نسبة وفيات الرجال أعلى من النساء في عام 2019.. دراسة تحذِّر من اتساع الفجوة بين الجنسين

2021-11-03

كانت الفجوة أكثر اتساعاً في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (مواقع التواصل الاجتماعي)

حذّرت دراسةً علمية حديثة من اتساع الفجوة بين الجنسين في معدلات وفيات المراهقين والشباب الأصغر في بلدان متعددة؛ لافتة إلى تزايد احتمالات وفاة الأولاد والرجال، مقارنة بالنساء سواء المراهقات أو الشابات، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 1 نوفمبر/تشرين الأول 2021.

ففي عام 2019 وصلت نسبة وفيات الصبية والشباب من عمر 10 إلى 24 عاماً إلى الثلثين تقريباً (61%) من إجمالي الوفيات العالمية.

في حين كانت معدلات الوفاة بين الذكور في عمر 10 إلى 24 عاماً قد انخفضت بنسبة 15.3% منذ عام 1950، متأخرة عن التحسن الواقع في معدلات وفيات الإناث، التي قلت بنسبة 30% في نفس الفئة العمرية.

10 أسباب للوفاة

بحسب منظمة الصحة العالمية، كانت الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في عام 2019، مسؤولة عن 55% من الوفيات البالغ عددها 55.4 مليون وفاة في العالم.

ارتبطت تلك الأسباب الرئيسية بثلاثة موضوعات عامة: القلب والأوعية (داء القلب الإقفاري والسكتة الدماغية)، والجهاز التنفسي (داء الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض القناة التنفسية السفلى)، والحالات المرضية في المواليد التي تشمل الاختناق الولادي ورضخ الولادة، والإنتان الوليدي والعدوى الوليدية، ومضاعفات الولادة المبتسرة.

كما يمكن تقسيم أسباب الوفاة إلى ثلاث فئات: الأمراض السارية (الأمراض المعدية والطفيلية، والأمراض النفاسية والحالات المرضية في الفترة المحيطة بالولادة، والحالات المرضية التغذوية)، والأمراض غير السارية (المزمنة) والإصابات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

فجوة أكثر اتساعاً

بالعودة للدراسة التي أجريت مؤخراً، كانت الفجوة أكثر اتساعاً في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، إذ بلغت معدلات الوفيات بين الرجال في عمر 20 إلى 24 عاماً ثلاثة أضعاف وفيات النساء. وأُرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى الصراعات والعنف بين الأفراد بين الرجال في عمر 15 إلى 24 عاماً في تلك المنطقة، التي لم تشهد تحسناً في معدلات الوفيات في هذه الفئة العمرية على مدار الـ20 سنة الماضية.

فيما تنوعت الأسباب الرئيسية لوفيات الرجال في عام 2019 باختلاف السن والمنطقة؛ ففي فئة الصبية في عمر 10 إلى 14 عاماً، كان السبب في أغلب حالات الوفاة هو الحوادث، وذلك في جميع المناطق باستثناء المناطق مرتفعة الدخل، حيث كان السرطان هو السبب الرئيس فيها، وباستثناء جنوب آسيا ومنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث كان السبب هو الإصابة بالأمراض الناتجة عن استهلاك المياه والأطعمة الملوثة.

أما بين الرجال في عمر 15 إلى 24 عاماً فكان السبب الأكثر شيوعاً للوفاة هو "حوادث وسائل النقل" في جميع المناطق تقريباً.

كذلك أشارت الدراسة إلى أن التفاوت الذي يزداد اتساعاً في وفيات الجنسين في مناطق عديدة، يرجع إلى ضآلة التقدم المحرز في معالجة أسباب الوفاة للصبية والشباب.

إهمال واضعي السياسات

في حين لفتت الدراسة إلى أن الصبية والشباب في عمر 10 إلى 24 عاماً يتعرضون لإهمال واضعي السياسات، وأن جائحة كوفيد-19 سوف تعوق على الأرجح الجهود المبذولة لتحسين معدلات الوفاة.

جاء في الدراسة أنه في حين كانت البرامج الموجهة لتناول الظروف الاجتماعية التي تعيشها الفتيات، وتأثير العنف الموجه ضدهن، أساسيةً لتحسين صحة المراهقات في أنحاء العالم، تُرك الصبية مُهملين، مضيفة: "تؤثر الأعراف الجنسية المتفاوتة بالضرر على المراهقين الذكور أيضاً، وتحسين صحة المراهقين جميعاً يتطلب اتخاذ إجراءات للإقلال من أوجه التفاوت في النتائج أينما تقع".

من جهته، قال جوزيف وارد، من معهد صحة الطفل في كلية لندن الجامعية، وأحد المشاركين في الدراسة: "تشير الأعداد المرتفعة في وفيات الذكور إلى زيادات في حالات الوفاة الناتجة عن العنف أو الصدمات أو إساءة استخدام المواد المخدرة، وهي الأسباب التي تؤثر غالباً في الذكور الشباب"، مؤكداً أن "هذا يعكس فشلاً في تناول بعض من الأسباب الرئيسية للوفاة في هذه الفئة العمرية".

وارد أضاف أن "تحسينات معدلات الوفيات في الفئة العمرية من 10 إلى 24 عاماً في العموم كانت متأخرة عن الفئات العمرية الأخرى"، مؤكداً أن "واضعي السياسات فشلوا في تناول المخاطر الصحية المحددة التي تتعرض لها هذه الفئة العمرية، وأن البرامج الموجهة للمراهقين تحديداً لم تُموّل بالقدر الكافي".

أيضاً لفت إلى أن الأمر برز في عديدٍ من البلدان التي "أظهرت نتائج حسنة إلى حد ما في معدلات وفيات الأطفال، لكنها سجلت بعضاً من أعلى معدلات الوفاة في فئة المراهقين"، موضحاً أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى شهدت أبطأ معدل في تحسينات معدلات الوفاة، ما أدى إلى تحول النسبة الأكبر في وفيات تلك الفئات العمرية إلى تلك المنطقة.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي