دراسة: أعراض انسحاب التوابل أكثر حدة من القنب

محمد منصور
2021-09-22

أفادت دراسة جديدة أجراها علماء النفس في جامعة باث البريطانية بأن مخدر التوابل، وهو الاسم الشائع لمجموعة عقاقير صناعية مصممة في الأصل لتقليد تأثيرات القنب، أكثر ضرراً من القنب ذاته، إذ يعاني مستخدموه أعراض انسحاب أكثر حدة عند محاولة الإقلاع عنه.

وأفاد أكثر من ثلثي المشاركين في الدراسة (67%) ممن حاولوا التخلي عن مخدر "التوابل" والمعروف أيضاً باسم "الجوكر"، بأنهم عانوا 3 أعراض انسحاب على الأقل بعد محاولة الإقلاع عنه، بما في ذلك مشاكل النوم والتهيج وضعف الحالة المزاجية. وكان هذا أسوأ بكثير من الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن مخدر الحشيشة.

والتوابل هو اسم عام يُطلق على فئة من العقاقير تُعرف باسم "ناهضات مستقبلات القنب الصناعية" ويتم إنتاج هذه العقاقير صناعياً، ويتم رشها عادة على مادة عشبية تشبه القنب ويمكن تدخينها.

نظراً لسهولة الوصول إليها ولتجنب الكشف عن اختبارات الأدوية، تُستخدم التوابل أحياناً كبديل للقنب أو غيره من العقاقير، لا سيما بين الأشخاص المشردين أو المسجونين.

وعلى الرغم من أنها تعمل على مستقبلات الدماغ نفسها، فإن التوابل أقوى بكثير من الحشيش، ما قد يجعلها أكثر إدماناً ويزيد من شدة الانسحاب.

والانسحاب تجربة أعراض مزعجة عند التوقف المفاجئ أو التدريجي عن تناول عقار تم استخدامه بكميات كبيرة لفترة طويلة من الزمن.

انسحاب أكثر حدة

وتحدث الأعراض الانسحابية عندما يحاول الجسم التكيف مع عدم وجود تأثيرات دوائية، ويمكن أن تستمر لمدة أسبوعين تقريباً، وقد تدفع الأشخاص إلى استخدام المزيد من الدواء لتخفيف هذه الأعراض. فكلما زادت حدة أعراض الانسحاب، كان من الصعب التوقف عن استخدام هذا الدواء.

في هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة علم الأدوية النفسية، طلب باحثون من مجموعة الإدمان والصحة العقلية في قسم علم النفس بجامعة باث عيّنة من المشاركين الذين يستخدمون كلاً من "التوابل" والقنب لمقارنة آثارهم عبر مقاييس مختلفة.

 تم تصميم تقييماتهم للإشارة إلى مدى احتمالية أن يتسبب الدواء في ضرر طويل المدى، مثل مدى خطورة أعراض الانسحاب، ومدة استمرار التأثيرات، ومدى سرعة تطور التحمل،كما سألوا المشاركين عن أعراض الانسحاب التي عانوا منها عند محاولتهم التوقف.

صنف المشاركون باستمرار تأثيرات "التوابل" على أنها أكثر ضرراً من القنب، إذ أشاروا إلى أن هذه التأثيرات كانت أسرع في الظهور ولكن مدتها كانت أقصر من القنب.

ومع ذلك، أفاد المشاركون بأن تحمّل التأثيرات يتطور بسرعة أكبر بالنسبة للتوابل، ما يعني أن الأشخاص قد يضطرون إلى استخدام جرعات أكبر بشكل منتظم لتحقيق التأثير نفسه كما كان من قبل.

وصنف المشاركون أيضاً أعراض الانسحاب بأنها أكثر حدة مقارنة بالقنب، ما يعني أنه قد يكون من الصعب عليهم الإقلاع عن تدخين المخدر.

المشاركون أفادوا بأنهم عانوا من أعراض بعد محاولة التوقف عن استخدام التوابل، بما في ذلك مشاكل النوم والتهيج وتدني الحالة المزاجية وخفقان القلب والشغف (رغبة قوية في استخدام المزيد من الدواء).

تضمنت الدراسة 284 شخصاً شاركوا في المسح العالمي للأدوية، وحاولوا سابقاً التوقف عن استخدام ذلك النوع من المخدر.

وتعد هذه هي أكبر دراسة عن انسحاب "التوابل" تم إجراؤها على الإطلاق، وأول دراسة تقارن شدة الأعراض بأعراض الحشيش.

وتحدد هذه النتائج أعراض الانسحاب الحادة باعتبارها مشكلة سريرية رئيسية بين الأشخاص الذين يستخدمون التوابل، كما تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير علاجات فعالة لمساعدة مدمني تلك المواد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي