أوكرانيا تجد صعوبة في معالجة نفاياتها و"تغرق" في أكوام القمامة

أ ف ب-الامة برس
2021-12-03

   صورة ملتقطة من الجو قرب كييف في 13 تشرين الاول/اكتوبر 2021 لمكب نفايات في بلدة بيدغيرتسي (أ ف ب) 

في حين يعجّ مكب النفايات الرقم 5 بالقرب من كييف بالكلاب الضالة والطيور الجائعة، تشكل أكوام القمامة ذات الرائحة الكريهة كابوسا للأوكرانيين الذين يعيشون في مناطق مجاورة.

تشكو نينا بوبوفا وهي متقاعدة تبلغ من العمر 73 عامًا تعيش في بلدة بيدغيرتسي التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومترًا جنوب كييف قائلة إن "الرائحة كريهة وفظيعة. جميعنا نعاني من مشكلات في القلب وضيق في التنفس".

وتضيف وهي تتنفس بصعوبة أن أبناءها "يختنقون" عندما يأتون لزيارتها.

بعد ثلاثين عامًا على استقلالها، لا تزال أوكرانيا تكافح لإنشاء نظام لمعالجة النفايات، وهو وضع يطرح مشاكل صحية وبيئية في هذا البلد الفقير في أوروبا الشرقية.

وفقًا لرئاسة هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، هناك أكثر من 6100 مكب  رسمي و33 ألف مكب غير قانوني في جميع أنحاء البلاد، معظمها مليئة ولا تفي بمعايير السلامة.

مكب النفايات رقم 5 الذي تعاني منه بوبوفا مساحته 63 هكتارًا، وهو واحد من أكبر المطامر في البلاد.

وفي أيلول/سبتمبر قالت يوليا سفيريدنكو التي كانت آنذاك نائبة رئيس الإدارة الرئاسية "أوكرانيا تغرق في القمامة والوضع يزداد سوءًا كل يوم".

يزداد الموقف خطورة خصوصا وأن النفايات الحيوية التي تتحلل في المطامر تنبعث منها كميات كبيرة من غاز الميثان المسبب الأساسي لظاهرة الاحتباس.

قلة الموارد

منذ عام 2018، صدر قانون جعل فرز النفايات إلزاميًا. لكن نادرا ما يطبق وغالبًا ما يلقي الأوكرانيون نفاياتهم بكميات كبيرة في حاويات ضخمة يتم تفريغها في مكب النفايات.

النتيجة: من حوالى 10 ملايين طن من النفايات المنزلية الصلبة التي يخلفها الأوكرانيون سنويًا، يتم فرز 4% فقط، وفقًا للرئاسة.

وما يزيد الطين بلة، أن البلاد مجهزة بمحرقة واحدة فقط غير كافية حتى للتخلص من نفايات العاصمة.

والدليل على وتيرة التغيير البطيئة، المطمر رقم 5 الذي كانت ترمى فيه معظم نفايات كييف على مدار الثلاثين عامًا الماضية، كان من المقرر إغلاقه في عام 2018. ولكن بسبب عدم وجود موقع جديد، فإنه يستمر في العمل.

وفقًا للخبراء فإن الافتقار إلى الموارد المالية يبرر هذا الوضع إلى حد كبير.

يوضح سفياتوسلاف بافليوك المدير التنفيذي للجمعية الأوكرانية للمدن الموفرة للطاقة أن السلطات تنفق أقل من 10 يورو لكل طن من النفايات المعالجة، مقابل 100 إلى 170 يورو في أوروبا الغربية.

ويؤكد أن "هذا المبلغ لا يسمح بمعالجة حقيقية للنفايات. فهو يغطي فقط كلفة نقلها إلى حقل وطمرها".

لتخصيص مزيد من الموارد، لا بد من زيادة الفاتورة التي يدفعها الأوكرانيون لرفع القمامة، وهو إجراء لا يحظى بشعبية وتحجم السلطات عن اتخاذه كما يؤكد كوستيانتين إيلوفي الناشط البيئي.

مبادرات محلية

مستاءة من هذا الجمود، تولت يفغينيا أراتوفسكا الاقتصادية البالغة من العمر 42 عامًا، زمام الأمور وأطلقت في عام 2016 في كييف محطة فرز صغيرة باسم "أوكرانيا خالية من النفايات".

وقالت "أدركت أن الكثير من الأشخاص لم يكونوا على علم بضرورة القيام بعملية الفرز، أو الامكانات الموجودة للقيام بذلك".

جاءت خريستينا ريتشمارينكو المعلمة البالغة من العمر 29 عامًا ومعها عدة أكياس مليئة بالقمامة.

 وقالت "عندما نبدأ في الفرز ندرك كمية القمامة التي ننتجها. وهذا أمر مخيف"، معربة عن الأسف لعدم وجود نقطة فرز بالقرب من منزلها.

بدأت بعض المدن مثل كييف في نشر صناديق إعادة التدوير لكنها لا تزال قليلة.

ومع ذلك، أشار أكثر من 45% من الأوكرانيين إلى عدم وجود صناديق فرز كعقبة رئيسية أمام هذه العملية، وفقًا لاستطلاع نُشر في تشرين الثاني/نوفمبر.

لكن العديد من الخبراء يشيرون أيضًا إلى مسؤولية المواطنين العاديين الذين لا يهتم سوى القليل منهم بتأثير نفاياتهم في البيئة.

بالنسبة لبافليوك، يجب البدء بتوعية الأصغر سنا من خلال زيارة المكبات على سبيل المثال.

وبالنسبة لإيلوفي من الملح "تغيير ثقافة الأوكرانيين بشأن القمامة" وإلا "قد تتحول البلاد بأكملها إلى مكب نفايات"







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي