بعد فشل صفقة الغواصات.. هل لا تزال فرنسا قوة عظمى؟

France’s Power Is Questioned After Failed Submarine Deal
2021-09-27

فشل إبرام صفقة الغواصات مع أستراليا يثير تساؤلات بشأن وجود انقسام يصعُب تجاوزه بين رؤية فرنسا لنفسها على الصعيد العالمي وقوتها الفعلية على الأرض.

تناولت صحيفة «نيويورك تايمز» تداعيات فشل فرنسا في إبرام اتفاقية مع أستراليا من أجل تزويد كانبرا بغوَّاصات تعمل بالطاقة النووية، وذلك في تقرير أعدَّه نوريميتسو أونيشي، مراسل الصحيفة الأمريكية في العاصمة الفرنسية باريس، الذي خلُص إلى أن تراجُع قوة فرنسا يُعد من بين الموضوعات التي غالبًا ما تظهر على الساحة، لا سيما أثناء الانتخابات، وأن التيارات اليمينية ونظيرتها اليمينية المتطرفة تروِّج لهذا التراجع.

يستهل الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن نوبات الغضب التي اندلعت في فرنسا بشأن إبرام اتفاق أمريكي سري لتزويد أستراليا بغوَّاصات تعمل بالطاقة النووية، تطرح سؤالًا واحدًا مفاده: هل يمكن أن نضع أيدينا على موضع الخلل؟

وبعد كثير من الحذر في فرنسا بشأن هذا الموضوع، طرحت صحيفة الرأي (L’Opinion) في مُقدِّمة صفحتها الأولى سؤالاً مألوفًا لأي شخص يعرف شخصية «سنو وايت»، وهو: «أيتها المرآة المُعلَّقة على الجدار، أخبريني إذا كنت ما أزال قوةً عُظمى!».

لماذا يراود الفرنسيين شعورٌ بالعظمة؟

وينوِّه الكاتب إلى أن أوروبا مليئة بالقوى الإمبريالية السابقة المُضمحِلَّة. ولكن فرنسا تشبَّثت بقوتها أكثر من غيرها في الماضي بوصفها قوة عظمى، ولا تزال تنظر إلى نفسها باعتبار أنها تحظى باهتمام عالمي، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى ممتلكاتها الإقليمية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ومنطقة البحر الكاريبي. ونظرًا إلى تشبُّعها بشعور من العظمة، تعود فرنسا بذاكرتها إلى عصر التنوير للحديث عن مكافحة الظلامية في عالمنا المعاصر، كما تُقدِّم عالميتها العلمانية بوصفها نموذجًا للمجتمعات الحديثة. وغالبًا ما تؤكِّد على ثِقلها الجغرافي السياسي، على الرغم من أنها تُبالغ في ذلك.

ويُظهِر السؤال عمَّا إذا كانت فرنسا لا تزال قوة عظمى كيف تستمر أمجاد باريس السابقة في تشكيل عقليتها الوطنية. وعلى الجانب الآخر، يُعد تكرار تأكيد أن فرنسا تعاني من تدهور وجودي، أحد الموضوعات الأكثر فعالية في السياسات الداخلية في فرنسا، والتي غالبًا ما تقودها تيارات يمينية وأخرى يمينية متطرفة.

ولذلك، أجبرت الأزمة المتعلقة بالغواصات فرنسا على أن تنظر إلى المرآة لتسعى وراء حقائق غير مريحة، بدلًا من أن تقبل بغموض مريح. ويطرح الكاتب سؤالًا: هل هناك انقسام لا يمكن تجاوزه بين رؤية فرنسا لنفسها وقوتها الفعلية؟

ويجيب: أبعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا فرنسا عن المشهد، بعد أن تفاوضت البلدان الثلاثة سِرًّا على اتفاق لتزويد أستراليا بغوَّاصات تعمل بالطاقة النووية، ما أسفر عن فسخ اتفاقٍ سابقٍ بين فرنسا وأستراليا ومحو ما عَدَّه الفرنسيون إطارًا لإظهار القوة في المحيط الهادئ على مدى عقود قادمة.

ولم يعلم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعضاء آخرون في حكومته بالاتفاق الجديد إلا قبل ساعات فقط من إعلان الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا عنه، بحسب التقرير.

وفي بيان مُشترَك صدر بعد أن تحدَّث ماكرون والرئيس الأمريكي بايدن هاتفيًّا يوم الأربعاء، بدا أن الولايات المتحدة تعترف بهذه الإهانة. واتَّفق الأمريكيون على أنه كان ينبغي إجراء «مشاورات مفتوحة»، والتزم بايدن باتخاذ هذا الإجراء في المستقبل. ولكنَّ هذا التصريح لا يُمثِّل إلا تطييبًا لخاطر باريس، حسبما يرى الكاتب.

لقراءة بقية الخبر أذهب إلى:ساسة بوست







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي