رحيل الشاعرة والباحثة اليمنية فاطمة العشبي عن عمر ناهز الـ 63 عاما

2021-10-25

فاطمة العشبي 

صنعاء (الجمهورية اليمنية) – الأمة برس- عن 63 عاماً، وبعد معاناة طويلة من ورم في المخ رافقها منذ ثلاثة عقود، رحلت اليوم الأثنين، في لندن، الشاعرة والباحثة فاطمة العشبي ، إحدى أكبر شاعرات اليمن، التي أسهمت خلاله في خدمة القصيدة اليمنية وقضية المرأة.

ولدت عام 1959 في قرية بيت العشبي بمحافظة المحويت في اليمن، ونشأت في منطقة ريفية واهتم بها والدها اهتزاز القبيلة الذي حرمها من التعليم وفق التقاليد فقامت بتعليم نفسها القراءة والكتابة في الخفاء وعندما علم والدها بذلك ابتهج كثيرا. وقرر فرح أن يعلمها على طريقته الخاصة، فأحضر لها مدرسًا علمها في المنزل القرآن والتايواني والفقه والسيرة والتفسير والقواعد والشعر والأدب.

واصلت بعد زواجها تعليمها الرسمي ولكن بشكل متقطع حتى التحقت بالجامعة. أحبت الشعر منذ الصغر وكانت تكتبه وهي صغيرة لكن والدها أبعدها عنها فتركته لتكتبه ثم عادت إليه وكتبت ما يقرب من ألف قصيدة وطنية واجتماعية. تعمل باحثة في مركز الدراسات والبحوث اليمنية.

من جهتها، نعت الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في صنعاء الشاعرة فاطمة العشبي ، إحدى أكبر شاعرات اليمن، التي توفت اليوم عن عمر ناهز 63 سنة ، أسهمت خلاله في خدمة القصيدة اليمنية وقضية المرأة.

وفي بيان نعي صادر عنها اليوم، أكد الاتحاد فداحة الخسارة التي خلفها رحيل شاعرة كبيرة بحجم الشاعرة فاطمة العشبي التي أثرَت القصيدة اليمنية، وأسهمت في رفد المكتبة اليمنية بعدد كبير من القصائد التي تمثل مرحلة متطورة في كتابة المرأة اليمنية للشعر.

وأشار البيان إلى مسيرة الشاعرة التي أحبت الشعر منذ نعومة أظفارها، وعملت على تعلم القراءة والكتابة في مرحلة مبكرة، واستطاعت أن تقدم نموذجا للمرأة اليمنية في تحدي ظروف واقعها وإثبات ذاتها.

ونوه البيان بما كانت تتمتع به من قوة إرادة وعزيمة مكنتها من تجاوز كثير من العقبات التي فُرضت عليها، وحاول فرضها المجتمع التقليدي، إلا أنها كانت أكبر من كل تلك التحديات وعززت من حضورها ومكانتها، ودفعت في سبيل ذلك ثمنا باهظا.

ولفت بيان النعي إلى معاناتها الطويلة من مرض السرطان لنحو ثلاثة عقود تجرعت خلالها مرارة الألم، لكنها استطاعت أن تقاوم كعادتها وتنتصر عليه إلى أن فقدت القدرة على مقاومته واستسلمت للموت.

وتطرق البيان إلى ما قدمته الشاعرة في سبيل قضية المرأة اليمنية من خلال تحديها لواقعها حدا وإصرارها على تمثل حقوقها.

وفيما نعي الاتحاد هذا الرحيل المؤلم ابتهل إلى الله العلي القدير أن يسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.

من قصائدها:

ليتَهُ ظلَّ حلماً

يسامرُني في ليالي الأرقْ

ليتني ما شعرتُ به

حين جاء إلى باب قلبي ودقْ

ليتني سئتُ ظني به

ليته في أكاذيبه ما صدقْ

كنت أحسنت فيه الجوابْ

يا أمير العقابْ

ها أنا حفنةٌ من عذابْ

والذي كان

سوف يكون حبيبي

تلاشى كما يتلاشى السرابْ

ليته ظل حلماً

وليت الزمان به ما نطقْ

كان يبدو جميلاً

تجلّى الذي ما سواه خلقْ

جاء ممتطياً صهوة الفجر

متشحا بالألقْ

قد هرعتُ إليه

وقلبي مع الأمنيات انطلقْ

حين عانقتُه

خلتُ أن الزمان احترقْ

إنّ هذا الرماد الذي

ملء صدري

حبيبي الذي لم يكن غير وهمٍ

سوى رجلٍ من ورقْ ..

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي