"شريدة": إبحار للعاصمة من أجل بقعة ضوء

2021-11-08

من المسرحية (العربي الجديد)

يسود اعتقاد أن تونس العاصمة تكاد تحتكر الإنتاج المسرحي، ففيها تقع أهم الفضاءات التي تقدّم العروض مثل "تياترو" و"لارتيستو"، و"قاعة الفن الرابع"، و"مسرح الحمراء"، وغيرها. ولا يأتي هذا الاعتقاد بسبب فقر في الإنتاج خارج العاصمة بل على تركيز الإعلام على هذه الفضاءات، بل إن الأعمال التي تنتج في مدن أخرى قلما تجد حظّها من الاهتمام إن لم تُعرض في إحدى قاعات تونس العاصمة.

على خشبة "قاعة ريو" في تونس العاصمة، يقدّم "المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية" بالمهدية (مدينة ساحلية تقع 220 كيلومتر جنوب العاصمة)، عند السادسة من مساء اليوم الإثنين، عرضاً بعنوان "شريدة" من تأليف وإخراج حسام الغريبي، ويؤدّي أدوار العمل كلّ من: محمد قريع ومحمد الحجاج محمد خميس.

نقرأ من تقديم المسرحية: "في مدينة ساحلية ثلاثة إخوة ورثوا عن أبيهم سفينة "فاطمة الزهراء"، تغرق السفينة ذات إبحار... يلتقي الإخوة وتبدأ المحاسبة فتنكشف أسرار حياة البحارة ومعنى البحر. رحلة سرد عن عوالم البحر وخباياه. "فاطمة الزهراء" سفينة تحملك إلى عوالم الأزرق الغامض وتدعوك إلى الإبحار".

بعيداً عن مضامين العمل، يجدر الانتباه إلى المسافات التي على الأعمال المسرحية التي تنتج في مدن غير العاصمة أن تقطعها. يأتي ذلك في وقت تُرفع فيه باستمرار شعارات اللامركزية الثقافية، وهي تبدو محدودة في الإنتاج وحده (بعثت الدولة مؤسسة إنتاج مسرحي في كل مدينة كبرى)، فيما تظل الأضواء غير موزّعة بالشكل المطلوب.

تعني اللامركزية الثقافية، في حال تجسّدها في الواقع، أن مسرحية مثل "شريدة" تُعرض على الخشبة التي أُنتجت فيها، أي أن ينتقل الجمهور من العاصمة إلى المهدية، وليس أن يأتي الفريق المسرحي كي يبحث عن بقعة ضوء في المركز.

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي