
صادف يوم الاثنين العظيم 13-12-2021 فرحتان فوز اليمن ، ونشر أعمالي الشعرية الكاملة المجلد الأول، فبعد إنتهاء المبارة فتحت جوالي لأرى الرسائل فوجدت رسالة من الصديق العزيز الدكتور هاني الصلوي تصلني من القاهرة يبشرني فيها بطبع أعمالي الشعرية الكاملة ، تجربة العمر أخيرا وجدت من يطبعها بكل المحبة والود وهاني الصلوي لايملك وزارة ثقافة ولايعرفني ولا أعرفه على المستوى الشخصي وليس بيني وبينه عيش وملح ولاصداقة سابقة ، وعندما تواصلت معه محاولا جس نبضه بخصوص النشر غمرني بمودته التي فاقت كل الحدود ولم أتوقعها وقال بالحرف الواحد "سنطبع الاعمال الشعرية ياأستاذ عبدالناصر وسوف اشرف بنفسي عليها وهذا شرف كبير لنا ولدار أروقة أن نطبع أعمالك" . وقد فعل كل ماوعد به وشرفني بكل هذا الاهتمام والتقدير.
تعامل معي الانسان النبيل الدكتور هاني الصلوي بنبل وكرم أخلاق هزني حتى الأعماق ، ليس لأنه سيطبع أعمالي فقط بل لطريقته في التعامل بطريقة لايقوم بها إلا أخ شقيق أو صديق حقيقي ، وأنا يشرفني أن يكون هاني الصلوي أخي وصديقي وقد شرفني بالموافقة على طباعة أعمالي الكاملة في مجلد ضخم وهي أربعمائة وخمسون صفحة وهي تكلفة كبيرة لكنه غمرني بكرمه حتى أنني عاجز عن شكره ، بينما تجاهل وزراء للثقافة أعمالي وهم الذين يعرفون حجمي ومكانتي وقامتي العالية في الأدب اليمني والعربي لجيل التسعينات كله وحتى اليوم وغدا بمشيئة الله، وهم الذين طبعوا لكل من هب ودب وحينما أتى عبدالناصر مجلي تهيبوا وترددوا وماطلوا وتهربوا لكنني وانا بن عبدالرزاق بن صالح مجلي ما ترجيت أحدا منهم ولن ، فأنا بفضل الله كبير من بيتنا وابن كبار وعملي عمل كبار ومتميز واستثنائي وسبّاق في الرؤية وفي التجربة على جيل بأكمله وكان قد توجها والدي واستاذي ومعلمي الدكتور عبدالعزيز المقالح شاعر اليمن العظيم الذي قال بالحرف الواحد:(عبدالناصر مجلي المبدع اليماني الشامل)، هذه الشهادة التي كانت وستبقى وساما على صدري الى الابد ، والتي أخافت الكثير ولازالت ، حتى أتى بعده مبدع يماني وإنسان كبير وبعد سنين طوال ليقول لي سنطبع اعمالك كلها دون تردد ياعبدالناصر فهذا حقك علينا كمبدع يمني كبير؟
وأنت كبير ياهاني الصلوي فالذي يؤسس مشروع دار نشر لطباعة كتب أدباء بلاده وأمته من حر ماله لاشك بأنه إنسان كبير قدرا ومكانة وقلبا وروحا.
شكر دكتور هاني الصلوي
شكرا دار أروقة
شكرا للفرسان الكبار الذين لايزالون يعيشون بيننا.
الأعمال الشعرية الكاملة في مجلد ضخم وأنيق
جهد العمر وتجارب السنين
وأسبقية الكتابة الشعرية الجديدة والأجد
في كتاب واحد قام بطبعه إنسان كبير
لا هو وزير ولا معه ميزانية وزارة..
فعلا الكبير كبير .
كل المواجع والخيبات
كل الانتصارات والافتخار بهذه الأمة
مديح الانسان في كافة جغرافياته المتعددة
حروف الحب وشظايا المواجع والعثرات
الزحف الكبير رغم توالي الطعنات من كل حدب وصوب الى الامام
دون استسلام او تراجع او تقهقر او خوف أو تفريط في المبادئ
كلها الان منضودة ومحفورة بين دفتي كتاب مضمخ
بالدم والدموع والمواجع التي لم يكن يعلمها إلا الله..
كانت رحلة شاقة بكل ماتعنيه الكلمة
لكنني ماتركت حبل الله يفلت من يدي
كان الله وسيبقى هو الحبيب الحقيقي الذي لايخون.
الحمد لله
الحمدلله
الحمد لله