ستراتفور: قمة بغداد تبشر بتحسن التعاون الخليجي

2021-09-02

يمكن للعلاقات الودية التي ظهرت في مؤتمر بغداد الأخير أن تبشر بتعاون أعمق وتحسين للاستقرار عبر الخليج العربي في حالة التقارب السعودي الإيراني.

وشارك في مؤتمر بغداد، في 28 أغسطس/آب، شركاء ومتنافسون من الشرق الأوسط اجتمعوا معا لمناقشة الهدف المشترك المتمثل في تحقيق استقرار أكبر للعراق.

وبالرغم من ورود تقارير عن أن المسؤولين السعوديين والإيرانيين لم يلتقوا مباشرة، إلا أنهم كانوا حاضرين في الحدث. كما التقى وزير الخارجية الإيراني بمسؤولين من كل من الكويت والإمارات، وهما من أقرب الجيران للسعودية.

وشارك في المؤتمر مسؤولون رفيعو المستوى من مصر والأردن وقطر وفرنسا والكويت والإمارات والسعودية وإيران والعراق وتركيا. وركزت المناقشات على الأهداف المشتركة بين المتنافسين الإقليميين، وهو أمر نادر في الشرق الأوسط.

وتم الترويج للقمة باعتبارها المرة الأولى التي يُعقد فيها مؤتمر في بغداد يركز على العراق، وهي شهادة على كيفية تعزيز استقلال بغداد النسبي في الأعوام الأخيرة بعد خروجها من الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

 وخلال القمة، ضغط العراق من أجل الوساطة بين السعودية وإيران، وهو ما من شأنه أن يفيد بغداد ويساعد على استقرار المنطقة.

ويعتقد العديد من القادة العراقيين أن استقرار العراق يعتمد على دول إقليمية قوية مثل السعودية وإيران، ويعكس أمل الحكومة العراقية في التقارب السعودي الإيراني، وهو ما صرحت به بغداد علنا قبل المؤتمر، كيف أثرت الحرب الباردة التي دامت عقودا بين الرياض وطهران على الشرق الأوسط الأوسع.

وبحسب ما ورد، جرت أول محادثات بين إيران والسعودية منذ أعوام في العراق في وقت سابق من هذا العام. وكان المسؤولون العراقيون يأملون في أن تشهد قمة 28 أغسطس/آب استئنافا علنيا لهذه المحادثات. وقال سفير إيران في العراق يوم 30 أغسطس/آب إن الجولة التالية من المحادثات الثنائية الإيرانية السعودية مقررة وستعقد في العراق.

ومكنت التحديات الأمنية في العراق القوى الإقليمية الأخرى من اكتساب نفوذ سياسي في البلاد من خلال تقديم الدعم الاقتصادي والعسكري. وقد رسخت إيران، على وجه الخصوص، نفسها بعمق في بغداد من خلال الميليشيات المختلفة التي تعمل بالوكالة. لكن السعودية ودول الخليج العربي الأخرى سعت أيضا، وإن كانت أقل نجاحا، إلى خلق نقاط نفوذ مماثلة في العراق.

ويمكن للتقارب السعودي الإيراني أن يحد من تصاعد العنف في عدة مسارح بما في ذلك العراق واليمن، ما يسهل أيضا على الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى سحب القوات العسكرية من المنطقة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي