واشنطن بوست: لماذا تشعر السي آي إيه بقلق شديد بشأن روسيا وأوكرانيا؟

2021-12-01

بوتين يوجه بسرعة التحول للبرمجيات المحلية (د ب أ)

في عموده بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) كتب ديفيد إغناتيوس أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" اكتشفت شيئا مخيفا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وهو أن روسيا كانت تحرك قواتها نحو الحدود الأوكرانية، وأنها بخلاف عمليات الحشد الحدودية السابقة كانت تضع خططا سرية حول كيفية استخدامها.

وأضاف أن الوكالة كانت قلقة أيضًا من أن منطقة الصراع المحتملة لا تبدو وكأنها مجرد الجزء الشرقي من أوكرانيا الذي احتله الانفصاليون المدعومون من روسيا، والذي اقتربت منه القوات الروسية في أبريل/نيسان الماضي، ولكن مساحة أكبر بكثير من البلاد، ولهذا دقت أجراس الإنذار في الوكالة ثم في أنحاء الحكومة الأميركية.

وعلق إغناتيوس بأن التقارير عن الحشد الروسي لا يمكن أن تأتي في وقت أسوأ من ذلك حيث كان الرئيس الأميركي جو بايدن يسعى لتحسين العلاقات مع موسكو بعد لقاء قمته في يونيو/حزيران الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف. وبدا أن الروس يتبادلون الحوار حول الأمن السيبراني والاستقرار الإستراتيجي.

ومع تصاعد التوتر خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هرع مدير الـ"سي آي إيه" وليام بيرنز إلى موسكو لتحذير الروس من أن غزو أوكرانيا سيؤدي إلى تحطيم الاقتصاد الروسي وإلغاء أي أمل في التقارب مع الغرب، لكن يبدو أن بوتين لم يستمع واستمر التعزيز الروسي مصحوبا بخطاب تحدٍّ.

ويرى الكاتب أن بوتين يحب ممارسة الخداع مع الغرب وإدارة المواجهة صعودا وهبوطا بإرسال قوات إلى الجبهة ثم يلوم أميركا على استفزازه. ويريدها أن تأخذه على محمل الجد ويريد الثأر لإذلال روسيا بعد انهيار الشيوعية، كما يشرح وليام تيلور، سفير سابق في كييف، أن بوتين "يريد إلصاق ذلك بأميركا بأي طريقة ممكنة".

وأشار إغناتيوس إلى أن الرأي العام قد يكون أكبر مشكلة يواجهها بوتين في كل من أوكرانيا وروسيا، وبقدر ما يتحدث عن الوحدة الغامضة بين كييف وموسكو، فإن الناس في كلا البلدين لا يريدون الصراع.

فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الديمقراطي الوطني في أغسطس/آب الماضي أن 76% من الأوكرانيين يريدون "ديمقراطية تعمل بكامل طاقتها". وأيد هذا الهدف 71% من الذين شملهم الاستطلاع في الشرق. وكانت المشاعر في خاركيف، مدينة أوكرانية بالقرب من الحدود الروسية، مطابقة لتلك الموجودة في العاصمة كييف. وعندما طُلب منهم تسمية تهديد للبلاد، أشار 82% من الأوكرانيين إلى "العدوان العسكري الروسي".

وخلص الكاتب إلى أن التحدث إلى بوتين هو من الطرق التي يمكن بها إيقاف "سيد الجرأة" بحسب وصف مسؤول سابق في الـ"سي آي إيه"، كما يخطط بايدن للقيام بذلك، وتقديم تراجع لائق، لكن إذا فشل ذلك وغزا أوكرانيا فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيناقشون هذا الأسبوع كيفية جعله يدفع أكبر تكلفة ممكنة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي