الحجاب يعز المرأة ويرفع شأنها

قنا
2021-12-03

فضيلة الداعية محمد محمود المحمود ( قنا)الدوحة - بين فضيلة الداعية محمد محمود المحمود أن الله تبارك وتعالى أراد للمرأة المسلمة أن تكون درة مصونة عزيزة كريمة، لا تطمح إليها أعين الناظرين ولا تمتد إليها أيدي العابثين ولا يفكر أن يصل إليها من لا خلاق له من الفاسقين المفسدين، لذلك أجمع أهل العلم جميعا على أن الحجاب واجب على المرأة المسلمة البالغة العاقلة؛ لأن الله تبارك وتعالى أراد أن يعزها وأراد أن يرفع شأنها.
وقال الداعية المحمود في خطبة الجمعة 3-12-2012 التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: الحمد لله رب العالمين شرع لنا دينا قويما وهدانا صراطا مستقيما وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وبارك وسلم تسليما كثيرا، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى يقول الله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون».
وأضاف الخطيب: فيقول رب العزة والجلال في محكم التنزيل: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين»، وهذه الآية الكريمة تسمى آية الحجاب، ولقد أراد الله تبارك وتعالى للمرأة المسلمة أن تكون درة مصونة عزيزة كريمة، لا تطمح إليها أعين الناظرين ولا تمتد إليها أيدي العابثين ولا يفكر أن يصل إليها من لا خلاق له من الفاسقين المفسدين، لذلك أجمع أهل العلم جميعا على أن الحجاب واجب على المرأة المسلمة البالغة العاقلة لأن الله تبارك وتعالى أراد أن يعزها وأراد أن يرفع شأنها، فإن سألت لماذا فرض الله تبارك وتعالى الحجاب على المرأة المسلمة؟ فمن حكم فرض الحجاب أنه يظهر عبودية المرأة لله تعالى وخضوعها لأمر الله عز وجل وامتثالها لله تبارك وتعالى، فإن هذه الآية لما نزلت في زمن النبي عليه الصلاة والسلام حكت عائشة رضي الله عنها قالت: لم أر كنساء الأنصار إيمانا وتقوى وطاعة لله تبارك وتعالى لما نزلت هذه الآية ذهبت كل واحدة منهن فورا ودون تردد ودون تفكير لأنه أمر الله فأخذت كل واحدة ما وجدت قربها من قطعة قماش فوضعتها على رأسها قالت: فلم تأت صلاة الفجر حتى خرجت كأن على رؤوسهن الغربان، متلفعات بمروطهن امتثالا لأمر الله تبارك وتعالى، «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم».
وأكد المحمود أن الطاعة لله تبارك وتعالى هي عنوان العبودية هي عنوان الخضوع لله، فمن يدعي أنه عبد لله تعالى إذا جاءه أمر من الله تبارك وتعالى، خضع له دون تردد لأنه يعلم أن مصلحته وأن خيره في طاعته لله تبارك وتعالى.
وأوضح الخطيب أن الحجاب طهرة للمرأة وطهرة للرجل، الحجاب قطع لباب الفتنة والشكوك والظنون، قال الله تبارك وتعالى: «وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن»، طهرة القلوب قطع للشكوك والظنون قربة لله تبارك وتعالى إظهارا للعبودية لله عز وجل ولو كان الأمر ثقيلا على قلبك، ولو كنت مستسلما لهواك ولكنك متى خالفت نفسك وهواك مت ما خالفت المرأة هواها خالفت نفسها قاومت الشهوات والمغريات التي تبث في كل يوم وليلة، تدعوها إلى نزع حيائها إلى نزع سترها فلتعلم أنها قريبة من الله تبارك وتعالى أنها ممتثلة لأمر الله عز وجل في كل لحظة تضع المرأة حجابها على رأسها فإن الحسنات لا تتوقف عنها، هي تجمع في الحسنات منذ أن تضع الحجاب على رأسها إلى أن تنزعه في بيتها، هي تجمع الأجور والثواب التي لن ينفعها عند الله إلا هذا، لن ينفعها جمالها لن ينفعها لبسها لن ينفعها قول الناس فيها لن ينفع الإنسان عند الله تبارك وتعالى إلا العمل الصالح إلا طاعة الله تبارك وتعالى.
ولفت الخطيب إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام حذر من التبرج والسفور، وبين خطره على هذه الأمة خطره على المرأة، وخطره على المجتمع فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «صنفان من أمتي لم أرهما قوم يضربون الناس بسياط كأذناب البقر، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخل الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا». فلتحذر المرأة المسلمة من خطر هذا الحديث، قال عنهن النبي عليه الصلاة والسلام كاسيات عاريات، قال أهل العلم هي كاسية أي عليها ملابس، ولكنها ملابس لا تسترها عن نظر الآخرين تشف ما تحتها فهي كاسية عارية في الحقيقة، لا تجد ريح الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا، وجاء في الحديث إن ريح الجنة ليشمها أهلها وهم مقدمون عليها قبل أن يصلوا إليها بخمسمائة عام، ما أبعدها عن جنة رب العالمين، تلك الكاسية العارية المائلة المميلة التي جعلت رأسها كأسنمة البخت المائلة، ماذا تفعل إذا وقفت أمام الله تبارك وتعالى؟ ما تجيب إذا سئلت أمام الله عز وجل؟ ما الجواب عند الله تبارك وتعالى؟ لا جواب في ذلك اليوم إلا العمل الصالح يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وأردف الخطيب: قال أهل العلم: الحجاب ليس مجرد قطعة قماش توضع على بدن امرأة، إنما الحجاب الغاية منه هي أن يستر المرأة عن أعين الفاسدين، أعين الناظرين، أن يرد عنها الطامعين، لهذا كان الحجاب لا شكل له ولا لون له ولا هيئة له إنما له شروط متى ما تحققت تلك الشروط كان هذا الحجاب حجابا شرعيا، ومن أول تلك الشروط أن يكون هذا الحجاب ساترا لبدن المرأة، قال تبارك وتعالى في الآية المتقدمة، «يدنين عليهن من جلابيبهن»، فيغطين أبدانهن فلا يرى منها ما يدعو الفاسق إلى فسقه، باستثناء الوجه والكفين، وقد اختلف أهل العلم فيهما، اختلف العلماء هل يجوز كشف الوجه والكفين للمرأة أم لا؟ والذي اتفق عليه العلماء أنها إن خرجت وهي متجملة واضعة المساحيق على وجهها فإنها يجب عليها إجماعا أن تغطي وجهها، وكلام أهل العلم على تلك المرأة التي تكشف المرأة دون أن تضع عليه شيئا من المساحيق التي تجمله، في هذه وقع الخلاف.
ونوه الخطيب قائلا: أما من تخرج سافرة واضعة على وجهها ما يجملها من أنواع مختلفة، فإنها يحرم عليها هذا الفعل، أما الشرط الثاني فأن يكون هذا الحجاب فضفاضا لا يصف مفاتن المرأة وأن يكون صفيقا غير رقيق لا يشف ما تحته وأن يكون خاليا من الزينة التي تدعو إلى النظر إليه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي