لوفيغارو: هل إلى تجنب الحرب في أوكرانيا من سبيل؟

2022-01-10

مصير أوكرانيا وأمن القارة الأوربية على المحك في مواجهة الغزو الروسي (أ ف ب)

قالت صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية إن مصير أوكرانيا وأمن القارة الأوربية على المحك في مواجهة الغزو الروسي، الذي يضع الدبلوماسية الأميركية في معضلة بين الحزم والتراجع، في سلسلة المحادثات التي تعقد هذا الأسبوع بين موسكو وواشنطن لخفض التصعيد وإعادة تحديد علاقة روسيا بحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، خاصة أن الحزم يمكن أن يؤول إلى تصعيد عسكري له عواقب وخيمة، كما أن التراجع من شأنه تشويه سمعة الناتو والضمانات الأمنية الأميركية، وبالتالي فليس لدى الأميركيين سوى مجال محدود للمناورة.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير لمراسلها آدريان جولمز- أن الرئيس الأميركي جو بايدن استبعد نشر قوات أميركية في أوكرانيا، ولكنه هدد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بفرض عقوبات قاسية بشكل استثنائي إذا أقدم على مغامرة عسكرية.

ولفت المراسل إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين يعترفون سرا بأن مثل هذه العقوبات لم تمنع أيا من ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، أو فصل منطقة دونباس عن أوكرانيا بحكم الأمر الواقع، أو الهجمات الإلكترونية الروسية، أو محاولات موسكو لاغتيال خصومها في الخارج.

وذكر أن سلسلة من المحادثات ستجري مع روسيا هذا الأسبوع، تبدأ بقمة ثنائية بين الأميركيين والروس في جنيف اليوم الاثنين، ويعقبها اجتماع استثنائي للناتو مع روسيا في بروكسل الأربعاء المقبل، ثم اجتماع المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا الخميس المقبل.

لا تنازلات

لكن الآمال في التوصل إلى اتفاق ضئيلة، باعتراف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إذ قال "لا أعتقد أننا سنشهد أي تقدم في الأسبوع المقبل"، لأن محادثات جنيف تبدو صعبة منذ البداية، خاصة أنه لا الوفد الأميركي، برئاسة ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية، ولا الوفد الروسي، برئاسة سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية، أظهرا نية لتقديم أي تنازلات، بل إن مستويات عدم الثقة تبدو أعلى من أي وقت مضى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وفقا للصحيفة.

وقد أعلنت روسيا بالفعل مطالبها -كما تقول الصحيفة- وطلبت كشرط مسبق للمفاوضات التزام الناتو بعدم التوسع شرقا، وسحب القوات الأميركية والأسلحة المنتشرة في العديد من الدول الأعضاء في الحلف، غير أن الولايات المتحدة ودول الحلف تقول إن هذه مطالب غير واقعية، وإن موسكو طرحتها عمدا لصرف الانتباه عن القضايا الحقيقية ولتقسيم الحلفاء.

وقال بلينكن إن الروس "يريدون جرنا إلى مناقشة الناتو بدلا من التركيز على القضية المطروحة، وهي عدوانهم على أوكرانيا. لن نسمح بذلك، لأن ما يحدث في أوكرانيا لا يتعلق فقط بهذا البلد، بل هو جزء من سلوك مزعزع للاستقرار وخطير وغير قانوني من جانب موسكو، تحاول به بناء مجال نفوذ من خلال استيعاب البلدان التي كانت تحت الحكم السوفياتي، ومنعها من تحقيق تطلعاتها الديمقراطية كدول مستقلة وذات سيادة كاملة".

ملفات أخرى

وأشار مسؤولون أميركيون إلى موضوعات أخرى تستعد الولايات المتحدة لمناقشتها إذا وافقت روسيا على التخلي عن حشدها العسكري ضد أوكرانيا، مثل الحد من نشر الصواريخ الهجومية في أوكرانيا والحد من المناورات العسكرية في أوروبا الشرقية من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو.

ونسب المراسل لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قوله: "كما قال الرئيس بايدن للرئيس بوتين، ليس لدى الولايات المتحدة أي خطط لنشر أسلحة هجومية في أوكرانيا؛ لذا فهذه منطقة يمكن أن نتوصل فيها إلى اتفاق إذا كانت روسيا مستعدة لتقديم التزام متبادل".

من ناحية أخرى، رفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي رفضا قاطعا حق النقض الذي طالبت به موسكو في ما يتعلق بإضافة عضو جديد في الحلف، وقال المسؤول الكبير "ليس لروسيا أن تقرر بدل الدول الأخرى التي يمكن أن نتحالف معها"، هذه القرارات تخص تلك الدول والحلف. نحن -في سياق حلف الناتو- نتحدث عن "الباب المفتوح، ولن تغلقه لا روسيا ولا أي دولة أخرى".

وختمت الصحيفة بأن المفاوضين الأميركيين يأملون في معالجة بعض القضايا مع روسيا خلف الأبواب المغلقة، وهو ما يعتبر مصدر توجس لحلفاء واشنطن من أن تتعامل واشنطن مباشرة مع موسكو من دون إطلاع شركائها.

غير أن المراسل نقل عن مسؤول أميركي كبير قوله إنه "لن يتم تقديم أي التزام خلال هذه المحادثات التي ستكون استكشافية، وإن كل ما تتم مناقشته يجب أن يعود إلى واشنطن للنظر فيه، وأن يتم تناوله مع الشركاء والحلفاء في وقت لاحق من الأسبوع".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي