تشكو تراجعاً “خطيراً” بسبب الهجمات الصاروخية ضد الحوثي

وول ستريت جورنال : السعودية تستنجد بـ”أصدقائها” لتزويدها بالذخيرة بعد فشل منظومة صواريخ باتريوت في حمايتها

2021-12-07

من اثار قصف سعودي للعاصمة اليمنية صنعاء ( د ب ا)قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الذخيرة التي تستخدمها السعودية للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية الأسبوعية وكذلك هجمات الطائرات المسيرة، تنفد لديها، وتطالب المملكة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الخليجيين والأوروبيين بإعادة إمدادها بالذخيرة التي تحتاجها، وذلك بحسب مسؤولين سعوديين وأمريكيين.

فقد تعرضت السعودية، على مدى الأسابيع الأخيرة، لهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تُشن ضدها أسبوعياً عن طريق المتمردين الحوثيين المستقرين في اليمن، وذلك وفقاً لما قاله مسؤولون سعوديون وأمريكيون.

تراجع خطير للذخيرة
نجح الجيش السعودي في التصدي لغالبية القذائف عن طريق منظومة صواريخ باتريوت أرض جو التي تمتلكها، لكن ترسانتها من الصواريخ الاعتراضية- وهي الصواريخ التي تستخدم لإسقاط الأسلحة المحمولة جواً- انخفضت انخفاضاً خطيراً، حسبما قال هؤلاء المسؤولون.

في غضون ذلك، أعاد الجيش الأمريكي نشر غالبية الأسلحة الأمريكية التي تدافع عن القوات الأمريكية وقوات الأمن المُعارة إلى السعودية، في إطار خطوة إدارة بايدن الرامية إلى التحول بعيداً عن الشرق الأوسط لمواجهة الصين.

صحيحٌ أن المسؤولين الأمريكيين بدوا على أهبة الاستعداد للموافقة رسمياً على الطلب السعودي، لكن الموقف أقلق المسؤولين في الرياض من أنه بدون مخزون كافٍ من صواريخ باتريوت الاعتراضية، يمكن أن تسفر عن الهجمات المستمرة خسائر شديدة في الأرواح ودمار قد يلحق بالبنية التحتية النفطية الضرورية، وفي شهر يناير/كانون الثاني، ضرب الحوثيون بنايات تعود ملكيتها إلى السعودية، ولكن لم يتعرض أحد لأي إصابة.

فقد اختبرت مناشدة الحكومة السعودية التزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، ولا سيما الرياض، حيث حاولت إدارة بايدن إعادة صياغة العلاقة فيما يتعلق بمجموعة من القضايا التي تتضمن حقوق الإنسان والحرب التي تقودها السعودية في اليمن واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 على يد عملاء سعوديين داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

التزام أمريكي تجاه السعودية
المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ في منتدى عُقد الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول، قال إن الحوثيين شنوا حوالي 375 هجوماً عابراً للحدود داخل السعودية في عام 2021.

اعترض الدفاع الجوي السعودي صاروخاً باليستياً فوق الرياض أمس الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول.

كما قالت وزارة الدفاع إن الصاروخ تطايرت منه شظايا في عديد من المناطق السكنية لكنها لم تتسبب في أي ضرر. وقد أشارت الفيديوهات المنتشرة على الإنترنت، التي أظهرت انفجاراً وومضات ضوئية، إلى أن صاروخ باتريوت كان ضمن الهجوم.

برغم الشواغل التي تعتري الإدارة الأمريكية بشأن سجل السعودية المتعلق بحقوق الإنسان والقضايا الأخرى، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن لديهم التزاماً بمساعدة المملكة الغنية بالنفط في دفاعاتها، ولا سيما في ظل ارتفاع أسعار النفط الذي تواجهه الولايات المتحدة.

يقول مسؤولون أمريكيون وسعوديون إن السعوديين نجحوا في أغلب الأوقات في الدفاع عن أنفسهم، فقد هزموا حوالي 9 من أصل 10 هجمات صاروخية، وذلك حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون.

فيما قال المسؤولون والمحللون إن مزيداً من الصواريخ الاعتراضية لن تشكل مشكلة للميزانية على المدى الطويل؛ إذا إن الصاروخ الاعتراضي الواحد يكلف حوالي مليون دولار، غير أن الطائرات المسيرة، التي يصفها الأشخاص الذين على دراية بها بأنها "جزازات عشب طائرة تكلف 10 آلاف دولار"، تكون صغيرة وبسيطة في صنعها ورخيصة نسبياً.

مخاوف سعودية غير مسبوقة
يقول المسؤول السعودي: "الهجمات عن طريق الطائرات المسيرة المسلحة التي تشنها الميليشيات الإرهابية تشكل تهديداً أمنياً عالمياً جديداً نسبياً، ووسائل التعامل معها تأخذ في التطور".

لكن صحيفة The Wall Street Journal أوضحت أن المخاوف السعودية المتعلقة بالموقف الأمني وطلبها الموجه إلى الحكومة الأمريكية لم يسبق أن أُبلغ عنه في أي سابقة من قبل.

فيما تطالب الحكومة السعودية الولايات المتحدة بإمدادها بمئاتٍ من صواريخ باتريوت الاعتراضية التي تصنعها شركة رايثيون تكنولوجيز، بجانب أنها توجهت إلى حلفائها الخليجيين، ومن بينهم قطر، وكذلك توجهت إلى الدول الأوروبية. قال مسؤولان أمريكيان إن أي بيع مباشر للصواريخ الاعتراضية إلى السعودية يكون قيد النظر من جانب وزارة الخارجية، فضلاً عن أن الوزارة يُطلب منها كذلك أن تجيز أي تحويل لهذه الصواريخ من أي حكومة أخرى، مثل قطر.

رغم دعم واشنطن، السعودية غير محصَّنة
من جهته، صرح مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية في بيان: "الولايات المتحدة ملتزمة كلياً بدعم الدفاعات عن الأراضي السعودية، بما في ذلك (الدفاع) ضد الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلقها ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن. نعمل عن كثب مع السعوديين والشركاء الآخرين من الدول لضمان عدم وجود أي فجوة في التغطية".

فيما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية وكذلك شركة رايثيون تكنولوجيز التعليق على الأمر.

تضغط الولايات المتحدة على السعوديين من أجل إنهاء الحرب في اليمن، لكن النائب الديمقراطي ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، آدم سميث، قال إن إعادة إمداد صواريخ باتريوت الاعتراضية يجب أن تُراجَع بصورة منفصلة عن الشواغل المتعلقة بسلوك السعودية في اليمن والقضايا الأخرى التي تجعل المملكة على خلافٍ مع واشنطن.

كما أضاف سميث: "كيف نتعامل مع ذلك التهديد بينما نحاول أن نجعل الحكام المستبدين في تلك المنطقة من العالم يتحركون في اتجاه أكثر تقدمية؟ إنها ليست معادلة سهلة".

حتى إذا امتلأت مخازن الصواريخ الاعتراضية، تبقى الرياض غير حصينة نظراً إلى أن نظام صواريخ باتريوت مصمم لمواجهة الصواريخ الباليستية، وليس الطائرات المسيرة الصغيرة. إذ إن صواريخ باتريوت لا تستطيع الدوران بزاوية 360 درجة، مما يحدّ من فاعليتها ضد الطائرات المسيرة، التي تنطلق أحياناً من داخل المملكة، وذلك وفقاً للمسؤولين الأمريكيين الذين قالوا إنه فيما لا يقل عن حادث واحد طارت طائرة مسيرة من ناحية الجزء الخلفي لإحدى بطاريات صواريخ باتريوت السعودية ودمرتها.

كذلك يقول الخبراء المطلعون على تطورات تكنولوجيا التصدي للطائرات المسيرة، إن الولايات المتحدة ليس لديها برنامج رسمي للتصدي لهجمات الطائرات المسيرة ولن تستطيع نقل التكنولوجيا المضادة للمسيرات إلى الحكومة السعودية في أي وقت قريب.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي