
رأى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الخميس أن الوقت حان لإجراء "مفاوضات مباشرة" بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، وذلك في تصريحات خلال زيارته طهران.
وبدأت إيران والقوى الكبرى في وقت سابق هذا العام، مباحثات تهدف الى إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي، والذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه في 2018.
وتشارك واشنطن بشكل غير مباشر في هذه المفاوضات التي تستضيفها فيينا.
وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو، واستأنفوا المباحثات بجولة سابعة بدأت في 29 تشرين الثاني/نوفمبر. وبعد تعليقها لنحو عشرة أيام، ستستأنف المفاوضات اعتبارا من الإثنين المقبل، وفق ما أعلن الاتحاد الأوروبي.
وقال حسين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره حسين أمير عبداللهيان "هناك مشكلة في آلية المفاوضات (...) المفاوضات مع الجانب الأميركي هي مفاوضات غير مباشرة ومن خلال المندوب الأوروبي".
وتابع "نعتقد أن الوقت قد حان لمفاوضات مباشرة بين واشطن وطهران للوصول الى تفاهمات مشتركة ليس فقط حول المشروع النووي ولكن أيضا حول العقوبات المفروضة على إيران"، مشددا على الحاجة "الى تواصل مباشر بين الطرفين ونحن نسعى من أجل هذا".
وشدد على أن "مصلحة العراق تتطلب منا أن نساعد، اذا كان باستطاعتنا، الطرفين للجلوس الى طاولة الحوار ونحن من دعاة المفاوضات المباشرة بين الطرفين وهذا ليس سرا"، موضحا أن بغداد طرحت ذلك على واشنطن وطهران.
ولم يعلّق وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحافي بشكل مباشر على الموقف العراقي، الا أنه تطرق الى مباحثات فيينا، موضحا أن الأميركيين "يبعثون ببعض الرسائل غير المكتوبة ويتلقون ردا عليها".
وشدد على رغبة إيران "في الوصول الى اتفاق جيد، ونأمل في أن يأتي الآخرون أيضا للتفاوض بالجدية ذاتها والإرادة الجيدة ذاتها".
وأتاح الاتفاق النووي رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية. لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده منه، معيدا فرض عقوبات قاسية على إيران.
وأبدى جو بايدن الذي خلف ترامب مطلع العام الحالي، استعداده للعودة الى الاتفاق، بشرط عودة طهران للامتثال لكامل التزاماتها التي كانت تراجعت عن العديد منها بعد الانسحاب الأميركي.
- "لا نحمل الرسائل" -
والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين إيران والولايات المتحدة منذ 1980، بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية وفي أعقاب أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران.
وغالبا ما يجد العراق نفسه نقطة تجاذب بين العدوين اللدودين، اذ تحظى جارته بنفوذ سياسي وعسكري واسع فيه، ويحتاج إليها في مجالات التجارة والطاقة، بينما يمثّل للثانية مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية.
وبلغ التوتر الإيراني-الأميركي في العراق ذروته مع اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020. وردت طهران بقصف صاروخي طال قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار حيث يتواجد عسكريون أميركيون.
وشدد حسين على أن "العلاقات الأميركية الإيرانية بالنسبة للعراق ليست موضوعا خارجيا بل هي أيضا موضوع داخلي"، معتبرا أن التوتر أو الانفراج فيها ينعكس مباشرة على بلاده.
وأضاف "من منطلق المصلحة العراقية نحن نتباحث مع الإخوة في طهران حول العلاقات الأميركية الإيرانية (...) ونتباحث مع أصدقائنا في واشنطن حول العلاقات الأميركية الإيرانية".
وتابع "نحن لا نحمل الرسائل، ولكن نناقش الآراء بصراحة".
وشملت زيارة حسين لقاء الرئيس إبراهيم رئيسي، وفق الرئاسة الإيرانية.