هل تفلح أفغانستان في إذابة الجليد بالعلاقات التركية الأمريكية؟

2021-09-18

وصلت العلاقات بين أنقرة وواشنطن إلى أدنى مستوياتها تاريخيا. ويحدد السياق فك التزاوج الجيوسياسي، وتراكم الإحباطات، وتكاثر الأزمات. ومنذ بعض الوقت، تبحث تركيا عن أزمات جيوسياسية مفيدة لتذكير الولايات المتحدة بأهميتها؛ مواقف توفر نفوذا لتحقيق مكاسب على جبهات أخرى دون المخاطرة بالمصالح التركية الأساسية. وتعتبر الأزمة الأوكرانية مثالا على ذلك؛ حيث تتبنى تركيا موقفا مؤيدا لأوكرانيا، وتعمل إلى حد كبير كقوة تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وتعتبر أنقرة أفغانستان انفتاحا جيوسياسيا آخر لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة.

تدور العلاقة أحادية البعد إلى حد كبير بين الولايات المتحدة وتركيا حول الأمن والجغرافيا السياسية؛ حيث تقع الأزمات الرئيسية أيضا. ففي سوريا، على سبيل المثال، ينظر كل منهما إلى الشركاء المحليين للآخر من خلال عدسة الإرهاب. وعندما حصلت تركيا على نظام الدفاع الجوي الروسي "إس-400"، فرضت واشنطن عقوبات عليها بموجب "كاستا" (قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات ). لقد أثارت هذه التطورات جدلا -سواء في الغرب أو في تركيا- حول مكانة تركيا ومستقبلها في المؤسسات الغربية، وتحديدا حلف "الناتو".

بعد توليه منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، عامل الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وفريقه تركيا بجفاء في البداية. ردت تركيا بـ"هجوم السحر" (حملة دعائية للتأكيد على جاذبيتها أو جدارتها بالثقة)؛ فأرسلت سلسلة من الرسائل الإيجابية. على سبيل المثال، دافع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بحماس عن حلف "الناتو" خلال قمته في يونيو/حزيران.

وتماما كما أدى فك التزاوج الجيوسياسي إلى فصلهما عن بعضهما البعض، يبدو أن أنقرة تعتقد أن التقارب والتعاون في الاستجابة لأزمة جيوسياسية كبرى يمكن أن يقرب بين تركيا والولايات المتحدة مرة أخرى أو يقرب بينهما بعض الشيء على الأقل. بعبارة أخرى، يمكن أن تشكل أزمة جيوسياسية وسيلة لتحسين الأجواء بين الأتراك والأمريكيين. 

وهذا يفسر سبب حرص تركيا على البقاء في أفغانستان عندما كان جميع حلفائها في "الناتو" يستعدون للمغادرة. وتسعى أنقرة إلى توثيق العلاقات مع "طالبان"، ولا تزال تطمح إلى لعب دور في إدارة مطار كابل، وهو أمر حاسم للوجود الدبلوماسي الغربي وربط أفغانستان ببقية العالم. وتجري تركيا وقطر و"طالبان" محادثات حول هذا الموضوع.

تأمل أنقرة أن تسمح "طالبان" لها بتشغيل المطار على الأرجح بالشراكة مع قطر. تود أنقرة أن يتضمن دورها بُعدا أمنيا أيضا، لكن "طالبان" حذرة للغاية في هذا، وتريد تقليل الجانب الأمني على افتراض موافقتها على الأمر.

تُظهر أنقرة حاليا مرونة في مساعيها لتأمين دور في أفغانستان. وقال الرئيس "أردوغان" إن تركيا قد تجد صفقة ثنائية مع أفغانستان مماثلة لتلك التي وقعتها في عام 2019 مع حكومة "الوفاق الوطني" الليبية بشأن التعاون الأمني ​​والحدود البحرية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي