هند العوضي.. أول مهندسة طيران بحرينية

2021-10-22

العادات والتقاليد هي المشجب الذي يـُستخدم دوماً للحيلولة دون اقتحام المبدعات في منطقة الخليج العربي لمجالات عمل معينة من تلك التي يهيمن عليها الذكور، ويـُقال عنها إنها لا تتناسب مع طبيعة المرأة وقوتها البدنية عموماً. من هذه المجالات الهندسة، التي يقل فيها عدد الإناث عن الذكور بنسبة ملحوظة.

حينما أرادت الكويتية سارة حسين أكبر - التي وصفها الصديق الراحل د. أحمد الربعي بـ «سيدة الكويت الحديدية» بسبب دورها المشرف في إخماد حرائق آبار النفط بـُعيد تحرير الكويت سنة 1991 - أن تقتحم مجال هندسة البترول، جوبهت بمعارضة شديدة من أهلها وأقاربها ومجتمعها؛ بداعي أن التخصص في هكذا مجال يتطلب من الملتحقين به العمل والسهر والمغامرة والارتحال إلى مناطق صحراوية نائية أو مناطق في عرض البحار.

تكرر الأمر نفسه مع البحرينية هند العوضي عندما أرادت أن تحقق حلم طفولتها بدراسة هندسة الطيران كي تستخدمه سلماً لدخول مجال الفضاء. فقد قيل لها إن كلا المجالين غير ملائمين للفتيات، وقد تحرم من تكوين عائلة، غير أن هند لم تكترث بمن حاول أن يثبط عزائمها ويثني إرادتها ومضت تعمل في سبيل تحقيق طموحها.

كان هذا طبيعياً في مجتمع عربي خليجي محافظ بعكس المجتمعات الغربية التي راحت منذ عام 1921 تتعمق شيئاً فشيئاً في دراسة واستكشاف الفضاء من خلال تسخير مجموعة من الآليات والمعدات ومراكز الأبحاث لهذا الغرض، خصوصاً بعدما افترض بعض العلماء الروس والأمريكيين احتمال وجود حياة على بعض الكواكب.

أما العرب فقد تأخرت عملية خوضهم للتجربة إلى عام 1984 حينما شارك الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في رحلة مكوك الفضاء الأمريكي «ديسكفري» الذي أصبح ثالث مركبة مدارية في العالم والأقدم في الخدمة. وكان برفقته طاقم علمي من جامعة البترول والمعادن بالظهران ورائد فضاء احتياطي هو الطيار مقاتل عبد المحسن الحمد البسام. وبعد ذلك بثلاثة أعوام أي في سنة 1987 شارك السوري محمد فارس في رحلة فضائية سورية سوفييتية مشتركة، ليصبح ثاني رائد فضاء عربي.

وإذا كانت المرأة الغربية تأخرت عن الرجل الغربي في ارتياد الفضاء فما بالك بالمرأة العربية. فتجربة المرأة الغربية في الفضاء يعود تاريخها إلى عام 1963 حينما أرسل الاتحاد السوفييتي السابق مواطنته الروسية فالنتيتا تريشكوفا للدوران حول الأرض 48 مرة في المركبة فوستوك 6، فدخلت تريشكوفا التاريخ مذاك وحتى الآن باعتبارها أول امرأة تصعد منفردة إلى الفضاء الخارجي، وتعود بسلام.

ميلاد ونشأة

ولدت هند العوضي في المنامة في الحادي والعشرين من ديسمبر 1988 ابنة لعائلة مثقفة مثابرة. فوالدها هو سمير صدّيق عبد اللطيف العوضي، من عائلة العوضي المنتشر أفرادها في كل دول الخليج العربي، والتي تنحدر من بلدة «عوض» الواقعة في بر فارس العربي، الذي يسمى اليوم «محافظة فارس». وتقول صفحة عائلة العوضي على فيسبوك، إن أصولهم تعود لمهاجرين عرب نزحوا من نجد والحجاز إثر قحط وشدة أصابتهم فهاجروا واستقروا بأرض أطلقوا عليها اسم «عوض»، والتي وجدوا فيها تعويضاً عن أرضهم بالجزيرة، ثم عادوا وانتشروا في الخليج والحجاز، فبرز منهم أعلام كثر في مختلف المجالات، ومنهم من شغل حقائب وزارية كما في الكويت الدكتور عبد الرحمن العوضي وزير الصحة الأسبق، والمملكة العربية السعودية الأستاذ محمد بن محمد علي العوضي وزير التجارة والصناعة في عهد الملك فيصل، رحمه الله، ومنهم من نبغ في العلوم والتجارة والدبلوماسية والشريعة والإعلام والأدب والشعر والفن وإدارات الدولة والحقل الأكاديمي، علماً بأن سمير العوضي عمل محاسباً في شركة طيران الخليج (الناقل الرسمي لمملكة البحرين) لسنوات طويلة ترأس خلالها في سنة 2019 مجلس إدارة النقابة الوطنية للشركة.

أما والدتها فهي نهلة عبد الرحمن خليفة الفايز، ابنة المربية الفاضلة السيدة تاج (توفيت عام 2014) إحدى بنات تاجر اللؤلؤ محمد بن علي بن إبراهيم الزياني من زوجته الخامسة حصة بنت محمد بن أحمد بن هجرس، والتي عاشت معه حتى تاريخ وفاته، حيث تزوجت تاج ابن عمتها عبد الرحمن الفايز، وأنجبت له ابنتها نهلة، علماً أن تاج الزياني عــُرفت في البحرين بالنشاط في الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر وجمعية نهضة فتاة البحرين التي كانت ضمن مؤسِّساتها، كما عــُرفتْ بتأسيسها روضة أطفال ناجحة في مدينة المحرق مطلع سبعينيات القرن العشرين.

مسار علمي

تقول هند العوضي في حوار صحفي مع جريدة الأيام البحرينية (10/‏‏‏‏‏7/‏‏‏‏‏2019)، إنها حلمت منذ كانت في العاشرة من عمرها بأنْ تصبح رائدة فضاء، خصوصاً وأنها كانت تسافر كثيراً مع عائلتها بواسطة الطائرات (إلى مصر ولبنان وبريطانيا وفرنسا ودول جنوب شرق آسيا وجنوب أفريقيا)، ومذاك راحت تشارك في كل الأنشطة ذات الصلة، وبالتزامن كثفت من قراءاتها الخارجية حول الطيران والفضاء. وحينما وصلت إلى المراحل النهائية من دراستها ما قبل الجامعية، (بدأت تعليمها الابتدائي بمدرسة رابعة العدوية، وتعليمها الإعدادي بمدرسة أم سلمة، وتعليمها الثانوي بمدرسة خولة) قررت أن تختار المسار العلمي، وبمرور الأيام كان شغفها وفضولها بعوالم الفضاء والطيران الساحرة يزداد، ومعهما كانت ثقتها بنفسها تتعاظم. ومن دلائل تجذر هذا الشغف بداخلها أن والدتها كانت حريصة على أن تأخذها في عطلات الصيف المدرسية السنة تلو الأخرى إلى «مركز الشيخ سلمان الثقافي» الترفيهي للأطفال (مركز الإبداع الإلكتروني حالياً) التابع لوزارة الشباب والرياضة بمنطقة أم الحصم من العاصمة، حيث كانت تـُعقد دورات في مختلف العلوم والهوايات. في هذا المركز انضمت هند إلى قسم الفضاء والفلك، وتعلمت على يد الأم المثالية والتربوية المخضرمة والكاتبة المتميزة أمينة هاشم الكوهجي ودكتورة الطاقة المتجددة بجامعة البحرين حنان البوفلاسة وأستاذ الفيزياء بجامعة البحرين البروفسور وهيب عيسى الناصر.

بعد حصولها على الثانوية العامة في عام 2006 من مدرسة خولة الثانوية للبنات بالمنامة، حصلت على ثلاث بعثات دراسية بسبب تفوقها، لكنها رفضتها كلها؛ لأنها كانت في تخصصات بعيدة عن علوم الفضاء والطيران. فوقفت حائرة لا تدري ماذا تعمل وإلى أين تتجه. فجامعة البحرين الوطنية ليس بها كليات ذات صلة بعلوم الطيران والفضاء. ومن ناحية أخرى كان والداها معارضين لفكرة أن تتخصص في هذا المجال، بل حتى صديقاتها كن يسخرن منها كلما أفصحت لهن عن رغبتها تلك.

جاءتها النجدة في هذه الأثناء من صندوق العمل «تمكين». فالأخيرة أطلقت في عام 2006 ضمن برامجها للتنمية البشرية برنامجاً لهندسة صيانة الطائرات، كلفته أكثر من مليون دينار بحريني ومدته أربع سنوات (سنتان للدراسة النظرية وسنتان للتدريب العملي) يحصل على إثرها الخريجون على شهادة دولية في صيانة الطائرات. فالتحقت هند بالبرنامج مع 30 شخصاً، كان بينهم ثلاث فتيات هن إضافة إليها؛ فجر مفيز وأمينة بوعلاي. حتى ذلك التاريخ لم تكن هندسة الطيران ضمن اهتماماتها، لكنها وافقت على خوض التجربة من منطلق أن هندسة الطيران هي الأقرب إلى عالم الفضاء، ولأنه يمثل البوابة التي استخدمها غيرها لولوج هذا العالم المليء بالتحديات.

خطوات الحلم

وهكذا وضعت هند أولى خطواتها لجهة تحقيق ما حلمت به منذ نعومة أظفارها. فدرست واجتهدت في أكاديمية «باس» لهندسة الطيران بالمحرق، إلى أن أوفت بكامل متطلبات الدراسة النظرية، لتنتقل على إثر ذلك إلى شركة طيران الخليج لمواصلة البرنامج العملي لمدة سنتين أخريين. وفي عام 2010 كانت ضمن أول دفعة تتخرج في الأكاديمية المذكورة وتحصل على رخصة الهندسة الدولية للطيران. وعلى حين ساقت الأقدار زميلتيها فجر مفيز وأمينة بوعلاي بعد تخرجهما معها إلى وظائف إدارية بشركات الطيران، تمكنت هند من الحصول على وظيفة مفتش صلاحية طيران أول في هيئة الطيران المدني البحرينية، وهي وظيفة ميكانيكية تقوم بموجبها بالتأكد من سلامة الطائرة وجاهزيتها للإقلاع والتأكد من سلامة وكفاءة الأجهزة الميكانيكية وصيانتها واستبدالها إن دعت الحاجة، ودخلت تاريخ بلادها بهذه الصفة التي لم يسبق لأي من بنات جنسها نيلها من قبل، وفوق هذا كله نجحت في تغيير نظرة من كانوا يستهزئون بها وحولتهم من ساخرين إلى داعمين.

طموحات

هذا الإنجاز، معطوفاً على بقاء طموحاتها القديمة مشتعلة بداخلها، رفع من سقف آمالها وإيمانها بعدم وجود المستحيل، وبأن المرأة العربية ــ والخليجية تحديداً ــ قادرة على تذليل كل الصعوبات وتحقيق كل أحلامها. وبهذا الإيمان العميق وتلك الثقة القوية بالنفس راحت تفتش عما يحقق لها بقية طموحاتها، وعلى رأسها خوض مجال الفضاء.

ومن حسن حظها أن مملكة البحرين ومعها شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بدأتا في الآونة الأخيرة توليان اهتماماً كبيراً بعلوم الفضاء. ففي البحرين تمّ تأسيس «الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء» بعد أن أقرت لجنة استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية التابعة للأمم المتحدة (COPUOS) منح عضويتها للبحرين. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تمّ تأسيس وكالة الإمارات للفضاء منتصف عام 2014 بهدف تطوير قطاع فضائي وطني ينقل البلاد إلى مرحلة عملية وفكرية جديدة ويحقق لها طموحاتها في اكتشاف الفضاء، علماً بأن اهتمام الإمارات بالفضاء بدأ في السبعينيات حينما التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو، وهو اللقاء الذي توج بتأسيس شركة الثريا للاتصالات عام 1997، وشركة «ياه سات» للاتصالات الفضائية عام 2007، والتي أدمجت لاحقاً مع «مركز محمد بن راشد للفضاء».

رواد الفضاء

في يوليو من عام 2015 أطلقت قناة دبي الفضائية بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) برنامج «رواد الفضاء» لتهيئة الشباب العربي لخوض تجربة رواد الفضاء، فتم التواصل مع هند للمشاركة في البرنامج. وحول البرنامج المذكور ومشاركتها فيه، والتي عدته إنجازاً لها وللبحرين كونها كانت المشاركة البحرينية الوحيدة بين المتنافسين العرب، وقالت ما مفاده إنها دعيت للمشاركة في هذا البرنامج وهالها أن يكون هناك برنامج في الوطن العربي بذلك الحجم، وبتلك الإمكانات الضخمة، مضيفة أن البرنامج عبارة عن عدة مراحل في كل مرحلة يتأهل الأفضل للمرحلة التي تليها. موضحة: «في البداية كان عدد المشاركين 500 مشترك من جميع أنحاء الوطن العربي، وتمت التصفية لحين وصولنا إلى 50 مشتركاً ثم 24 مشتركاً، وتم استدعاؤهم لدبي لخوض التجارب النهائية لاختيار 12 شخصاً فقط، ولله الحمد تم اختياري من ضمن 12 مشاركاً لأكون البحرينية الوحيدة والبنت الرابعة من ضمن 12 متسابقاً، فهناك سعوديتان ولبنانية واحدة، سنخوض تجارب ومراحل الإعداد التي يخوضها رواد الفضاء الحقيقيون، ليكون هناك فائز واحد».

كانت صدمتها كبيرة حينما خرجت من التنافس في التصفيات الأخيرة، لكنها قبلت بما قدره الله، واعتبرته مرحلة في حياتها مضت وانتهت. لم يكن خروجها من المنافسة بسبب قصور في حماسها أو معلوماتها، وإنما كان متعلقاً فقط باللياقة البدنية. فعلى الرغم من ممارستها لرياضتي الجري والغوص، إلا أنها لم تتمكن من مجاراة المشاركين الآخرين في الرياضات القاسية من تلك التي يتم التدريب عليها في الكليات العسكرية، مثل سباق الحواجز وقيادة الآليات الثقيلة والزحف تحت السواتر الشبكية.

مواقف

سألتها صحيفة أخبار الخليج البحرينية (22/‏‏‏‏‏5/‏‏‏‏‏2019) في حوار معها عما إذا كانت قد تعرضت لمواقف حرجة خلال عملها فكان ردها: «نعم، كثيراً، أذكر منها حين واجهتنا مشكلة بإحدى الطائرات، فذهبت إلى الكابتن لشرحها له، فوجدته يطلب مني أن أحضر له المهندس المسؤول، وحينما فوجئ بأنني المسؤولة عن توقيع تلك الرحلة أصابه نوع من التشكك. وموقف آخر أذكره عندما أصيبت طائرة متوجهة إلى الكويت بعطل فني، وحين شاهدتني إحدى المسافرات وأنا أقوم بإصلاح العطل وإجراء اللازم وعلمت أنني المهندسة المسؤولة، غادرت الطائرة ورفضت السفر. وهذه المواقف تؤكد أن عملي يتطلب جهداً مضاعفاً نفسياً وجسدياً ومعلوماتياً، وطاقة عظيمة أحياناً تفوق تحملنا».

أما كلمة هند الأخيرة لبنات جنسها فهي: «حياتك خيارك فاحسني اختيارك».

شغف آخر

الجانب المشرق الآخر من سيرة هند العوضي هو أنها مشتغلة ومنشغلة في الوقت ذاته بمسار بعيد كل البعد عن الطيران والفضاء وهندسة صيانة الطائرات المدنية وما يحيط بالأخيرة من العمل وسط الآلات والمحركات والأسلاك والزيوت والعدد اليدوية. ونعني بذلك شغفها وعملها في مجال الأزياء والمجوهرات والإكسسوارات من خلال قناة خاصة باسمها على اليوتيوب جذبت حتى الآن أكثر من 70 ألف متابع ومتابعة.

حينما أعربتُ لها في مكالمة هاتفية عن استغرابي حول انخراطها في المجال المذكور، ردت بثقة قائلة ما مفاده أن لديها شغفاً بالموضة وعروض الأزياء منذ الصغر، وأنها تحاول اليوم أن تقول إن حياة المرأة المهنية شيء وما تعشقه شيء آخر، كما تريد أن تثبت للجميع أن انخراط المرأة الخليجية في التخصصات الصعبة المقتصرة عادة على الرجال يجب ألا يكون من منطلق التشبه بالرجال ومنافستهم، بمعنى أن عليها عدم نسيان أجمل ما فيها وهو أنوثتها ورقة مشاعرها وتذوقها للجمال لبساً وسلوكاً ومظهراً. أما عن مصدر ثقافة الأزياء والإكسسوارات التي تروج لها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فهو المجلات العالمية المتخصصة التي تحرص على اقتنائها أولاً بأول.

تعلم مستمر

تعيش هند اليوم بانتظار من يأخذ بيدها ويوفر لها فرصة التعليم والتدريب في المعاهد والوكالات المتخصصة في علوم الفضاء كوكالة ناسا الأمريكية للفضاء، عبر بعثة أو منحة دراسية. غير أنها في الوقت نفسه، لا يمر عليها شهر إلا وتدخل «كورساً» دراسياً أو تدريبياً في مجال هندسة الطيران. وبالتزامن مع وظيفتها في هيئة الطيران المدني، تدرس في معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية (BIBF) بهدف نيل درجة الماجستير في العلوم الإدارية، طامحة لأن ترفد الماجستير بدرجة الدكتوراه مستقبلاً.

فضل

تدين هند بالفضل في ما وصلت إليه، إلى والديها، كما تؤكد، اللذين كانا معارضين لدخولها مجال هندسة الطيران، إلى درجة أنها أخفت عنهما موضوع التحاقها بأكاديمية باس لبعض الوقت، قبل أن يتحولا إلى محفزين ومساندين لخطوتها. كما أنها من جهة أخرى، تدين بالكثير من الفضل للمجتمع البحريني الذي عاش عبر العصور مجتمعاً يؤمن بأهمية الانفتاح والتحرر والتماهي مع تطورات الزمن وظروفه المتغيرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي