
أعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة ومولدوفا الجمعة عن تمديد اتفاق لتسليم الغاز الروسي إلى كيشيناو لمدة خمس سنوات، في مواجهة النقص الحاد الذي تعانيه البلاد والذي تعزوه هذه الجمهورية السوفياتية السابقة إلى رفع موسكو أسعارها.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المولدوفية دانيال فودي في بيان "توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن الأسعار (...) وعلى حوار لاحق لسداد" ديون مولدوفا المتعلقة بالغاز.
وأكدت غازبروم في بيان منفصل هذا الإعلان موضحة تمديد العقد اعتبارا من 1 تشرين الثاني/نوفمبر على أساس "شروط منفعة متبادلة".
وجرى التوصل إلى الاتفاق بعد مفاوضات في سانت بطرسبرغ حيث مقر شركة غازبروم، بين نائب الوزير المولدوفي أندريه سبينو ورئيس الشركة الروسية أليكسي ميلر.
وتتزوّد مولدوفا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة وتقع بين رومانيا وأوكرانيا، تقليديا بالغاز من روسيا عبر منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا، وأوكرانيا.
لكن تعقيدات ظهرت منذ رفعت غازبروم الأسعار بنحو 43 في المئة في تشرين الأول/أكتوبر، وهي خطوة اعتبرتها حكومة مولدوفا "غير مبررة وغير واقعية" بالنسبة إلى البلد الذي يعتبر من أفقر الدول في أوروبا.
وردا على ذلك، فرضت كيشيناو الأسبوع الماضي حالة طوارئ للطاقة سمحت لها بشراء الغاز من بولندا، وهي سابقة منذ استقلال البلاد في العام 1991.
وقبل المفاوضات، قال سبينو إنه يريد الحصول من موسكو على "تصحيح" للسعر المعروض في كيشيناو.
ومساء الجمعة، أشارت وزارة الخارجية المولدوفية إلى أن الاتفاق جرى تمديده على "أساس صيغة السعر التي اقترحها الجانب المولدوفي" لكن لم تقدم أي تفاصيل حول هذه التعرفات الجديدة.
ومولدوفا الجمهورية السوفياتية السابقة، منقسمة بين مؤيدين للتقارب مع موسكو وأولئك الذين يريدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ويقول منتقدون للكرملين إن موسكو زادت من تعرفاتها لمعاقبة كيشيناو بعد انتخابات 2020 التي فازت فيها الرئيسة الموالية لأوروبا مايا ساندو.
من جهتها، تتهم موسكو كيشيناو بالتأخر في السداد وهددت بعدم تزويدها الغاز إذا لم يوقَّع عقد جديد بحلول كانون الأول/ديسمبر.
وانتهى عقد مولدوفا مع غازبروم في نهاية أيلول/سبتمبر. تم التوصل إلى اتفاق في تشرين الأول/أكتوبر، لكن الحكومة المولدوفية قالت إن موسكو ترسل كميات غاز أقل بكثير من المعتاد إلى البلاد.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين الأربعاء "لا يوجد أي تسييس" لهذه المفاوضات مضيفا "كل هذا له طابع تجاري بحت".