هل يمتلك التوأم المتماثل بصمات أصابع متطابقة؟

2021-08-17

فكرت المهدي: تختلف بصمات أصابعك عن بصمات أي شخص آخر على وجه الأرض. ويتم تحديد أنماط البصمة من خلال التركيب الجيني الخاص بك. ولكن هل فكرت يوما فيما إذا كان لديك توأم متطابق بنفس التركيب الجيني، فهل يعقل أن تكون بصمات أصابعهما متطابقة؟

لا يوجد تطابق تام في الحمض النووي

يأتي التوأم المتطابق، والذي يعرف باسم التوأم أحادي الزيجوت، من بويضة واحدة تنقسم إلى قسمين في وقت مبكر من أولى مراحل الحمل. وينتج عن ذلك الانقسام شخصان يشتركان في نفس المعلومات الجينية تقريبا ويبدوان متماثلين تماما إلى درجة كبيرة.

وعلى الرغم من أن حدوث الطفرات الجينية في الرحم تعني أن التوأم المتطابق لا يمكن أن يتشاركا الحمض النووي نفسه بنسبة 100%، فإنهما يعتبران في الأصل مستنسخين من بعضهما. ومع ذلك، وبالرغم من وجود الحمض النووي المتطابق تقريبا، فإن التوأم أحادي الزيجوت لا يمتلك بصمات أصابع متطابقة.

وفي تقرير نشر على موقع "لايف ساينس" (Live Science) في أغسطس/آب الجاري، صرحت سيمونا فرانسيز، عالمة الطب الشرعي والخبيرة في بصمات الأصابع في جامعة "شيفيلد هالام" (Sheffield Hallam University) بالمملكة المتحدة بأنه "على الرغم من أوجه التشابه الكثيرة جدا التي تتشاركها التوائم المتماثلة والتي تتفوق على أوجه التشابه ما بين أي شخصيين عشوائيين، فإن بصمات أصابعهم مختلفة إلى الحد الذي يمكننا من استخدامها للتعرف عليهم بشكل فريد".

لا تتطابق البصمات على وجه الأرض

وأوضحت فرانسيز أن "احتمال مشاركة شخصين بنفس البصمات هو واحد من كل 64 مليارا". وأضافت "لم يتم العثور على بصمتين متطابقتين حتى يومنا هذا". كما أن بصمات الأصابع تختلف بين الأصابع نفسها للشخص نفسه.

ولكن إذا كان التوأم المتطابق يتشارك نفس الحمض النووي تقريبا، فلماذا لا يمتلكان بصمات إصبع متطابقة فريدة من نوعها؟

تعزو فرانسيز السبب إلى أن الحمض النووي لا يمثل العامل الوحيد الذي يؤثر على بصمات أصابع الإنسان، وذلك على الرغم من أنه يلعب دورا رئيسيا في تحديد خصائص نمط البصمة، حيث تلعب العوامل البيئية المختلفة في الرحم أيضا دورا في تطوير بصمات الأصابع.

تتكون بصمات الأصابع في الفترة الممتدة ما بين الأسبوع الـ13 والـ19 من نمو الجنين. وهكذا فإن كلا من وضع الجنين في الرحم ومستوى إمداده بالعناصر الغذائية وحتى طول الحبل السري يمكن أن تؤثر على بصمات الأصابع.

والغريب أيضا أنه حتى بعد ولادة التوائم، يمكن لعوامل أخرى أن تغير بصمات الأصابع. أوضحت فرانسيز أنه "يمكن لكل من الأمراض الجلدية والندوب والحروق، إضافة إلى الأدوية في بعض الحالات النادرة، أن تغير تفاصيل نمط البصمة بشكل دائم أو مؤقت".

وهكذا تعتبر بصمة الإصبع الطريقة الوحيدة المؤكدة لتمييز التوأم المتماثل عن بعضهما.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي