مجلس الدفاع اللبناني يكلف الجيش والأمن بالرقابة على المحروقات وتنظيم توزيعها

2021-08-15

بيروت-وكالات: كلف مجلس الدفاع الأعلى في لبنان القوى العسكرية والأمنية بفرض الرقابة على مصادر الطاقة وتنظيم توزيعها مدة شهر، وذلك بعد مقتل 28 شخصا على الأقل وإصابة نحو 80 آخرين بجروح جراء انفجار خزان وقود في منطقة عكار شمالي البلاد.

وعلى وقع الحادث، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للدفاع، الأحد 15أغسطس2021، لبحث التداعيات، في حين أعلن الجيش اللبناني -في بيان- توقيف نجل صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها الخزان.

وحذّر عون من "تسييس دماء الشهداء واستغلالها" في حادث انفجار عكار، وقال بيان للرئاسة اللبنانية بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع "نحذر من تسييس المأساة التي وقعت في (التليل) واستغلال دماء الشهداء، لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف عن نوايا مطلقيها وضلوعهم في مخططات الإساءة إلى النظام ومؤسساته".

وأضاف البيان "الأزمات التي نمر بها وما ينجم عنها من آثار تحثّنا جميعًا على عدم التهرّب من المسؤوليات الأخلاقية والإنسانية والدستورية التي تحتّم علينا اتّخاذ ما يلزم من تدابير لمواجهتها".

وطالب عون بـ"الإسراع في إجراء التحقيقات للكشف عن الملابسات والأسباب التي أدت إلى وقوع الكارثة في التليل، ومحاكمة مسبّبيها ومن يقف وراءهم".

نداءات للمساعدة

وفي وقت سابق، أعلن الجيش اللبناني -في بيان- أنه "قرابة الساعة الثانية فجرا، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل بمنطقة عكار، كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين".

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن أغلب الضحايا هم من الذين تجمعوا حول الخزان لتعبئة البنزين في بلدة التليل بمنطقة عكار، في حين نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إن زهاء 200 شخص كانوا بالموقع وقت وقوع الانفجار.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حريقا كبيرا في موقع الانفجار، وحذر الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة من أن الكارثة ستزيد الضغط على المركزين الوحيدين لمعالجة الحروق في لبنان الواقعين في مدينة طرابلس شمالا وفي العاصمة بيروت.

وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إن حالات الحروق الشديدة ربما تتطلب العلاج السريع في الخارج لإنقاذ الأرواح.

وأضاف في تصريح لرويترز "نحن بحاجة ماسة إلى المساعدة على إجلاء بعض المصابين إلى الخارج لأن عندنا حالات تستدعي أقسام عناية خاصة ومتخصصة بالحروق أكثر من قدرة المستشفيات اللبنانية على إسعافها".

فوضى واحتكار

وتفاقمت أزمة البنزين قبل أيام مع إعلان المصرف المركزي اللبناني رفع الدعم عن المحروقات، وبدء فتح اعتمادات شرائها وفق سعر الصرف في السوق السوداء.

وأحدث الإعلان هلعا بين الناس ومورّدي المحروقات، دفع بعضهم إلى تخزين مادة البنزين، أو شرائها من تجار السوق السوداء الذين يبيعونها بأسعار باهظة، كما أغلقت بعض محطات الوقود.

وأمام الفوضى المخيمة خلال اليومين الماضيين، تدخل الجيش اللبناني لفتح محطات الوقود المغلقة ومصادرة المحروقات المخزنة، وبينها الصهريج الذي انفجر اليوم الأحد.

وأكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس السبت أنه لن يرجع عن قرار رفع الدعم عن المحروقات إلا في حال "تشريع استخدام الاحتياط الإلزامي" الذي هوى إلى 14 مليار دولار مقابل أكثر من 30 مليارا قبل الأزمة.

مجزرة عكار

وفي ردود الفعل الأخرى على الانفجار، وصفه مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان بـ"المجزرة"، وحمّل المسؤولية "السلطة الحاكمة العاجزة" عن إدارة البلاد.

ودعا دريان إلى "تشكيل الحكومة فورا خلال أيام قليلة، لأن الأمر لم يعد يحتمل مزيدا من الانهيار والفوضى والقتل والدمار"، وأضاف أن "ضحايا مجزرة عكار انضموا إلى قافلة ضحايا انفجار مرفأ بيروت (في الرابع من أغسطس/آب 2020).

بدوره، طالب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، اليوم الأحد، رئيس البلاد ميشال عون بالرحيل عن السلطة. وقال في بيان إن "عكار حرّكت أوجاع جميع اللبنانيين، ولم تتحرك فيها أدوات الفتنة، أنت (في إشارة إلى عون) ترى أوجاع الناس فتنة ونحن نراها صرخة تعلو في وجهك، ارحل يا فخامة الرئيس.. ارحل".

وتساءل الحريري "كيف يجيز رئيس الجمهورية لنفسه أن يقفز فوق أوجاع الناس في عكار ليتحدث في اجتماع مجلس الدفاع عن أنشطة جماعات متشددة لخلق نوع من الفوضى والفلتان الأمني؟".

وأضاف "عكار ليست قندهار، وليست خارج الدولة، فخامتك أصبحت خارج الدولة ورئيسا لجمهورية التيار العوني، وعكار مظلومة لديك وفي عهدك، والنار اشتعلت بقلبها قبل أن تشتعل بخزانات التهريب".

أحد ضحايا انفجار صهريج البنزين في عكار

منطقة عسكرية

بدوره، دعا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اليوم الأحد، إلى إعلان عكار منطقة عسكرية لتأمين سكانها وحمايتهم. وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر "يجب إعلان عكار منطقة عسكرية حماية لأمنها ولكل أهلها، وعلى الحكومة أن تجتمع لاتخاذ القرار".

وأضاف "نبّهنا منذ أسبوعين على أن عكار صارت كأنها خارج الدولة، بسبب عصابات المحروقات التي تقفل الطرقات والمحطات، وتخطف الصهاريج".

ودعا باسيل إلى التراجع عن قرار حاكم مصرف لبنان، الذي قال عنه إنه "يسبب الفوضى ويولد الفتنة".

أما رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي فرأى أن "ما وقع في عكار يستصرخ ضمائر الجميع للتعاون لإنقاذ اللبنانيين من النكبات والإهمال".

وأضاف أن "الأبرياء سقطوا ضحية طمع من استغلوا أزمة المحروقات ليحققوا أرباحا غير مشروعة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي