وزعت حركة طالبان لافتات تحمل صورة البرقع على واجهات متاجر في كابول تؤكّد فيها "وجوب" ان ترتدي النساء الحجاب، في إشارة جديدة للتشدد الذي يمارسه النظام الحالي في أفغانستان.
واللافتات مرفقة بنص قصير يقول "بحسب مبادئ الشريعة الإسلامية، يجب أن ترتدي النساء الحجاب"، بدون أن تحدّد ما إذا كان وشاحًا عاديًا أو قطعة قماش تغطّي الوجه بالكامل.
ونشرت هذه الملصقات وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تخوّف منها كثيرون في ظلّ نظام طالبان الأول (1996-2001) وأعادت طالبان احياءها بعد توليها السلطة في منتصف آب/أغسطس 2021.
وأكّد متحدّث باسم الوزارة الجمعة 7 يناير 2022م أن الاخيرة قامت بالمبادرة.
وقال "إن المُلصقات نُشرت من قبل الوزارة ولكن هذا لا يعني أن المرأة التي لا تلتزمها ستُعاقب أو ستُضرب".
وأضاف "هو تشجيع فقط على التزام النساء المسلمات الشريعة الإسلامية. حتى لو غطّت امرأة نفسها بوشاح عادي، فإنّ هذا جيّد أيضًا. بشكل عام، إنّ هذه الملصقات هي تشجيع".
وحتى قبل عودة طالبان إلى السلطة، كانت كلّ الأفغانيات يضعن وشاحًا على الأقلّ، فيما يرتدي بعضهنّ البرقع لا سيّما في المناطق التي كانت تسيطر عليها الحكومة السابقة المدعومة قبل الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق أشرف غني.
وتأتي هذه الخطوة رغم سعي الحركة الإسلامية المتشددة لتسويق نفسها دوليًا على أنها معتدلة في مسعى لاستئناف المساعدات التي تم تعليقها عندما انهارت الحكومة السابقة المدعومة من الغرب في المراحل الأخيرة من الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان.
تأتي الخطوة في أعقاب منع طالبان النساء الراغبات في السفر لمسافات طويلة من استخدام وسائل النقل إلا إذا كن برفقة أحد أقربائهن الذكور، ودعوة السائقين إلى عدم السماح للنساء باستقلال المركبات إلّا إذا كنّ يرتدين "الحجاب الإسلامي".
وأصدرت حركة طالبان أيضًا تعليمات للسلطات المحلية منها قطع رؤوس الدمى النسائية لعرض الملابس في المحلات في ولاية هرات.
وقال شاه آغا نوري لوكالة فرانس برس وهو صاحب مطعم وُضع فيه ملصق "هذا ليس بجيّد. سيثير الخوف".
واعتبرت طالبة ومدافعة عن حقوق الانسان فضّلت أن تبقى هويتها مجهولة أن "ما يحاولون القيام به هو نشر الخوف بين الناس".