بمشاركة الأردن والخليج... ما مدى إمكانية تدشين "ناتو" بين تل أبيب ودول عربية؟

2021-08-31

التحالف الذي سيكون أشبه بحلف شمال الأطلسي "ناتو"

في ظل المساعي الإسرائيلية لتأمين نفسها بشكل أكبر، اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت على الرئيس الأمريكي جو بايدن إقامة تحالف عسكري مشترك.

التحالف الذي سيكون أشبه بحلف شمال الأطلسي "ناتو"، يضم إسرائيل إلى جانب بعض الدول الخليجية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وفقا لقناة "كان" الرسمية الإسرائيلية.

وقال مراقبون إن التحالف العسكري الذي تسعى إسرائيل لتدشينه يضر بالمنطقة وبالقضية الفلسطينية، ولا يصب في صالح مشروع السلام، مؤكدين أن الدول العربية وعلى رأسها الأردن لن يقبلوا بالتواجد داخل هذا التحالف الذي يهدد الكيان العربي.

دفاع مشترك

وأوضحت قناة "كان" أن الحديث يدور عن "مشروع دفاع مشترك بين إسرائيل ودول الخليج، والأردن، من أجل الحماية الشاملة من التهديد الإيراني".

وأضافت أن الاقتراح يشمل بشكل أساسي "تركيب الرادارات وأجهزة الإنذار"، لمواجهة أي تهديد جوي من قبل إيران.

وقالت جيلي كوهين، مراسلة القناة في واشنطن، إن بينيت اقترح خلال لقائه، الجمعة الماضية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إقامة قوة دفاع مشترك على غرار "الناتو" بين إسرائيل ودول الخليج، لوضع التدريبات في مواجهة "التهديد الإيراني".

أهداف إسرائيلية

اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن في عالم السياسية كل شيء وارد وممكن، لكنه استبعد أن يكون هناك تحالف بين الأردن وبعض الدول العربية وإسرائيل في ظل هذه الظروف.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تعرف هذه الدول العربية جيدًا أن هذا الأمر يشكل خطرًا كبيرًا على عدد كبير من الدول العربية والإسلامية في المنطقة، ولا يمكن لهذه لدول أن تهدد نفسها أو كيانها، أو أشقائها من الدول العربية في مثل هذا التحالف.

ويرى كنعان أن هذا التحالف الذي تسعى له إسرائيل يخدم مصالحها ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في حين لا يصب في صالح الدول العربية والإسلامية، ولا يخدم منطقة الشرق الأوسط، ويضر بقضية السلام.

وأكد أن التحالف العسكري الذي تسعى إسرائيل لتدشينه مع هذه الدول يكرس للاحتلال والاستيطان، ويصب في صالح التوسع الإسرائيلي، وسيضر بالمنطقة العربية التي تحتاج حاليًا إلى الوحدة واللحمة، وإعادة دور الجامعة العربية، مشيرًا إلى أن من المستبعد نجاح تل أبيب في تدشين هذا التحالف العسكري.

عدم المشاركة

بدوره قال الدكتور نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأردني السابق، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تنظر بأن هناك أسسًا ونظمًا للعالم الجديد، ولن يتركوا المنطقة والإقليم مع وجود أي شيء يهدد بقاء سطوتهم على أكبر حيز ممكن من العالم، وبشروطهم، وحسب ما يناسب مصالحهم مع تجديد الأدوات وبما يتناسب مع المرحلة الراهنة، والاعتماد على مبدأ الاختراق وإعادة ترتيب الأولويات، واستخدام الأدوات الناعمة والضغوط الاقتصادية والميزات المعرفية والعسكرية.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا التحالف الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي جزء من هذه الضغوط التي تمارس على الأردن، لكن الدولة الأردنية تتصدى بكل قوة لهذه المواقف السياسية والعسكرية حتى تجنب الأردن تحديات سياسية وعسكرية واقتصادية، مؤكدًا أن الأردن سوف يأخذ موقفًا جريئًا بعدم المشاركة في هذا التحالف العسكري.

ويرى الطعاني  أن الدولة الأردنية تنظر إلى عصر جديد ما بعد جائحة كورونا، والبحث عن أدوات جديدة كليًا، باعتبار الأردن حجر الزاوية لكل تسويات المنطقة، لما يتمتع الأردن به من بعد سياسي حقيقي وناجح.

وأكد أن نهج المملكة يأتي في سياق تجنيب المنطقة والإقليم ويلات عدم الاستقرار السياسي والعسكري الذي انعكس انعكاسا تامًا على الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه المنطقة والإقليم حاليًا.

وعاد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت إلى إسرائيل الأحد الماضي، بعد زيارة هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه إلى واشنطن، التقى خلالها بعدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية على رأسهم الرئيس بايدن.

وكانت إسرائيل وقعت في سبتمبر/أيلول 2020 اتفاقين لتطبيع العلاقات مع كل من الإمارات والبحرين برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي