بين الجفاف والأمطار الغزيرة... كاليفورنيا أولى المناطق المتضررة بالاحترار المناخي

أ ف ب - الأمة برس
2021-10-30

شارع غارق في مياه الفيضانات في سان فرانسيسكو في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2021(غيتي عبر ا ف ب)لوس انجليس - سيطر الجفاف على سكرامنتو لستة أشهر ثم هطلت كمية قياسية من الأمطار في يوم واحد، في تقلبات قصوى أصبحت أكثر تواترا في كاليفورنيا ويعتبرها العلماء نذيرا لما سيشهده سائر الكوكب.
وقال جاستن مانكين الأستاذ في دارتموث كوليدج والمتخصص في تغير المناخ "كاليفورنيا علامة فارقة. إنها مثل طائر الكناري في منجم فحم".

وأوضح "تعد الولاية بمثابة شاغل موقع الطليعة لقدرة المجتمع على الاستجابة لهذه الأنواع من الضغوط المناخية التي تحدث اليوم".

ولا يبدو الأمر جيدا.

وكانت درجات الحرارة المرتفعة مسؤولة عن العديد من الوفيات المرتبطة بموجة الحر هذا العام، في حين أن الجفاف التاريخي تسبب في ترك أجزاء من غرب الولايات المتحدة عطشى، مع نداءات يائسة من المسؤولين للسكان بخفض استهلاك المياه.

واجتاحت حرائق الغابات الريف بمعدل خطر بعدما على أكثر من 2,5 مليون فدان في كاليفورنيا هذا العام، باعثة دخانا خانقا فوق العديد من البلدات والمدن.

ولاحقا، عندما انقلب الطقس فجأة وضرب إعصار الساحل الغربي للولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، ضربت العواصف الرعدية العديد من البلدات تاركة شوارعها غارقة في المياه.

وهطلت قرابة 14 سنتيمترا من الأمطار على عاصمة الولاية سكرامنتو في يوم واحد، وفي ظل عدم وجود نباتات لامتصاص المياه الثقيلة، تسببت الآثار التي خلفتها حرائق الغابات في حدوث انهيارات طينية وانزلاقات صخرية.

ولطالما كانت هذه التحولات المفاجئة والمكثفة جزءا من الأرصاد الجوية الطبيعية في كاليفورنيا.

لكن الاحترار المناخي الناجم بشكل رئيسي عن استخدام الوقود الأحفوري والنشاطات البشرية الأخرى، يزيد الأمر سوءا.

وقال مارتي رالف مدير مركز "وسترن كلايميت أند ووتر إكستريمز" ومقره في سان دييغو إن تفاقم هذه الظواهر المتطرفة خلال العقد الماضي في كاليفورنيا "يتسق مع ما أشارت إليه التوقعات المناخية".

- إدارة المياه -
حتى الآن، تفشل كاليفورنيا في الاختبار الذي أنشأته الظروف المناخية القصوى.

وقال مانكين "إن التأثيرات المرتبطة بالأحداث المناخية التي حصلت الأسبوع الماضي، والجفاف الذي استمر عشرين شهرا، ينبآنني بأن سكان كاليفورنيا ليسوا متكيفين جيدا مع المناخ الذي يعيشونه اليوم ناهيك بالمناخ المقبل".

بالنسبة إلى رالف، فإن تدهور الظروف الصعبة أصلا له تداعيات مقلقة على إدارة المياه.

وأوضح "سيكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إلى البنية التحتية الحالية للمياه، أي السدود والقنوات...، للتعامل مع هطول أمطار أكثر في فترات أقصر، ووجود فترات جفاف أطول بينهما".

ويكمن مفتاح النجاة من هذه الظواهر القصوى في توقعات أكثر دقة.

وقال رالف "إذا كانت لدينا توقعات كافية موثوقة، قد يكون السكان قادرين على إطلاق بعض المياه الإضافية قبل العاصفة من أجل توفير مساحة للفيضان".

- عواصف مدمرة -
تسببت العواصف التي اجتاحت الساحل الغربي للولايات المتحدة أخيرا بدمار، لكنها ساهمت في التعويض قليلا عن فترة الجفاف.

وقالت إدارة الموارد المائية في كاليفورنيا إن منسوب بحيرة أوروفيل، وهي خزان رئيسي، ارتفع تسعة أمتار بعد أيام قليلة من العاصفة.

لكن المياه الإضافية لم تكن أكثر من مجرد قطرة في دلو فيما كانت مستويات الخزان في أدنى مستوياتها التاريخية.

وقال مانكين "قد يخفف ذلك من بعض الضغوط المرتبطة بالتقليل الإلزامي أو الطوعي لاستهلاك المياه أو أي مجموعة من السياسات التي قد يفكر في تبنيها مكتب حاكم" الولاية.

وأضاف "لكن حقيقة الأمر هي أن معالجة مشكلة الجفاف لا تكفي. سيكون الجفاف هنا الأسبوع المقبل".

ومع استعداد قادة العالم للاجتماع في مؤتمر الاطراف للمناخ (كوب26) الحاسم لمستقبل الكوكب والذي سيعقد في غلاسكو، أجمع العلماء على أن تغير المناخ ليس فرضية.

فهو أمر يحدث، وحتى إذا تجاوزت غلاسكو التوقعات، ما زال يتعين على البشر التعامل مع عواقب الضرر الذي أحدثوه حتى الآن.

وختم مانكين "مهمتنا المتمثلة في خفض انبعاثاتنا والتي يجب أن تكون محور التركيز الفوري، ستمنع (الاحترار) من التفاقم... لن تمنعه من الحدوث".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي