التوترات شرقي المتوسط تقترب من مرحلة الغليان

الجزيرة
2021-10-06

الصورة (ارشيفية)

قالت "التايمز" (The Times) البريطانية إن نزاعات عديدة تختمر في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وتضع المنطقة التي تعتبر ملتقى لحضارات عديدة على شفا الغليان.

وأشارت الصحيفة -في تحليل كتبه محررها للشؤون الدبلوماسية روجر بويز- إلى أن النزاعات المتعددة التي تشهدها المنطقة الآن -والتي من ضمنها التدافع على ثروات الغاز الطبيعي الموجودة تحت سطح البحر والخوف المتنامي من موجة هجرة جديدة والهزة التي شهدتها بعض التحالفات العسكرية مؤخرا وعدم الاستقرار الذي يعيشه لبنان وجراح سوريا المفتوحة، إضافة إلى الخلافات القديمة بين اليونان وتركيا- تشكل كلها هديرا سريا يقترب من مرحلة الغليان.

وقال بويز إن الاتحاد الأوروبي اختار غض الطرف عن الأحداث المذكورة آنفا، ثم غيّر موقفه قبل بضعة أسابيع عندما باع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 3 فرقاطات حربية جديدة لليونان، في خطوة من شأنها تغيير ميزان القوى بين البحرية اليونانية والتركية.

وأوضح أن صفقة السلاح الفرنسية مع اليونان لم تقتصر على الفرقاطات، بل شملت 24 طائرة حربية من طراز "رافال" (Rafale) طلبتها اليونان بالفعل، كما تضم الصفقة شرطا للدفاع المتبادل يوافق بموجبه الطرفان الفرنسي واليوناني على الدفاع عن الآخر إذا هاجمه طرف ثالث.

وعلق الكاتب بأن على أنقرة أن تكون حذرة، إذ يبدو أن ماكرون قد وجد أخيرا طريقة لاختبار ما يصر على تسميته بالحكم الذاتي الإستراتيجي لأوروبا، وأن هناك حلفا ضد تركيا قد تشكل في المنطقة يضم فرنسا واليونان وإسرائيل ضمن دول أخرى.

تحالفات جديدة

وأشار إلى أن انسحاب أميركا المفاجئ من أفغانستان، دفع الدول الأصغر في حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) للتساؤل عن مدى التزام واشنطن بالدفاع عنها، خاصة أنه حتى في الأوقات الأفضل، لم يكن الناتو والولايات المتحدة مستعدين للتدخل في أي خلاف ينشب بين دولتين متجاورتين من أعضاء الحلف.

وأبرز الكاتب أن هناك جملة من الأمور فاقمت مشاكل المنطقة، منها أن الولايات المتحدة اختارت التركيز على محاربة جائحة كورونا وقضية المناخ والتصدي للصين، غير عابئة بما سوى ذلك من المشاكل التي تراها أصغر.

ويعلق بويز بأنه لا مكان للفراغ في عالم مليئ بالمستبدين المفترسين، فإذا كان الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى الإرادة للضغط من أجل التوصل إلى تسوية بين تركيا واليونان بشأن قبرص، فإن ذلك قد ينتج مأزقا في الجزيرة المتنازع عليها، ويفسح المجال للروس لاستخدام نظامهم المصرفي لتبييض الأموال وإخفاء ثرواتهم.

وفي نفس السياق يقول إنه حين تتعامل الولايات المتحدة مع المشكلة في سوريا بعدم اكتراث، فإن روسيا ستملأ الفراغ وتدير أمور البلد.

ويخلص المقال إلى أن العالم يشهد الآن تفكك تحالفات وبناء أخرى بوتيرة سريعة، وأن سياسات ماكرون لا تقتصر على صفقته مع اليونان فحسب، بل قد تقود إلى توسيع الانشقاقات في الناتو الذي سبق أن وصفه بأنه ميت عقليا، كما قد تؤدي إلى نفور الدول الأعضاء من أي قيادة تحت مظلة الولايات المتحدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي