
وكالات - كثفت بكين مساعيها الرامية لترويج نظريات مؤامرة تلقي باللوم على الولايات المتحدة في أصل منشأ فايروس كورونا، بعد تزايد الشكوك في أن الصين المصدر الأول لانتشار الفيروس.
وجاءت الموجة الجديدة من المعلومات المضللة عقب قيام الرئيس الأميركي جو بايدن بإصدار أوامر لأجهزة الاستخبارات قبل عدة أسابيع للتحقيق في أصل الوباء، بما في ذلك احتمال حدوث تسرب من مختبر ووهان، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وقال تقرير للصحيفة، الأربعاء، إن حملة التضليل الصينية بدأت منذ العام الماضي، لكن بكين زادت من جهودها في الأسابيع الأخيرة، ما يعكس قلقها من احتمال تحميلها مسؤولية ظهور الوباء الذي أودى بحياة ملايين الأشخاص حول العالم.
وأضاف التقرير أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الصينية استخدم هذا الأسبوع منصة رسمية لترويج مزاعم غير مثبتة تقول إن الفيروس ربما يكون قد تسرب لأول مرة من منشأة بحثية في فورت ديتريك بولاية ماريلاند.
كذلك روج مسؤولون ووسائل إعلام حكومية صينية لأغنية راب لفرقة هيب هوب صينية روجت لنفس الادعاء، بحسب "نيويورك تايمز".
ووفقا للصحيفة فإن الصين تكثف من حملتها الإعلامية المضللة مع قرب صدور نتائج تحقيق أجرته وكالات الاستخبارات الأميركية بشأن أصل الوباء، مضيفة أن هذه الوكالات سلمت التقرير إلى بايدن يوم أمس الثلاثاء، لكنها لم تتوصل بعد إلى ما إذا كان الفيروس قد ظهر بشكل طبيعي أم نتيجة تسرب عرضي من المختبر.
وفي مايو الماضي، أمر بايدن أجهزة الاستخبارات بـ"مضاعفة جهودها" لتوضيح منشأ كوفيد-19 وبتقديم تقرير خلال 90 يوما.
ولفت بايدن إلى أن عمل الاستخبارات الأميركية الذي يركز على فرضيتين، المنشأ الحيواني أو التسرب من مختبر، لم يفض حتى الآن إلى "نتيجة نهائية".
وكان فريق من الخبراء الدوليين بقيادة منظمة الصحة العالمية قد أصدر تقريرا تمهيديا في مارس الماضي، اعتبر أنه من "غير المرجح على الإطلاق" أن تكون أصول كوفيد 19 مرتبطة بتسرب الفيروس من مختبر.
وهاجم منتقدون التقييم الأولي للمنظمة، قائلين إنه جهد غير دقيق، وأشاروا إلى أن جميع أعضاء الفريق الذين تم إرسالهم إلى الصين كانوا بحاجة إلى موافقة الحكومة الصينية.
وعلى الرغم من أن العلماء يعتقدون أن من المرجح أن يكون الفيروس قد انتقل إلى البشر من الحيوانات، إلا أن النظرية القائلة بضلوع مختبر في نشأة الفيروس اكتسبت قوة خلال الأشهر الأخيرة.
وأقر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الشهر الماضي بأنه كان من "السابق لأوانه" استبعاد نظرية تسرب الفيروس.
ودعا عدد من خبراء الصحة والعلماء إلى إجراء تحقيق مستقل بعيدا عن منظمة الصحة العالمية، مشيرين إلى أن المنظمة لا تملك سلطة إجبار الدول، ومنها الصين، على التعاون معها.
ورفضت بكين بشكل قاطع دعوة أطلقتها منظمة الصحة العالمية لتعاون أفضل في ما يخص منشأ وباء كوفيد-19، معترضة على إجراء تحقيق جديد وإعطاء بيانات إضافية و"تسييس" الملف.
ورُصدت أولى الإصابات بفيروس كورونا أواخر العام 2019 في مدينة ووهان وسط الصين. وانتشر الفيروس في ما بعد في أنحاء العالم كافة، مودياً بحياة أكثر من أربعة ملايين شخص حتى اليوم.
وزار فريق من الخبراء الدوليين أرسلته منظمة الصحة العالمية ووهان في يناير 2021 لإجراء دراسة أولية حول منشأ الفيروس. ولم يسمح تقريرهم الذي وضع بالتعاون مع خبراء صينيين، بالتوصل إلى نتيجة نهائية حول منشأ الفيروس.
وردّت بكين على منظمة الصحة العالمية بتأكيد موقفها الذي دافعت عنه لأشهر، وهو أن التحقيق الأولي المشترك كافٍ وطلبات الحصول على بيانات إضافية لها دوافع سياسية خفية.