"انهيار تيار الخليج".. دراسة تحذر من سيناريو مخيف للتغير المناخي

2021-08-06

كشفت دراسة ألمانية حديثة عن ظهور علامات تحذيرية لانهيار تيار الخليج مما ينذر بحدوث تغييرات بيئية سلبية ستؤثر على كل أصقاع العالم، وفقا لما ذكرت صحيفة "الغارديان".

وتيار الخليج  هو تيار دافئ وسريع في المحيط الأطلسي يتكون في خليج المكسيك ويمتد حتى طرف فلوريدا، ويتبع السواحل الشرقية للولايات المتحدة ونيوفندلاند قبل عبور المحيط الأطلسي كتيار الأطلسي الشمالي، ليلتقي مع تيار لابرادور بالقرب من جزيرة نيوفوندلاند، وهو  تيار مائي محيطي بارد، قادم من غربي جزيرة غرينلاند متجه جنوباً.

ووجدت الدراسة التي أجراها، معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، حدوث "خسارة شبه كاملة خلال القرن الماضي" للتيارات التي يسميها الباحثون دوران الانقلاب الزولي الأطلسي (AMOC)، والتي وصلت إلى أبطأ نقطة لها منذ 1600 عام على الأقل، وبالتالي فإن قد تكون على وشك الانتهاء والزوال. 

وسيكون لمثل هذا الحدث عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم، إذ سيؤدي إلى اضطراب شديد في هطول الأمطار الذي يعتمد عليها مليارات البشر في الزراعة في الهند وأميركا الجنوبية وغرب أفريقيا، وزيادة العواصف وانخفاض درجات الحرارة في أوروبا، بالإضافة إلى ورفع مستوى سطح البحر في شرق أميركا الشمالية وتعريض غابات الأمازون المطيرة والصفائح الجليدية في القطب الجنوبي إلى العديد من الأخطار البيئية.

نظام معقد

وبحسب العلماء فإن  النظام المعقد لدوران الانقلاب الزولي وعدم اليقين بشأن مستويات الاحتباس الحراري في المستقبل يجعل من المستحيل التنبؤ بتاريخ حدوث انهيار تلك التيارات، إذ أن ذلك يمكن أن يحدث في غضون عقد أو عقدين، أو على مدى قرون، ولكنه حذروا من أنه يجب منع حدوث ذلك الانهيار بأي ثمن نظرا لتأثيراته السلبية الهائلة على كوكب الأرض.

وقال الباحث نيكلاس بويرس، الذي أشرف على الدراسة إن : "ظهور علامات عدم الاستقرار بالفعل أمر لم أكن أتوقعه وأجده مخيفًا.. وهو شيء لا يمكنك السماح بحدوثه".

وأوضح أنه من غير المعروف ما هو مستوى ثاني أكسيد الكربون الذي قد يؤدي إلى انهيار "دوران الانقلاب الزولي، وبالتالي لذا فإن الشيء الوحيد الذي يجب فعله هو إبقاء الانبعاثات الحرارية عند أدنى مستوى ممكن، على حد قوله.

قلق متزايد

ويتزايد قلق العلماء حدوث تغييرات مناخية كبيرة وسريعة ولا رجعة فيها، وفي هذا الصدد أفاد بويرس وزملاؤه في مايو أن جزءًا كبيرًا من الغطاء الجليدي في  منطقة جزيرة غرينلاند على حافة الهاوية، مما يهدد بارتفاع كبير في المستوى العالمي لسطح البحر، فيما أشار باحثون آخرون إلى أن غابات الأمازون المطيرة أصبحت تنفث غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تمتصه، وأن موجة الحر في سيبيريا عام 2020 أدت إلى انبعاث مثير للقلق من غاز الميثان.

واستخدم بروس تشبيه الكرسي لشرح كيف يمكن للتغيرات في درجة حرارة المحيطات والملوحة والتي تكشف عن عدم استقرار تيار الخليج، إذ قال إن دفع الكرسي يغير موضعه، لكنه لا يؤثر على ثباته إذا بقيت الأرجل الأربعة على الأرض، مردفا: "ولكن عند إمالة الكرسي فإن ثباته يتغير وقد يؤدي ذلك إلى وقوعه وانهياره".

ومن جانبه قال ليفكي سيزار، من جامعة ماينوث في أيرلندا، والذي لم يشارك في البحث: "لا يمكن لطريقة الدراسة أن تعطينا توقيتًا دقيقًا لانهيار محتمل، لكن التحليل يقدم دليلاً على أن (دوران الانقلاب الزولي) قد فقد الاستقرار بالفعل، وهو ما أعتبره كتحذير بأننا قد نكون أقرب إلى حدوث ذلك مما كنا نعتقد".

وأما الباحث، ديفيد ثورنالي، من جامعة كوليدج لندن في المملكة المتحدة ، والذي أظهر عمله أن "دوران الانقلاب الزولي” في أضعف نقطة له منذ 1600 عام، فيرى إن "هذه العلامات على تناقص الاستقرار مثيرة للقلق. لكننا ما زلنا لا نعرف ما إذا كان الانهيار سيحدث، أو مدى قربنا منه".

 










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي