ماذا يحدث للأطفال عندما يصابون بكوفيد طويل الأمد؟

 ‘This Is Really Scary’: Kids Struggle With Long Covid
2021-08-11

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا يرصد معاناة الأطفال والشباب من جراء مرض كوفيد-19 أو ما يطلق عليه كوفيد طويل الأمد، حتى بعد التعافي الأوليِّ، مثل استمرار شعورهم بالإرهاق والصداع والتشوش الذهني وصعوبات الذاكرة والتركيز واضطرابات النوم والتغير المستمر في حاسة الشم والتذوق، وبعض الأعراض الأكثر خطورة مثل الارتجاج والإصابات الدماغية والقلبية، وهو ما يستدعي أنواعًا متعددة من العلاج الجسدي والنفسي.

تستهل الكاتبة بام بيلاك، التي تغطي أخبار الصحة والعلوم، تقريرها باستعراض حالة الطالب ويل جروجان (15 عامًا) الذي وجد نفسه يحدق بذهول في أسئلة مادة الأحياء للصف التاسع، وكأنها غير مألوفة له بالمرة، على الرغم من أنه درسها بإتقان في اليوم السابق.

حتى إنه أجاب عن سؤال مدرسه بالقول: «لا أعرف ما الذي تتحدث عنه». ذكَّره معلمه وزملاؤه بمدى مهارته في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بهذه المادة خلال الفصل السابق، ولكنه أصر على القول: «لم أرَ هذا من قبل»، وأصبح حزينًا للغاية لدرجة أن المعلم أعفاه من الدرس ليستطيع زيارة ممرضة المدرسة.

كان الحادث، الذي وقع في وقت سابق من هذا العام، مجرد نموذج لعديد من الاختلالات المعرفية التي ابتُلِيَ بها ويل بعد إصابته بفيروس كورونا في أكتوبر (تشرين أول)، إلى جانب معاناته من مشكلات مثل الشعور بالتعب وآلام شديدة بالساق.

كوفيد طويل الأمد

بينما يستعد الشباب في جميع أنحاء البلاد للعودة إلى المدرسة، يكافح كثيرون للتعافي من الأعراض العصبية أو الجسدية أو النفسية لما بعد الإصابة بكوفيد. تختلف الأعراض التي غالبًا ما يُطلق عليها اسم «كوفيد الممتد» Long Covid، كما تختلف مدتها وشدتها.

وفقًا للدراسات، قد يؤثر كوفيد الممتد في ما بين 10% و30% من البالغين المصابين بفيروس كورونا. ويشير التقرير إلى أن تقديرات العدد القليل من الدراسات التي أجريت على الأطفال تتفاوت تفاوتًا واسعًا حتى الآن.

مستشهدًا بجلسة استماع انعقدت في الكونجرس خلال شهر أبريل (نيسان)، استشهد فيها الدكتور فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، بدراسة خلصت إلى أن ما بين 11% و15% من الشباب المصابين قد «ينتهي بهم الأمر إلى هذه المعاناة طويلة المدى، والتي يمكن أن تكون مدمرة إلى حد كبير على صعيد الممارسات الحياتية مثل الأداء المدرسي».

تبرز التحديات التي تواجه المرضى الصغار بموازاة ارتفاع حالات الإصابة بين الأطفال بكوفيد-19 ارتفاعًا حادًّا، والمتسبب في ذلك ظهور متغير دلتا شديد العدوى، وحصول أقل من نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا على التطعيمات كاملة، بينما لا يزال الأطفال دون سن 12 عامًا غير مؤهلين للحصول على اللقاحات.

يقول الأطباء إنه حتى الشباب الذين يعانون من عدوى أولية خفيفة، أو لم تظهر عليهم أعراض، قد يعانون من أعراض كوفيد الممتد، وهي مشكلات مربكة، وأحيانًا منهكة، تعطيل التحصيل الدراسي والنوم، وكذا الأنشطة غير الدراسية، وغيرها من جوانب الحياة.

قال الدكتور أفيندرا ناث، رئيس قسم التهابات الجهاز العصبي في المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية: إن «التأثير المحتمل هائل. أعني أنهم في سنوات تكوينهم. وبمجرد أن يتخلف أحدهم عن الركب، يكون الأمر صعبًا للغاية، لأن الأطفال يفقدون ثقتهم بأنفسهم أيضًا. إنه سقوط في دوامة لا قعر لها».

قال ويل، الحاصل على رتبة النسر الكشفية وهي أعلى إنجاز في الكشافة الأمريكية، ولاعب تنس موهوب وطالب متحمس للغاية يحب دراسة اللغات لدرجة أنه يدرس اللغتين الفرنسية والعربية: إنه اعتاد الشعور بأن «القيلولة إهدار لضوء الشمس» (كنايةً عن نشاطه المشتعل طيلة النهار).

أرقام تطفو على الصفحة

لكن كوفيد جعله مرهقًا لدرجة أنه لم يكد يستطيع مغادرة سريره لمدة 35 يومًا، وكان يشعر بالدوار لدرجة أنه اضطر للجلوس حتى لا يغمى عليه أثناء الاستحمام. عندما عاد إلى صفوف مدرسته الثانوية في دالاس، تسبب تشوش ذهنه في رؤية «أرقام تطفو من على الصفحة» في صف الرياضيات، ونسيانه تقديم ورقة حول تاريخ الساموراي الياباني كان قد كتبها قبل أيام، وإدخال أجزاء من الفرنسية في واجب اللغة الإنجليزية.

أضاف ويل: «لقد سلمتها إلى معلمتي، وبدا كما لو كانت تقول: يا ويل، هل هذه ملاحظات أولية؟»، مضيفًا أنه شعر بالقلق: «هل سأكون قادرًا على استعادة لياقتي الدراسية مرة أخرى؟ لأن هذا مخيف حقًا».

لا يوجد علاج سحري

ما يقرب من 4.2 ملايين شاب في الولايات المتحدة مصابون بكوفيد-19، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. أدخلت نسب صغيرة نسبيًّا إلى المستشفيات بسبب العدوى الأولية، أو تطورت إلى حالة تسمى متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة لدى الأطفال MIS-C، والتي يمكن أن تظهر بعد عدة أسابيع. ويتوقع الأطباء أن يعاني مزيد من الناس من كوفيد الممتد.

قالت الدكتورة مولي ويلسون ميرفي، أخصائية الأمراض المعدية العصبية في مستشفى بوسطن للأطفال، الذي لديه برنامج طبي يجتذب مرضى كوفيد الممتد من كافة أنحاء الولايات المتحدة: «نشهد أعراضًا مثل التعب والصداع، وتشوش الذهن، وصعوبات الذاكرة والتركيز، واضطرابات النوم، والتغير المستمر في حاسة الشم والتذوق».

وأضافت أن معظم المرضى «أطفال مصابون بكوفيد، لم يُدخلوا إلى المستشفى، بل تعافوا في المنزل، ثم ظهرت عليهم أعراض ملازمة، أو يبدو أنهم يتحسنون تمامًا، ثم بعد أسبوعين أو شهر أو عقب فترة أطول، تظهر عليهم الأعراض».

المرضى بحاجة لتمارين وعلاج سلوكي معرفي

وقالت الدكتورة أماندا مورو، المدير المشارك لعيادة الأطفال لما بعد الإصابة بكوفيد-19 في معهد كينيدي كريجر في بالتيمور: إن الحصول على العلاج مبكرًا قد يساعد في التعافي. تجد العيادات التي تتعامل مع حالات ما بعد الإصابة بكوفيد أنها بحاجة إلى عديد من المتخصصين والأساليب، من بينها التمارين والعلاج السلوكي المعرفي، وتعديل النوم والأدوية لمشكلات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.

وأضافت الدكتورة مولي: «ليس لدينا حتى الآن أي نوع من عوامل التنبؤ الجيدة بمن سيتأثرون، ومدى تأثرهم ومدى سرعة تعافيهم»، وتابعت قائلة: «ليس لدينا أي علاج سحري».

يكمل التقرير: لا يزال الكثير عن كوفيد الممتد غامضًا. تتشابه بعض الأعراض مع الآثار اللاحقة للارتجاج وإصابات الدماغ الأخرى. يقول الخبراء إن بعض الأعراض، مثل الشعور بالتوعك اللاحق لبذل الجهد – عندما يزيد المجهود البدني أو العقلي من الإرهاق – يشبه أعراض متلازمة الشعور المزمن بالتعب.

يصاب بعض المرضى بمتلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعي، أو POTS، ومن أعراضها: الدوار وسرعة ضربات القلب عند الوقوف.

هل الهرمونات هي المسؤولة؟

ترصد بعض الدراسات نسبًا أكبر من الأطفال الأكبر سنًّا الذين يعانون مشكلات كوفيد طويلة الأمد. يفسر الدكتور ناث ذلك بأن المراهقين يجدون بعض الأعراض أكثر اضطرابًا أو لأنها تظهر بعد البلوغ وتضخم هرمونات الاستجابات المناعية.

خلصت دراسة أجراها مكتب المملكة المتحدة للإحصاءات الوطنية في أبريل (نيسان) إلى أن 9.8% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و11 عامًا، و13% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا المصابين بفيروس كورونا أبلغوا عن استمرار الأعراض بعد خمسة أسابيع . وبعد 12 أسبوعًا، ظلت المعدلات كبيرة: 7.4% في المجموعة الأصغر و8.2% في المجموعة الأكبر سنًّا.

أظهرت دراسة أخرى أجريت في المملكة المتحدة أن 4.4% من مجموعة مكونة من 1734 طفلًا ظهرت عليهم أعراض لأكثر من أربعة أسابيع بعد الإصابة بكوفيد، أي أكثر من أربعة أضعاف النسبة المئوية التي ظهرت عليها الأعراض بعد أربعة أسابيع من الإصابة بأمراض غير كوفيد مثل الإنفلونزا. وكانت الأعراض موجودة لدى حوالي 2% من مرضى كوفيد بعد ثمانية أسابيع.

قالت الدكتورة لورا مالون، المدير المشارك لبرنامج كينيدي كريجر: إن العديد من المرضى الشباب كانوا يتمتعون بصحة جيدة في السابق. ورأى بعض الأطباء بعض الشباب المصابين بفيروس كوفيد الممتد، الذين كانوا يعانون من مشكلات سابقة مثل الصداع النصفي أو القلق، ولكن لم يتضح ما إذا كانت هناك أي صلة.

قالت والدتها، هيذر ترودو: قبل الجائحة، شُخِّصَت سييرا ترودو على أنها مصابة بالقلق بعد طلاق والديها. في مايو (أيار)، بعد ستة أشهر من الإصابة بفيروس كورونا، ظلت أعراض كوفيد الممتد لدي سييرا مقلقة بما يكفي للقيام برحلة لمسافة 50 ميلاً إلى مستشفى بوسطن للأطفال.

في مقابلة أجريت هذا الربيع، وصفت سييرا، البالغة من العمر 12 سنة، ووالدتها أعراض التعب والصداع والنسيان وأعراضًا أخرى تعاني منها سييرا. وسألت الوالدة سييرا: «هل تشعرين بأن هذه الأعراض أدت إلى تفاقم قلقك، وتردي صحتك العقلية، مثل عواطفك؟».

أجابت سييرا بهدوء: «نعم». وقالت السيدة ترودو: «كل شيء يجعلها تبكي وهذه ليست طبيعتها. لقد كان الأمر صعبًا للغاية».

خلال ذلك الموعد في شهر مايو، والذي شهدته صحيفة «نيويورك تايمز»، قالت الدكتورة جين نيوبرجر، نائبة رئيس قسم أمراض القلب، لسييرا: «جزء مما يمكن أن يحدث هو أن تشعري بالسوء، وهكذا، كما تعلمين، تجلسين طوال اليوم. يفسد تكيفك، وتدخلين رويدًا في دائرة يصعب عليك الانسحاب منها».

ومع ذلك، قالت الدكتورة جين، «لا يمكنك إعادة شخص ما إلى التمرين لأنك ستخطو خطوة للأمام وخطوتين للخلف». وأضافت أن فحوصات قلب سييرا والاختبارات الأخرى لم تظهر أي مشكلات فسيولوجية ملحوظة، على غرار عديد من المرضى الأطفال لما بعد كوفيد.

وقال الدكتور ناث إن بعض المشكلات قد تكون ناجمة عن الالتهابات التي تضر بالأوعية الدموية، بما في ذلك الالتهابات في الدماغ.

تنشيط الاستجابات المناعية

وأضاف: هناك نظرية أخرى مفادها أن «الجهاز المناعي يتعرض للخلل بطريقة ما، ومن ثم يصعب إيقافه» أو أن الفيروس المتبقي أو الأجزاء الجينية تستمر في تنشيط الاستجابات المناعية. وأضاف: «يبدو الأمر وكأن الأغنية انتهت، لكن الموسيقى لا تزال تصدح».

كانت إحدى المبشرات بالنسبة لسييرا هي: عودة حاسة الشم والتذوق لديها هذا الربيع. في أواخر يوليو (تموز)، قالت السيدة ترودو: إن أعراض سييرا تحسنت، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى مضادات الاكتئاب والأدوية الجديدة المضادة للقلق، على الرغم من أن «مستوى طاقتها لا يزال يختلف من يوم لآخر».

لم يحدث لي شيء من هذا القبيل على الإطلاق

وسأل ماسايه رودريجيز، 17 سنة، نفسه: «اللعنة، لماذا أنا مريض دائمًا؟». قال هو ووالدته كيمي إيزاك إنه قبل أن يصاب بكوفيد في عيد الشكر، لم يكن يعاني من مشكلات صحية.

كان لاعب كرة سلة مفعمًا بالحيوية، لكنه اضطر إلى التوقف عن اللعب بعد الفرار من الملعب والتقيؤ في حقيبته خلال مباراتين.

قال: «لم يحدث لي سابقًا شيء من هذا القبيل على الإطلاق، وكنت أمارس الرياضة طوال حياتي». حاول لعب كرة السلة مرة أخرى مؤخرًا، لكنه عانى من آلام في الظهر ونصحه طبيب عظام بأخذ استراحة أخرى.

قالت الدكتورة ألكسندرا يونتس، مديرة عيادة الرعاية الممتدة لكوفيد-19 في مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن العاصمة: «ربما يكون ماسايه أحد أكثر الأطفال الذين رأيتهم تضررًا».

لقد ظهر على ماسايه أيضًا أعراض تتعلق بالصحة العقلية لما بعد كوفيد، وهو يتناول أدوية للاكتئاب والقلق، ويرى طبيبًا نفسانيًّا أسبوعيًّا.

تجنب الناس حتى لا يضطر للمحادثة

قال ماسايه: «إنه نوع من القلق الاجتماعي». اعتاد أن يشعر بالراحة في التحدث والتواصل الاجتماعي، ولكن بعد كوفيد، قال: «لقد تجنبت الناس حتى لا أضطر إلى إجراء محادثة».

جرى تشخيصه باضطراب التكيف، وهي حالة وصفها الدكتورة ألكسندرا بأنها تطور للاكتئاب أو القلق أو مشكلات نفسية أخرى استجابة لأحداث عصيبة في الحياة. وقالت إنه في حالة ماسايه، قد يكون السبب «هو كوفيد والاستجابة المناعية الهائلة التي تحدث».

وقالت والدته: بعد ثمانية أشهر، خفت بعض أعراض ماسايه. بعض الأعراض الأخرى، مثل ضيق التنفس أثناء صعود السلالم، ما زال قائمًا.

وقال ماسايه، وهو طالب متفوق: أثناء وجودي في الفصول الدراسية «أشعر نوعًا ما وكأن عقلي يغادرني إلى مكان آخر».

في موعد بتاريخ يونيو (حزيران) في مستشفى الأطفال الوطني، شهدته صحيفة «نيويورك تايمز»، أخبرته الدكتورة أبيجيل بوسك، وهي أخصائية أمراض الروماتيزم، أن ما يشعر به من تعب ما بعد كوفيد يعد أكثر إرهاقًا من التعب البسيط. وأضافت أن أسلوبه الرياضي سيساعده حتمًا في التعافي، لكنه «في الحقيقة ليس شيئًا يمكنك المضي قدمًا فيه».

قالت الدكتورة ألكسندرا إن خطة علاج ماسايه، بما في ذلك العلاج الطبيعي، تشبه علاج الارتجاج. بالنسبة لفصل الصيف، أوصت «بمحاولة منح دماغه استراحة، ولكن أيضًا بأن يبني ببطء القدرة على تحمل التعلم والتفكير مرة أخرى».

حافظ ماسايه على هوايتين على الأقل: العزف على البيانو وكتابة الشعر. وقال: «لا أريد أن أكون مرغوبًا، لكني أشعر بأنني كاتب جيد. لا يزال بإمكاني الكتابة. في بعض الأحيان، عليَّ أن أفكر بجهد أكبر مما كنت أفعل عادة».

دائرة مؤلمة

في بعض الأحيان، تشعر ميا ووكر بنفسها كانت في السابق. ولكن بعد حوالي أربعة إلى ستة أسابيع، يعاودها التعب الشديد وصعوبات التركيز.

لقد استمرت هذه التقلبات الكبيرة أكثر من عام. عندما أصيبت بكوفيد في يونيو 2020، كانت ميا، من كروفتون بولاية ماريلاند، تبلغ من العمر 14 عامًا. وفي أواخر أغسطس (آب)، ستبلغ من العمر 16 عامًا.

قالت والدتها مايشا ووكر: «في كل مرة كنا نظن أن الأمر سينتهي. ولكنه يعود مرة أخرى، وكان الأمر محبطًا للغاية بالنسبة لها».

قالت الدكتورة لورا مالون من معهد كينيدي كريجر: «بالنسبة لبعض المرضى، نرى أن الأعراض يمكن أن تكون دورية أكثر. مع الآخرين، نشهد تحسنًا تدريجيًّا بطيئًا بمرور الوقت».

منذ يناير (كانون ثان)، كانت ميا مريضة في مستشفى كينيدي كريجر، التي قالت عنها والدتها إنها كانت مصدر «ارتياح كبير، لأننا شعرنا بأننا لم نكن نواجه هذا الأمر وحدنا، ولم يكن هذا في أذهاننا».

تلقت ميا دروسًا خصوصية وحصلت على مساعدة من المعلمين لتشعر بالارتياح، ولكن «معدلها التراكمي كان منخفضًا للغاية» عما اعتادت الحصول عليه، وفقًا لما ذكرته والدتها. وقالت ميا، التي أصبحت أيضًا «تشعر بالدوار الشديد بسهولة واضحة» في الفصل: «من السهل جدًّا أن ينتابك الشرود عندما تكون مرهقًا».

التحقت مؤخرًا بفصول الرقص لاستئناف شغفها طويل الأمد بالرقص وغيره من الممارسات. لكن أطباءها كانوا قلقين من أن الجهد قد يكون مفرطًا بالنسبة لجسدها في الوقت الحالي.

قالت الدكتورة لورا: «لم تكن توصية استخفينا بها لأننا نعلم أن الرقص يمنحها الكثير من البهجة، وهو أمر مهم أيضًا للتعافي».

بدلًا من ذلك، بدأت العلاج الطبيعي بالماء. وأردفت ميا: «أنا حقًّا أحب الرقص كثيرًا. لكني لا أجدني أتعافى بسرعة كبيرة».

شعور بالعجز

قال ويل، المراهق من دالاس: «الجزء الأكثر رعبًا» هو زيارة  أطباء يجيبونك بالقول: مرحبًا، يا صديقي، خذ الأمور بسهولة. واذهب للراحة. ويستدرك قائلًا: لا أستطيع أن ألومهم. فهذا كل ما يمكنهم أن يقولوه لي حقًّا».

احتار ويل وعائلته ولكنهم استمروا. قالت والدته، ويتني جروجان: «وكأننا في عماء، وهو ما يجعلني كأم أشعر بعجز هائل».

مع بعض الواجبات المنزلية المريحة ومتطلبات الاختبار، حافظ ويل على درجات عالية. بعد حوالي ستة أشهر من الإصابة، شكل فريق تنس، لكنه لم يكن يستطيع التنسيق المثالي بين اليد والعين. وقال: «سأفتقد الكرة كلية. وسوف أقول لنفسي: يا للهول، هيا يا ويل، ما الذي يحدث؟».

يشعر ويل بألم في صدره وساقه اليسرى، وزار الدكتورة كاثلين بيل، رئيسة قسم الطب الطبيعي وإعادة التأهيل في كلية الطب بجامعة تكساس. أوصت بالنشاط الجاد ولكن دون إفراط. قالت: «كان علينا أن نهدئ من ممارسة التنس المفرطة». في النهاية، لعب المباريات. تحسنت أعراضه إلى حد كبير، لكنه لم يتعاف بعد بنسبة 100%.

قال ويل: «أنا لست رجلًا دراميًّا حقًّا، لكنه حولني إلى شخص أشعر بقلق أكبر بكثير. كان تصوري عن مرض كوفيد قبل الإصابة به – كما تعلم- أنني إذا أصبت به، فسوف أشفى منه وستتكون لدي الأجسام المضادة وسأكون بخير. لكن – يا إلهي- لا أريد أن أمر بهذه التجربة مرة أخرى، أبدًا».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي