دعم الأزواج يخفف عن الأمهات حدة اكتئاب ما بعد الولادة

2021-08-16

دور الزوج يختلف تماما عن دور أي شخص آخر في حياة المرأةباريس - يؤكد خبراء علم النفس أن الأم حديثة الولادة لا يمكنها التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة بمفردها، فهي بحاجة إلى علاج طبي ونفسي. كما أن تلقيها الدعم بشكل عاجل يؤشر على أنها ستتمكن من الاستمرار في حب طفلها ورعايته بأفضل صورة.

وتحتاج المرأة إلى دعم ومعاملة خاصة بعد إنجاب الطفل الأول، فهذه الفترة التي تسمى فترة النفاس تُعتبر من أصعب الفترات التي يمكن أن تمر بها المرأة حيث تعاني فيها من أعراض الاكتئاب والتعب الشديد والإرهاق والقلق وقلة النوم والعديد من الأعراض الأخرى التي تصاحب المرأة بعد الولادة.

ويختلف دور الزوج تماما عن دور أي شخص آخر في حياة المرأة بعد الولادة، حيث يعد الداعم الأساسي لها.

وأكدت دراسة علمية نفسية أنّ الأب يلعب دوراً أساسيا في مساعدة الأم بعد الولادة. واعتبرت الدراسة الصادرة عن جامعة Haute Ecole Cantonale de la Sante أنّ الأب يشعر أيضاً بما تشعر به الأم بعد الولادة وأن له دورا كبيرا في مساندتها ومساعدتها على تخطّي مرحلة الاكتئاب.

وأشارت الدراسة إلى أنه يتوجب على الزوج أن يشجّع زوجته من خلال كلمات نابعة من قلبه وغير مصطنعة. وأن يدفع زوجته إلى التعبير عن مخاوفها وقلقها. واعتبرت هذه الدراسة أن مناقشة الأمور الحياتية وتبادل الحديث بين الزوج والزوجة وتفهّمه لمشاعرها قد يزيل عبئاً ثقيلا عن كاهلها. كما أنّ تحدّث الزوجة مع الطبيب المختص أو مع أحد الأقارب أو الأصدقاء بحضور زوجها يخفّف عنها آلامها النفسية. وأكدت الدراسة أن ممارسة الأب والأم للرياضة تُخفّف حدة اكتئاب ما بعد الولادة؛ فالرياضة اليومية تنشّط الجسد وتعالج النفس والجسد على حدّ السواء، كما أنها تقلّل الضغط النفسي. ومشاركة الزوجة في هذا النوع من الأنشطة توطد العلاقة بين الشريكين اللذين أصبحا مسؤوليْن عن طفل صغير بحاجة إلى أمه وأبيه طوال الوقت.

وتفرح الأم التي تهتم بالطفل طوال النهار عندما تجد يد العون ممدودة إليها من أقرب المقرّبين لها وهو زوجها، فمساعدة الزوجة على إنجاز الأعمال المنزلية تتطلّب تضحيةً من قبل الزوج، خصوصاً بعد قضائه يوم عمل طويلا. وقد يسهم هذا السلوك في خفض الضغوط التي تواجهها الزوجة فتشعر بالراحة.

وتعيش السيدات بعد الولادة حالات كثيرة من مشاعر الخوف والقلق والانزعاج والبكاء لساعات دون سبب أحياناً، ويتعرضن لمشاكل نفسية وأحياناً جسدية، وهو ما يعرف بحالات اكتئاب ما بعد الولادة.

ويفرّق العلماء بين كآبة ما بعد الولادة التي يسمونها أيضاً حزن ما بعد الولادة، وهو نوع من الاكتئاب الخفيف، وبين اكتئاب ما بعد الولادة الذي يكون حاداً وخطراً على الأم والمولود الجديد أحياناً.

وأشارت جمعية علم النفس الأميركية في تقريرٍ لها العام الماضي إلى أن ما يقارب 16 في المئة من الأمهات يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة الخطر. وتكمن صعوبة هذا الاكتئاب في أن المرأة تبدأ بالتفكير في إيذاء نفسها أو حتى طفلها، لأنها تجد صعوبة في تحقيق الارتباط الحميم به، ما يؤدي إلى شعورها بالعار والذنب وعدم أهليتها لأن تكون أمًّا.

ويرى دكتور الأمراض النفسية والعصبية أحمد عياش أن “اكتئاب ما بعد الولادة يتخذ أشكالاً مختلفة بحسب شخصية كل أم ومحيطها الاجتماعي”.

وقال عياش إن عوارض الاكتئاب تكون خفيفة وناعمة عند معظم الأمهات، لكنها تكون أكثر حدة عند أخريات، وتتسم بالعدوانية، وتشكل خطراً على المولود، وسبب ذلك هو المشاكل النفسية التي تعانيها الأم.

وأضاف أنه في حال شعور الأم بالكآبة الحادة وعدم تقبلها لمولودها الجديد تعمد في بعض الأحيان إلى إيذائه، ذلك أنها تفكر -في هذه الحالة- بطريقة انتقامية، وتعتبر أن مولودها الجديد سيتسبب في فشل حياتها المستقبلية؛ لذلك ينصح عياش “بإبعاد الطفل عن والدته أو السماح لها بالجلوس معه وسط العائلة”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي