"حملة ترهيب".. موسكو تبطش بآخر قناة تلفزيونية مستقلة

2021-08-30

تيخوان دزيادكو

وكالات - أدرجت موسكو مؤخرا القناة التلفزيونية الوحيدة المستقلة في روسيا على قائمة "العملاء الأجانب" مما جعل مالكها ورئيسها يقول إن الهدف من ذلك هو "تكميم الأفواه ومحاربة الفكر الحر"، وفقا لما ورد في تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وكانت قناة "دوجد"، والتي تعني المطر باللغة الروسية قد تأسست في العام 2010، ولكن كبار مزودي خدمات الكابل في البلاد حظروها بعد 4 أعوام من انطلاقتها في خطوة اعتبرها، تيخوان دزيادكو،  أنها "حملة ترهيب".

وعلى إثر ذلك نقلت القناة بثها بكامله عبر الإنترنت، قبل أن يصدر القرار الأخير من السلطات المختصة بوضعها على قائمة "العملاء الأجانب" وبالتالي سيكون مطلوبا منها تقديم بيانات عن مصادر تمويلها ووضع إشارة على بثها تفيد بأنها منظمة أجنبية.

ولكن التأثير الأخطر لذلك القرار بحسب القائمين القناة أنه سوف يهدد معيشة أكثر من 160 موظفا يعملون بها باعتبار أن مصدر دخلها الأساسي هو من المعلنين الذين سوف يتفادون نشر إعلاناتهم على شاشتها حتى لا يتعرضوا إلى مضايقات أو مساءلات قانونية.

وقال دزيادكو إنه "غاضب" و "مرتبك" بسبب عدم عدالة القرار الصادر عن الكرملين، ولكنه أكد أنه لم يكن يتوقع شيئًا آخر من ذلك النظام، مضيفا: "إن وضعنا على قائمة العملاء الأجانب سيشكل وصمة عا،ر وهو مثل ظهور طفح جلدي على الوجه ونحن "لسنا وكلاء لأحد، ونعمل كل ساعة لمصلحة روسيا وحدها."

"استلهام الصمود"

ويقول دزيادكو إن فريقه سيحتاج  في الأيام القادمة إلى استلهام قصة صمودهم غير المتوقع في السنوات الماضية من أجل العمل على استمرارية بث القناة. وأضاف أنهم   أثبتوا قدرتهم على التكيف مع الظروف الصعبة في الماضي، موضحا: "لدينا أساس جيد للدعم من المشاهدين، وعلينا أن نتوقع مزيدا من الهجمات".

ولفت دزيادكو، 34 عاما، إلى أنه لا يعرف  على وجه اليقين من يقود سياسة الكرملين الإعلامية التي تزداد تطرفا وتعصبا، مستدركا ولكنها تبدو وكأنها "خطة  منظمة ومتماسكة من أعلى الهرم وتهدف إلى تكميم أي مظهر من مظاهر الفكر الحر".

ويبدو أن حملة القمع ضد المنافذ الإعلامية الحرة على الإنترنت قد تزامنت مع المحاولة الفاشلة لتسميم زعيم المعارضة ألكيسي نافالني في أغسطس 2020  عقب عودته إلى روسيا بعد خمسة أشهر من العلاج والنقاهة في ألمانيا.

وأكد  دزيادكو  أن الانتخابات البرلمانية في سبتمبر  ستكون عاملا آخر في زيادة القمع سواء من " حجب المواقع الإلكترونية إلى زيارات الشرطة في للنشطاء في منزلهم وغيرها من الإجراءت التي ستزيد من كلفة جهود المعارضة.

إدانة من "العفو"

وكانت منظمة العفو الدولية قد دانت القرار المتعلق بقناة دوجد، مؤكدة أن الكرملين "يشن حملة على وسائل إعلام مستقلة بهدف القضاء على الصحافة غير المنحازة والصحافة الاستقصائية"”.

وجاء قرار وزارة العدل الروسية بعد حظر العديد من المجموعات الإخبارية المستقلة الأخرى في روسيا مؤخرا، أو تصنيفها ضمن تلك القائمة.

وكانت السلطات الروسية قد أدرجت المجموعتان الإعلاميتان المعروفتان، ميدوزا وفي تي تايمز، وموقع ذي إنسايدر على قائمة “العملاء الأجانب” هذا العام.

وحظرت روسيا أيضا موقعين إعلاميين، ومجموعة مدافعة عن حقوق الإنسان مرتبطة بمعارض الكرملين ميخائيل خودوركوفسكي المقيم في المنفى.

ومنذ تولي  الرئيس فلاديمير بوتين السلطة في العام 2002، تتهم روسيا بكبح كل أشكال حرية التعبير على التلفزيون، لكن المواقع الإخبارية الإلكترونية ظلت لفترة طويلة تتمتع بحرية نسبية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي