اعتقال موظفين في الأمم المتحدة في اثيوبيا وجهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء النزاع

أ ف ب - الأمة برس
2021-11-10

(ا ف ب)  متظاهر يحمل العلم الإثيوبي أثناء تجمع في أديس أبابا في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 دعماً لقوات الدفاع الوطني

اعتقلت السلطات الاثيوبية 16 موظفا أمميا إثيوبيًا بعدما أوقفتهم السلطات، بينما أكدت الولايات المتحدة أن الاعتقالات على أساس اتني "غير مقبولة على الإطلاق".

وكانت الحكومة برئاسة أبيي أحمد قد أعلنت الأسبوع الماضي حالة الطوارئ في البلاد لمدة ستة أشهر وسط تزايد المخاوف من تقدّم مقاتلي فصيلي "جبهة تحرير شعب تيغراي" و"جيش تحرير أورومو" باتّجاه العاصمة أديس أبابا.

وقال احد المصادر "بعضهم اعتقلوا من منازلهم" فيما قالت متحدثة باسم الامم المتحدة في جنيف انه تم تقديم طلبات للافراج عنهم الى وزارة الخارجية.

ويقول مسؤولو إنفاذ القانون الإثيوبيون إن هذه الاعتقالات تندرج في سياق حملة قمع مشروعة لفصيلي "جبهة تحرير شعب تيغراي" و"جيش تحرير أورومو".

ودانت واشنطن الثلاثاء هذه الاعتقالات.

وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأميركية "يبدو أن المعلومات تشير إلى اعتقالات على أساس اتني وإذا تأكد ذلك فإننا ندينه بشدة".

وأضاف برايس للصحافيين إن "المضايقات من قبل قوات الامن والاعتقال على أساس اتني غير مقبولة على الإطلاق".

وقالت مصادر أممية وإنسانية لوكالة فرانس برس في وقت سابق إن الموظفين اعتقلوا في أديس أبابا خلال عمليات استهدفت المتحدرين من تيغراي كجزء من حالة الطوارئ السارية في الدولة التي تشهد حربًا.

ودانت منظّمات إنسانية بينها "العفو الدولية" فرض حالة الطوارئ التي تتيح تفتيش كل شخص يشتبه بأنه مناصر "لفصائل إرهابية" واعتقاله من دون مذكّرة توقيف.

وقال محامون إن التوقيفات العشوائية في صفوف أبناء تيغراي ازدادت الأسبوع الماضي وطاولت الآلاف منهم.

وفي نيويورك، اعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الثلاثاء أن 16 موظفا أمميا إثيوبيا ما زالوا قيد الاعتقال بعدما أوقفتهم السلطات، فيما أطلق سراح ستة آخرين.

وقال دوجاريك في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك "بالطبع نحن نعمل بمثابرة مع حكومة إثيوبيا لضمان إطلاق سراح زملائهم على الفور".

في أيلول/سبتمبر الماضي أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية طرد سبعة من كبار مسؤولي الأمم المتحدة على خلفية "التدخل" في شؤون البلاد.

- "نافذة صغيرة"-

وتأتي الاعتقالات بينما عاد مبعوث الولايات المتحدة إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا الإثنين، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين "نعتقد أنّه لا تزال هناك نافذة صغيرة" لإحراز تقدّم عبر جهود الوساطة التي يبذلها الممثل الأعلى للاتّحاد الأفريقي في منطقة القرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو.

وأضاف أنّ الدبلوماسية الأميركية تجري مباحثات مع الحكومة الأثيوبية ولكن كذلك "أيضاً مع جبهة تحرير شعب تيغراي" للتوصّل إلى اتّفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين.

وكان فيلتمان التقى الأسبوع الماضي مسؤولين اثيوبيين كبار قبل توجهه إلى كينيا للقاء الرئيس أوهورو كينياتا، الذي يشارك في جهود الوساطة الإقليمية.

وسعت الأمم المتحدة أيضا لدعم مبادرة أوباسانجو لإنهاء النزاع الذي تسبب بمقتل الآلاف من الناس وتهجير مليوني شخص.

وأكد اوباسانجو الإثنين 8 نوفمبر 2021م  بحسب نسخة عن تصريحاته اطلعت عليها فرانس برس أن "يتفق كل هؤلاء القادة في اديس أبابا وفي الشمال بشكل فردي أن الخلافات المعارضة لهم سياسية وتتطلب حلا سياسيا عبر الحوار".

وتابع "وهذا يشكل فرصة متاحة يمكننا الاستفادة منها بشكل جماعي".

- "تجنب الفظائع"-

وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش الإثنين 8 نوفمبر 2021م  الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة على "تجاوز المحادثات والعمل من أجل تجنب حدوث المزيد من الفظائع في اثيوبيا".

وقال كينيث روث المدير التنفيذي للمنظمة إنه "من الهام أن يعمل القادة الأفارقة ومجلس الأمن معنا لإتخاذ إجراءات فورية لتجنب المزيد من الفظائع- وإلا سيقومون بخذل الشعب الإثيوبي".

وأعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة الجمعة بينها جبهة تحرير شعب تيغراي وجيش تحرير اورومو، تشكيل تحالف ضد الحكومة الفدرالية برئاسة أبيي أحمد.

ودعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا في وقت يشهد النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية في شمال البلاد تصعيدًا. وأمرت الحكومة الأميركية السبت دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة إثيوبيا 

هيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا لحوالى ثلاثين عامًا، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت النظام العسكري الماركسي المتمثل بـ"المجلس العسكري الإداري الموقت" في 1991.

وأزاح أبيي أحمد الذي عُيّن رئيسًا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيغراي.

وبعد خلافات استمرّت أشهراً، أرسل أبيي أحمد الجيش إلى تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتّهمها بمهاجمة قواعد للجيش الفدرالي.

وأعلن انتصاره في 28 شباط/نوفمبر. لكن في حزيران/يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي