اديس ابابا - أعلنت إثيوبيا الأربعاء 1-12-2021 أن القوات الموالية للحكومة استعادت السيطرة على موقع لاليبيلا المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، الذي سقط في آب/أغسطس بين أيدي متمردي إقليم تيغراي، في حين تسعى إدارة رئيس الوزراء إلى استعادة الأراضي التي لا تزال تحت سيطرتهم.
من جهته أعلن الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء إن الرحلات الإنسانية للمنظمة الدولية بين العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وميكيلي في تيغراي "استؤنفت"، مشيرًا أيضًا إلى وصول 157 شاحنة مساعدات إلى هذه المدينة.
وقال خلال مؤتمر صحافي "بشرى سارة، وصلت 157 شاحنة إلى ميكيلي". وأضاف "قافلة جديدة في طريقها بالتالي استؤنفت المساعدات الإنسانية ربما ليس بالمستوى الذي نرغب فيه". وتم تعليق رحلات الأمم المتحدة إلى ميكيلي منذ 22 تشرين الأول/أكتوبر بعد الضربات الجوية.
وأضاف "انها إشارة جيدة" و"بالتالي ثمة بصيص أمل. قد يسهل ذلك موقفا مستقبليا أكثر إيجابية لبدء حوار".
إلى جانبه قال ئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد إن "وقفا لإطلاق النار ضروري". وتابع "للأسف المعارك على الأرض مستمرة".
وقال غوتيريش متوجها إلى الجهات المتحاربة "أوقفوا الأعمال القتالية وابدأوا حوارا".
بعد المطالب الأخيرة لمقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي حول مكاسب إقليمية تندرج في استراتيجية للوصول إلى العاصمة أديس أبابا، أعلن رئيس الوزراء أبيي أحمد الأسبوع الماضي أنه سيتوجه إلى ساحة المعركة.
منذ ذلك الحين، أعلنت الحكومة أنها استعادت السيطرة على عدة بلدات صغيرة منها شيوا روبت على بعد حوالى 220 كيلومترًا شمال شرق العاصمة عن طريق البر، والأربعاء لاليبيلا المدرجة على التراث العالمي لليونسكو.
وقال الجهاز الإعلامي الحكومي في بيان إن القوات الموالية للحكومة "سيطرت على بلدة لاليبيلا التاريخية ومطار لاليبيلا الدولي".
وأضاف البيان أن القوات الموالية للحكومة "تتجه نحو مدينة سيكوتا" في منطقة أمهرة بشمال إثيوبيا، على الرغم من أنباء عن اتساع القتال إلى ديبري سينا، وهي بلدة تقع على بعد أقل من 200 كيلومتر من أديس أبابا.
في وقت سابق الأربعاء، أكدت السلطات الإثيوبية أن القوات الموالية للحكومة استعادت السيطرة على بلدة شيوا روبت، على بعد حوالى 220 كيلومترًا من العاصمة بعد أسبوع من إعلان متمردي تيغراي السيطرة عليها.
وتشتبك القوات الموالية للحكومة وقوات جبهة تحرير شعب تيغراي منذ أكثر من عام في شمال إثيوبيا.
في حزيران/يونيو، استعاد المتمردون السيطرة على معظم تيغراي ثم تقدموا باتجاه منطقتي عفر وأمهرة، حيث زعموا مطلع تشرين الثاني/نوفمبر أنهم استولوا على بلدتي ديسي وكومبولتشا، المحور الاستراتيجي على الطريق المؤدي إلى العاصمة. ويدور القتال حاليًا على ثلاث جبهات من بينها واحدة بالقرب من دبري سينا.
- بكين ترفض "أي تدخل" -
في الأيام الأخيرة بثت وسائل الإعلام الحكومية صورا لأبيي أحمد بالزي العسكري فيما يبدو أنه في منطقة عفر. وأكدت وسائل الإعلام الأحد أن الجيش يسيطر على مدينة عفر التابعة لشيفرا. ووعد أبيي أحمد الثلاثاء بمزيد من الانتصارات حتى الوصول إلى أمهرة.
ودفعت المخاوف من تقدم المتمردين باتجاه أديس أبابا عدة دول منها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى حث رعاياها على مغادرة إثيوبيا في أقرب فرصة على الرغم من أن حكومة أبيي تقول إن المتمردين يبالغون في مكاسبهم وأن العاصمة آمنة.
بينما انتقدت واشنطن علنا طريقة تعامل أبيي مع هذا النزاع، في حين أبدت الصين وروسيا حذرا أكبر.
ونشرت وزارة الخارجية الإثيوبية الأربعاء على تويتر صورًا لمؤتمر صحافي للدبلوماسي الصيني الرفيع وانغ يي خلال زيارته البلاد، مستشهدة بتصريحاته: "الصين تعارض أي تدخل في شؤون إثيوبيا الداخلية".
يكثف مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص للقرن الافريقي أولوسيغون أوباسانجو جهوده الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن حتى الآن لم يتم إحراز تقدم يذكر.
وسبق أن قال مسؤولون إثيوبيون إن المتمردين يجب أن ينسحبوا من أمهرة وعفر قبل التوصل إلى "حل سلمي"، وهو ما رفضته جبهة تحرير شعب تيغراي.
اندلعت الحرب في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قوات إلى منطقة تيغراي الواقعة في أقصى شمال البلاد للإطاحة بجبهة تحرير تيغراي ردا على هجمات على معسكرات الجيش، وفق قوله.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة أن القتال أسفر خلال 13 شهرا عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص وأغرق مئات الآلاف في ظروف تشبه المجاعة.