قبائل الماوري يحاكون نهر «وانغانوي» وصخرة «توكا» في أوتيروا نيوزيلندا

2021-09-30

في ثقافة الماوري، كل شيء له مبدأ الحياة المتأصل في نظام الطبيعة. وتصوّر طقوس Tāngaengae علاقة البشر بعالم الطبيعة، مصحوبة برقصات poi (كرات منسوجة تتدلّى من حبال)، حيث تتداخل مع طقوس محددة لاضفاء روح الحياة في أركان جناح أوتيروا نيوزيلندا الذي استعد لانطلاق فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي، في حفل تضمن فقرة العيّالة الإماراتية، تلتها طقوس Tāngaengae قدّمها أبناء قبيلة«وانغانوي إيوي».

وستدعو أوتيروا نيوزيلندا الضيوف للاستمتاع بتجربة الزوار الغامرة في جناحها لتعميق فهمهم لثقافة البلاد وشغفها بالابتكار، والتزامها الراسخ بمفهوم «رعاية الإنسان والمكان»، والتي تتمثّل في الروح البيئية لشعب الماروي وأن هناك رابطاً قوياً مع الطبيعة، وستمنح التجربة الزوار الفرصة الاطلاع علي شمولية وتعدد الثقافات للمجتمع النيوزيلندي.

وقال جيرارد ألبرت، زعيم قبيلة «وانغانوي»، «سيُلهم نبض الحياة التي أثارتها طقوس Tāngaengae زوار جناح أوتيروا نيوزيلندا، وتمنحهم نفس احساسنا في الارتباط مع الطبيعة، حيث إن مقولتنا المأثورة التي تصون قبيلتنا هي "أنا النهر والنهر أنا" (Ko au te Awa, ko te Awa ko au). وتعبّر عن الرابط القوي والفطري بالطبيعة،  ونحن على ثقة بان الجميع يتشاركون فيه».

تجربة جناح أوتيروا نيوزيلندا

تجسيداً لجوهر الإبداع والابتكار، تجمع تجربة جناح أوتيروا نيوزيلندا بين الصوت والصورة والتأثيرات الحسية، لتضفي حيوية نابضة على موضوعها الرئيسي "رعاية الإنسان والمكان". واستناداً إلى الروح والثقافة البيئية kaitiakitanga للسكان الأصليين، وفهم أن البشر والطبيعة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، سينغمس الزوار في تجربة ثرية تدعوهم لإعادة التفكير في علاقتهم مع الطبيعة بينما يستكشفون زوايا الجناح وأروقته.

ويسرد جناح نيوزيلندا قصة مثيرة للذكريات استُلهمت من المكانة القانونية المرموقة والأولى في العالم التي مُنحت لنهر "وانغانوي"، أحد أهم الموارد الطبيعية في البلاد وأول نهر في العالم يكتسب شخصية اعتبارية قانونية. وبموجب قانون Te Awa Tupua للعام 2017، تم الاعتراف بالنهر باعتباره كائناً مادياً حياً وغير قابل للتجزئة، مع ضرورة العمل للحفاظ على صحة النهر ورفاهيته بشكل أفضل.

وتهدف كل مساحة في الجناح، إلى جعل الزوار يفكرون في علاقتهم بالبيئة والطبيعة، والشعور بهذه الروح والتواصل معها حتى يتمكنوا من ترك العالم في حال أفضل للأجيال المقبلة.

وقال كلايتون كيمبتون، المفوض العام لجناح نيوزيلندا في معرض إكسبو 2020 دبي: إن «جناح نيوزيلندا تجربة غامرة تحتوي على مزيج مبتكر من التكنولوجيا الجديدة التي تتناغم مع ثقافة السكان الأصليين وسرد القصص. ولقد سمح لنا شعب وانغانوي بمشاركة قصتهم نيابة عن أوتيروا نيوزيلندا. ونتطلع لمشاركة هذه القصة العالمية مع زوار إكسبو 2020 دبي، وحاجتنا لحماية ورعاية الإنسان والمكان من أجل الأجيال المقبلة».

وأضاف «نأمل بأن تجربة زيارة جناح نيوزيلندا ستعزز لدى الزوار الرغبة في معرفة المزيد عن أساليب الابتكار وطرق العمل معا لحل التحديات العالمية» .

الإنسان والبيئة

ومن موقعه في منطقة الاستدامة، يستعرض التصميم المعماري المبتكر لجناح نيوزيلندا ذلك الرابط بين الإنسان والبيئة. وتتحرّك واجهة الجناح على وقع أنغام صوتية ذات تردد منخفض لتعطي انطباعاً بأن الجناح ينبض بالحياة والحركة الدائمة. ويعبّر ذلك عن مبدأ الحياة للماوري، أو قوة الحياة المفعمة داخل الجناح.

وأوضح جيرارد ألبرت، زعيم قبيلة وانغانوي: إن «الماوري يمثل مبدأ الحياة للنظام العالمي، ونحن جزء منه إلى جانب جميع العناصر الطبيعية. وعند الدخول إلى الجناح، يبدو كما لو كنت تدخل إلى نشأتك، وتعود إلى نفسك لفهم هذا الارتباط مع مبدأ الحياة الذي نشاركه مع الطبيعة».

وسيتم اصطحاب الزوار إلى مساحة ذات جدران مزخرفة مصنوعة من الصوف القوي المستدام الذي توفره شركة T&R  لأنظمة التجهيزات الداخلية. وتمتاز ألواح امتصاص الصوت ثلاثية الأبعاد بأنها متجددة وقابلة للتحلل البيولوجي بنسبة 100%. وفي هذه المساحة، سيتمكن الزوار من قضاء بعض اللحظات للاسترخاء وتجديد نشاطهم بعيداً عن حرارة الطقس والضوضاء والصخب خارج الجناح، وكذلك الاستمتاع بنسمات الهواء العليل والهدوءقبل متابعة استكشاف أرجاء الجناح.

وينتقل الزوار بعد ذلك إلى منطقة تفاعلية رقمية، يرون فيها شكلهم الخاص يحل محل الإسقاطات الرقمية للطبيعة وطاقتها النابضة - وهو تمثيل لكيفية تأثيرنا أو تصادمنا أو اعتراضنا لمجرى الطبيعة وسلامتها. وفي نهاية القاعة الطويلة، سيرى الزوار أنفسهم منعكسين على جدار زجاجي، حيث تظهر أمامهم كلمة "أنا" باللغتين الإنكليزية والعربية، تتخللها كلمة "KO AU" بلغة الماروي، لتمنح الضيوف دعوة مفتوحة للشعور والاندماج في شيء أكبر.

ويتبين هذا الشيء الأكبر في المساحة التالية، وهي قاعة بها ماء يسقط من ارتفاع 9 أمتار على جانبي الزائر، كتمثيل لنهر وانغانوي، Te Awa Tupua. وهنا، سيتعرف الزوار على تشريعات نهر "وانغانوي"، وكيف شاركت قبيلة "وانغانوي إيوي" مجموعة من قيم السكان الأصليين، وتضمينها في القانون. ويحظى الزوار بدعوة للتفكير على نطاق أوسع في علاقتهم مع البيئة – وهي فكرة تبيّن أن رفاهية البشرية مرتبطة فطرياً بالطبيعة.

صخرة «توكا»

وتظهر وسط القاعة صخرة «توكا» التي تم احضارها إلى دبي من جبل «تونغاريو» منبع نهر وانغانوي. ويتمركز مبدأ الماوري للحياة هنا، وهي النقطة التي ينطلق منها صوت نبض الجناح.

المساحة التالية في رحلة الزائر هي قاعة العرض، وهي تجربة سمعية وبصرية متطوّرة مدتها ست دقائق، تنقل الزوار وكأنهم جزء من رواية القصص متعددة الأبعاد حول شغف نيوزيلندا بالابتكار من أجل رعاية الإنسان والمكان. ويبدأ الفيلم بقائدة شابة من قبيلة "وانغانوي إيوي" تدعى ناروما، وهي تغوص في نهر وانغانوي، وتهتف قائلة: «أنا النهر، النهر أنا».

ويتدفق النهر بصرياً إلى البحر، في حين يرحّب بالضيوف حوت أحدب وضخم بحجمه الطبيعي. ويقدم الفيلم رمزاً للترابط بين الإنسان والأرض والأنهار والبحر.

ثم تأخذ ناروما الزوار في رحلة قصصية ترتكز على قطاعات عديدة وتتطرّق إلى جوانب النزاهة والبراعة والرعاية والإبداع في نيوزيلندا، بما في ذلك برنامجها لإطلاق رحلات الفضاء والأقمار الاصطناعية، وممارسات الزراعة المتجددة، وبعض تقنيات الرعاية الصحية المتطورة في البلاد.

وتتخلل ناروما الرحلة بلقطة غامرة بزاوية 360 درجة للنهر، وسرد قصصي عن جهود قبيلتها للحصول على الجوهر الحقيقي للاعتراف بالنهر، مما يسمح لها بالبدء في الاستشفاء. ويؤدي هذا السرد الصادق والقوي في نهاية المطاف إلى انضمام ناروما بثقة وقوة مع قبيلتها في دعوة لجميع الشعوب للمشاركة في علاقة أعمق مع الطبيعة ومع بعضهم البعض.

وقال كارل جونستون المدير الإبداعي للجناح من شركة «Haumi»، إن «أسلوب السرد القصصي وتصميم تجربة الزوار في جناح نيوزيلندا يتمحور كلياً حول شخصيتنا التي نمثلها بشكل جوهري؛ وتمثيل قصتنا بكل أصالة بدلاً من مجرد التحدث عن ثقافة البلاد. ونأمل أن تؤدي مشاركة نظرتنا للعالم بهذه الطريقة إلى إلهام الناس من جميع أنحاء العالم للمشاركة وإدراك بل واستلهام ما هو في الأساس سرد قصصي عالمي».

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي