"صالون زهرة".. تناول سطحي لقضية الأم العزباء في المجتمع اللبناني

2021-10-22

ما هو المسموح إذا

بيروت - حقّق المسلسل اللبناني السوري المشترك “صالون زهرة” بطولة النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم والفنان السوري معتصم النهار متابعة جماهيرية كبيرة على منصة “شاهد في.آي.بي” قبل أن تعرضه مؤخرا قناة “أم.بي.سي 4″، مستثمرة نجاح قصته التي ترتكز على الإثارة والتشويق في العلاقات بين الرجال والنساء.

وتدور أحداث مسلسل “صالون زهرة ” الذي ألفته نادين جابر وأخرجه جو بوعيد حول صالون تجميل للسيدات، وهو المكان الذي تجتمع فيه السيدات من أجل العناية بجمالهنّ والحديث عن أمور “ممنوعة على الرجال”، ويتناول بشكل خاص قصة زهرة صاحبة الصالون والصعوبات التي تواجهها في الحياة ضمن قالب رومانسي كوميدي.

والعمل المتكوّن من خمس عشرة حلقة من بطولة كل من نادين نسيب نجيم في دور زهرة، ومعتصم النهار في دور أنس، وطوني عيسى في دور يوسف، ولين غرة في دور لينا، ورشا بلال في دور مرام، وزينة مكي في دور رشا، وأنجو ريحان في دور ميسم، ومجدي مشموشي في دور عبدالله.

وبدأت قصة المسلسل بـ”زهرة”، والتي تجسّد شخصياتها نادين نسيب نجيم، مالكة صالون تجميل وهي امرأة قوية ومستقلة تعمل جاهدة من أجل كسب قوتها.

ولزهرة شقيقة اسمها ميسم متزوّجة من رجل يعنّفها ويهينها، ولديها منه ثلاث بنات، وكالعادة تضرب ميسم من زوجها ممّا يدفعها إلى اللجوء إلى شقيقتها التي تدافع عنها في كل مرة، إلاّ أن الأمور تعقّدت آخر مرة، ممّا اضطرّ زهرة بضرب زوج شقيقتها على رأسه بمزهرية.

وهكذا يقرّر زوج شقيقتها أن يتخلّص من تدخّل زهرة في حياته فيشتكيها إلى الشرطة، لتودع السجن، إلى أن استطاعت شقيقتها إخراجها منه بعد أن تعهّدت لزوجها بعدم التحدّث مع شقيقتها مرة أخرى.

قصة المسلسل ترتكز على الإثارة والتشويق في العلاقات بين الرجال والنساء

كما بدت علاقة زهرة بوالدها الذي يملك فندقا صغيرا في الحي متوتّرة ليس فقط معها بل مع جميع أبنائه، أما والدتها فقد توفّيت وتركتها لوحدها في أكثر الأوقات حاجة لها.

ومن هناك تبدو زهرة وحيدة في صراعاتها اليومية مع الحياة القاسية، بعد أن تخلى عنها والدها ثم أختها التي اختارت زوجها رغم استماتة شقيقتها في الدفاع عنها.كما بدت علاقة زهرة بوالدها الذي يملك فندقا صغيرا في الحي متوتّرة ليس فقط معها بل مع جميع أبنائه، أما والدتها فقد توفّيت وتركتها لوحدها في أكثر الأوقات حاجة لها.

زهرة التي تخفي سرا كبيرا لا أحد يعرفه، وهو سبب عدم ثقتها بالحب، تقع في حب “أنس” والذي يجسّد دوره معتصم النهار، والذي يعمل ظاهريا في تنجيد المفروشات إلاّ أنه في الحقيقة مهرّب أموال.

تستعين زهرة بمهارة أنس لتنجّد كراسي الصالون، إلاّ أنه وأثناء قيامه بعملية تهريب يضع النقود في كرسي مشابه لكرسي صالون زهرة، ومن هنا تبدأ مغامرة أنس من أجل إعادة النقود وتوصيلها لصاحبها أحد أعضاء المافيا.

لم يتوقّع أنس أن يقع في حب زهرة والتي تتأكّد من حبه لها بعد أن يقف إلى جانبها على الرغم من معرفة سرها بأن لديها ابنة وهي غير متزوجة، وأنها تعرّضت للاغتصاب ورفضت التخلّص من طفلها. وتبيّن أن هذا هو سبب انفصالها عن يوسف لحام الحي الذي كانت تربطه علاقة حب فاشلة بزهرة 

وبالعودة إلى شقيقة زهرة وبعد تعرّض ابنتها لمحاولة اعتداء جنسي، أنقذها منه أنس، تلجأ ميسم إلى زهرة مجدّدا لتساعدها، فتعود المشاكل بينها وبين زوجها الذي يطلقها ويأخذ منها ابنتيها الكبيرتين لتبقى معها الصغيرة، وهنا تكون اللحظة الفارقة في شخصية ميسم والتي تبدأ بالاعتماد على نفسها بمساعدة زهرة.

في المقابل تقع لينا السورية (لين غرة) في حب شاب لبناني وتعطيه كل شيء المال والسكن وحتى العلاقة الحميمية، إلاّ أنها تكتشف أنه يخونها في ذات الوقت الذي تعلم فيه أنها حامل، فتخبره بحملها وهي مجبرة، ليطلب منها إجهاض الجنين وبعد أن تقوم بالإجهاض، يقرّر أن يعود ويتزوّجها، فترفض لأنه كان السبب في قتل ابنهما.

نهاية سعيدة ترضي تطلعات الجمهور

وبين كل هذه الصراعات التي تحدث في صالون زهرة، يترك الجمهور أمام السؤال الأهم: أين ذهبت الدولارات؟

لتتصاعد الأحداث في الحلقة قبل الأخيرة من المسلسل بخطف أنس من قبل عصابة ظافر التي تعمل في تهريب الأموال إلى بيروت، وذلك بسبب عدم استطاعة الأخير ردّ الأموال المهربة والمخبأة في أسفل كرسي صالون زهرة، فتحطّم المافيا الصالون في محاولة لاسترداد الأموال، لكنها لا تجدها.

في الأخير تبوح ابتسام (نهلة داوود) لزهرة بأنها هي التي أخذت الخمسمئة ألف دولار لتساعد ابنها في السفر الذي هاجر إلى أستراليا وتؤمّن له حياة كريمة، ولكن تأنيب الضمير يدفعها للاتصال بزهرة لتستردّ الأموال وتخلّص أنس من عصابة المافيا. إلاّ أن قلبها يدفعها لهجره.

وفي نهاية الحلقة الخامسة عشرة يأتي أنس مترجّلا على عربة نقل ومعه ميكروفون وينادي على زهرة، معلنا حُبّه لها ورغبته في الزواج منها، وأنه لن ينصرف إلاّ بعد موافقتها، حيث يعترف لها بندمه على ما فعل، ثم يكرّر طلبه وإلحاحه بالزواج منها، لتتمنّع زهرة قليلا قبل أن تقبل في النهاية وترتدي الفستان الأبيض لينتهي المسلسل بتتويج حبهما بالزواج في نهاية كلاسيكية ترضي تطلعات المُشاهدين.

ومهما يكن من أمر المسلسل وقصته التي انطلقت قوية طارحة العديد من القضايا الاجتماعية الشائكة التي تتعرّض لها المرأة اللبنانية ومن ثمة العربية رغم ما يبدو على بعضهنّ من تحرّر، إلاّ أن نهايته أتت ساذجة وسطحية، لينتصر الحب في النهاية على الغدر والخيانة، وهو ما حصل مع لينا التي تقبل الزواج في النهاية بحبيبها، كما تقبل زهرة الزواج من أنس الذي يصفح عن ماضيها، وهي التي تعرّضت قبل سبع سنوات للاغتصاب من قبل رجل مجهول، وحملت بطفلة رفضت إجهاضها.

طفلة لا ذنب لها في كل ما يدور حولها، أبقت أمها زهرة وجودها سرا، لتعيش من دون أوراق ثبوتية معزولة ومغيّبة عن أعين المجتمع أعواما طويلة، ليطرح المسلسل، بشكل عرضي، معاناة الأم العزباء، وهو موضوع شائك لم تتطرّق له الدراما العربية إلاّ لماما، وذلك في بعض المسلسلات والأفلام التونسية التي تناولت الظاهرة بجرأة كمسلسل “حرقة” للأسعد الوسلاتي، وقبله فيلم “صمت القصور” للراحلة مفيدة التلاتلي.

إلاّ أن “صالون زهرة” تناول المشكلة بسطحية محملا المرأة مرة أخرى مسؤولية خطأ لم ترتكبه، ليكون الحل في النهاية بيد الرجل المنقذ سواء كان المغتصب الذي يمنحه القانون اللبناني إمكانية الزواج ممّن اغتصبها بدل سجنه، أو من خلال رجل شهم كأنس يتزوّجها ويقبل بها وبابنتها “اللقيطة”!







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي