انقلاب في الكونجرس.. ماذا تعني عرقلة تمويل القبة الحديدية الإسرائيلية؟

ستراتفور - الخليج الجديد
2021-09-24

يحاول التقدميون الديمقراطيون إعادة ضبط الدعم الأمريكي التقليدي من الحزبين لإسرائيل، رغم أن التغييرات السياسية الحقيقية قد تحدث بعد الانتخابات المستقبلية في عامي 2022 و2024، والتي يمكن أن تتمخض عن مقاعد تقدمية كافية لفرض تغييرات أعمق في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

وفي 21 سبتمبر/أيلول، سحب أعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي تمويلا عسكريا بقيمة مليار دولار لإسرائيل من مشروع قانون لتمويل الحكومة الأمريكية، وذلك بعد بعد أن هدد الديمقراطيون التقدميون الذين عارضوا البند بحجب التصويت على مشروع القانون.

وكانت هذه هي المرة الثانية التي حاول فيها نفس المجموعة من الديمقراطيين منع المساعدات الأمريكية لإسرائيل. وفي مايو/أيار أثناء حرب غزة، حاول نفس التجمع منع بيع أسلحة أمريكية دقيقة بقيمة 735 مليون دولار إلى إسرائيل، بالرغم أن الصفقة تمت في النهاية.

 وبينما قللت إسرائيل من أهمية هذه الخطوة، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب "ستيني هوير" إنه سيقدم التمويل في مشروع قانون منفصل. ولكن هذه الخطوة تمثل انقطاعا عن التقاليد السياسية الأمريكية وتشير إلى استعداد التقدميين منع حتى مبيعات أنظمة الأسلحة الدفاعية إلى إسرائيل.

وتمت الموافقة على مشروع قانون التمويل بمجموع أصوات 220 مقابل 211 حيث عارضه الجمهوريون. وأتاح هذا الهامش الضئيل للتقدميين، وهي مجموعة تضم 95 عضوا، فرصة فريدة لاستخدام عددهم لإجبار المجلس على الخروج عن المألوف.

وكانت القبة الحديدية الإسرائيلية قد تم استنزافها خلال حرب غزة الأخيرة. وتقليديا، تقدم الولايات المتحدة الأموال لإعادة تسليح القوات الإسرائيلية بعد خوض مواجهات كبيرة مع خصومها الإقليميين، بما في ذلك بعد حربي غزة 2009 و2014 وحرب 2006 مع حزب الله.

وفي حين أنه من المرجح أن يتم تمويل القبة الحديدية من خلال تشريعات أخرى، فإن التغييرات الديموغرافية والسياسية في الولايات المتحدة ستستمر في تعزيز الفصيل التقدمي في الحزب الديمقراطي، والذي من المرجح أن يستمر في محاولة منع المزيد من المساعدات لإسرائيل.

ومع الانقسام في الكونجرس، يمكن أن تصبح التشريعات المستقبلية المؤيدة لإسرائيل موضع اعتراض من قبل هؤلاء التقدميين، خاصة إذا لم يشارك الجمهوريون مع الديمقراطيين في التصويت على التشريعات التي قد تتضمن تقديم المساعدة لإسرائيل.

علاوة على ذلك، قد يؤدي تأثير هؤلاء التقدميين في اللجان إلى إبطاء الموافقة على صفقات الأسلحة أو صفقات إعادة الإمداد لإسرائيل. ومع ذلك، إذا انضم الجمهوريون إلى المزيد من الديمقراطيين الوسطيين للتصويت لصالح المساعدة الإسرائيلية، فلن يتمكن التقدميون من منعها 

واعتادت إسرائيل على دعم قوي من الحزبين في الولايات المتحدة، لكن الرأي العام الأمريكي يتغير، مدفوعا بآراء سياسية جديدة تتطور بين الناخبين الشباب. وساعد هؤلاء الناخبون في دعم مقاعد المجموعة التقدمية من الديمقراطيين الذين شككوا في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وطالبوا بتغييرات في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

ويمكن للانتخابات المستقبلية في 2022 و2024 أن تقوي هذا الفصيل من الديمقراطيين إذا حصلوا على المزيد من مقاعد الكونجرس عبر إعادة تشكيل الرواية الوطنية حول إسرائيل لتحفيز الديمقراطيين على تغيير موقفهم من المساعدات الإسرائيلية.

ومن غير الواضح كيف ستنتهي انتخابات التجديد النصفي والانتخابات الوطنية في عام 2024، لكن إذا كانت لصالح التقدميين، فقد يقلبون الدعم الأمريكي التقليدي لإسرائيل. ومن المرجح أيضا أن يؤدي صراع فلسطيني إسرائيلي رئيسي آخر إلى زيادة تآكل الدعم العام الأمريكي لإسرائيل، ما يفسح المجال لأن يشكك المزيد من السياسيين الأقرب إلى الوسط في العلاقات الأمريكية مع إسرائيل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي