبير قيادة "نسور قرطاج" إلى المباراة النهائية لكأس العرب في قطر أواخر العام الماضي، وعجَّل الاتحاد التونسي بإقالته مباشرة عقب الخسارة امام بوركينا فاسو صفر-1 في الدور ربع النهائي للكأس القارية المقامة حاليا في الكاميرون.

ونشر الاتحاد التونسي خبر إقالة الكبير في بيان مقتضب على صفحته الرسمية دون أن يذكر أي تفاصيل عن أسباب إقالته.

وتعرض الكبير (51 عاما) لانتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي بسبب أداء المنتخب التونسي خلال كأس أمم إفريقيا حيث كان يمني النفس في إحراز اللقب الثاني في تاريخه بعد الأول على ارضه عام 2004.

وكان الكبير استلم مهامه في آب/أغسطس 2019 خلفا للفرنسي ألان جيريس الذي كان دفع بدوره ثمن خروج "نسور قرطاج" من دور الاربعة في نسخة 2019 بمصر وإنهائها في المركز الرابع.

وعين الاتحاد التونسي مساعد الكبير، جليل القادري (50 عاما) لاستلام مهمة الإدارة الفنية في ظروف صعبة حيث تسعى تونس الى التأهل إلى المونديال في قطر عبر خوض ملحق مع مالي في آذار/مارس المقبل.

وأشرف القادري على المنتخب التونسي في العرس القاري في الكاميرون وتحديدا مباراة الدور ثمن النهائي ضد نيجيريا حيث غاب الكبير بسبب الإصابة بفيروس "كوفيد-19". وقتها أبلى المنتخب التونسي البلاء الحسن وأطاح بمنتخب "النسور الممتازة" الذي كان الوحيد صاحب العلامة الكاملة في دور المجموعات، بالفوز عليه 1-صفر.

وكان الفوز الثاني للمنتخب التونسي في البطولة بعد أول في دور المجموعات الذي تخطاه بصعوبة وباعتباره أحد أربعة منتخبات في المركز الثالث، بخسارتين أمام مالي بالذات صفر-1 في مباراة مثيرة أنهاها الحكم الزامبي جاني سيكازوي قبل نهاية وقتها الاصلي مرتين، وأخرى في الرمق الأخير امام غامبيا صفر-1، وفوز على جاره الموريتاني 4-1.

وعانى المنتخب التونسي كثيرا في الكاميرون بسبب تفشي فيروس "كوفيد-19" في صفوفه حيث وصل العدد إلى 12 لاعبا قبل مباراته الاخيرة في الدور الأول ضد غامبيا بينهم ركائزه الأساسية علي معلول وأيمن دحمان وغيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان وهبي الخزري.

- "أتحمل المسؤولية" -

ظهرت تونس بوجهها الحقيقي أمام نيجيريا لكن بريقها خفت أمام عقدتها بوركينا فاسو في الدور ربع النهائي.

كانت تمني النفس في أن تكون الثالثة ثابتة في مواجهتها لبوركينا فاسو في ربع نهائي المسابقة القارية بعدما خرجت على يدها في نسختي 1998 على أرض الأخيرة 7-8 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي 1-1)، و2017 في الغابون بثنائية نظيفة.

لكن الكلمة كانت مرة أخرى لصالح بوركينا فاسو التي أكملت المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 83. وكانت بوركينا فاسو أطاحت بتونس من التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 عندما فازت عليها 2-1 في رادس وتعادلا سلباً في واغادوغو.

وقال الكبيّر عقب المباراة إنه يتحمل "مسؤولية الخسارة، كما درجت العادة فالمدرب هو المسؤول".

وبدا الكبير مدركاً بأن تقييم المشاركة في البطولة القارية سيحصل بعد الخروج، وهو أمر اعتبره "ضرورياً" بعد كل بطولة يجب "أن يكون فيه عمق وتحليل لصالح المنتخب".

وتابع في حديث مع الإعلاميين "في البطولة العربية وصلنا الى النهائي وكنا قريبين من اللقب ولا يمكن القول أننا نجحنا بنسبة 50 بالمئة بل أكثر من ذلك".

وأضاف "بعد كأس العرب، انتقلنا لكأس أمم إفريقيا لنخوض بطولتين لا يفصل بينهما الكثير من الوقت"، متحدثاً عن أن الوصول الى نصف النهائي البطولة القارية كان الهدف و"إذا تعاملنا مع كل مباراة على حدة فلما لا نفوز باللقب".

- التأهل الى المونديال للمرة السادسة -

وشدد المدرب السابق لأندية الترجي والنجم الساحلي والنادي البنزرتي "لم نكن خائفين من أحد ولدينا ثقة بالإمكانيات الفردية والجماعية... لكن لسوء الحظ واجهتنا الظروف الصعبة منذ اليوم الأول... حاولنا التعامل معها ووصلنا الى ربع النهائي".

وانتقد بعض الأخطاء التحكيمية التي ارتكبت بحسب رأيه في مباراة بوركينا فاسو و"كان بإمكانها تغيير مجرى مشوارنا في البطولة"، مشيداً باللاعبين الذين "قدموا كل ما لديهم ولم يبخلوا بأي مجهود من أجل الوصول الى الهدف الذي وضعناه".

وتساءل "كيف ستطلب من لاعب كان مصاباً بكوفيد لثمانية أيام أن يؤدي؟"، مضيفاً "أصيب 21 لاعباً بالكوفيد و50 بالمئة من الطاقم الفني و50 بالمئة من الطاقم الطبي... وصلنا في وقت من الأوقات الى خوض التمارين بثلاث مجموعات، واحدة في غاروا وواحدة في دوالا وواحدة خاصة بالمصابين بكوفيد... تحضيرات المنتخب كانت صعبة وهذه الأمور جاءت جميعها مع بعضها".

لكن الأصعب هو ما ينتظر تونس بعد أقل من شهرين عندما تواجه مالي في الملحق الفاصل المؤهل الى مونديال قطر حيث تسعى إلى بلوغ العرس العالمي للمرة السادسة في تاريخها بعد أعوام 1978 و1998 و2002 و2006 و2018.

فهل ينجح القادري في الرهان الحاسم ويحقق الهدف الذي يتطلع اليه الاتحاد المحلي؟ هذا ما تمناه الاخير في بيان اقالته للكبير "نرجو للسيد جلال القادري التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي